اندهشت مريم من كلامه لكنها اخفت علامات اندهاشها كأنها جاءت في تلك اللحظه و كان محمد لايشعر بوجودها لانه دفن وجهه بين يديه ،لم يفق الا و هو يشعر بيد مريم و هي علي كتفه .
مريم : انا خلصت تحب نمشي دلوقتي ولا نقعد شويه.
محمد : لا يلا بينا .
مريم : طيب مش هنقرا الفاتحه؟
محمد بضيق : لا ، يلا يا مريم.
بعد ان ذهبا لاحظت مريم انه ليس طريق البيت.
مريم : احنا رايحين فين؟
محمد : هناكل بره ، شكلك تعبانه من المشوار و قاعده فتره طويله في البيت فقولت نغير جو قبل الكليه.
ابتسمت مريم ابتسامه خفيفه ثم اشاحت وجهها تجاه النافذه فكانت بداخلها مشاعر مختلفه ، مشاعر كره لظلمه لها امس و مشاعر فقدان لان والدها وحشها و مشاعر فضول لمعرفه كره محمد لوالده و تساؤلات عن مشاعر محمد تجاهها فكانت تشعر دائما انه لا يهتم بها لكنها ادركت انه يحاول و يعافر بعد ان تذكرت و تدققت في جميع اللحظات التي كانت بينهم.
افاقت مريم من شرودها علي صوت محمد .
محمد: مش يلا بينا ولا ايه ؟
مريم : يلا معلش كنت بفكر في حاجه ، انا جعانه جدا اصلا.
*********
دخل حسن المنزل و نادي علي امه اكثر من مره لكنها لم تجيب فدخل غرفتها فوجدها فاقده الوعي ، امسك هاتفه سريعا و اتصل بمريم .
مريم : ازيك يا حسن.
حسن بلهفه: الحقيني يا مريم بسرعه دخلت علي ماما لقيتها و واقعه علي الارض و حاولت افوقها مفيش و مش عارف رقم تليفون الدكتور بتاعها فين شكله ضاع مني .
مريم و هي تقوم من مكانها : اهدي يا حسن احنا جايين في الطريق و هكلم الدكتور يجيلك مع السلامه.
محمد بخوف : في ايه حسن ماله؟
مريم بتاخذ شنطتها و مسكت ايد محمد : حسن كويس بس نورا تعبانه شويه يلا بينا بسرعه.
وصلوا جميعا لمنزل نورا و دخل الطبيب للغرفه و بدات نظرات حسن لمحمد بالغضب من وجوده و كان محمد يتجنب النظر له تقديرا للموقف.
خرج الدكتور من الغرفه و معه مريم .
محمد و حسن في نفس اللحظه: خير يا دكتور ؟
الدكتور: خير ان شاء الله هي مفيهاش حاجه هي بس مضغوطه الفتره دي و واضح ان في حاجه قلقاها و مخلياها ضاغطه علي اعصابها طول الوقت .
نظر حسن لمحمد كأنه يبلغ بنظراته بأنه السبب في تعبها فقام محمد بدفع المال لدكتور و توصيله للباب و دخلت مريم لنورا مره اخري .
مريم بابتسامه : كده تخضينا عليكي ،انتي مشوفتيش حسن كان عامل ازاي و هو بيكلمني.
نورا: انا فجأه محستش بنفسي ، معرفش ايه اللي حصل.
مريم: ينفع تبطلي قلق علي محمد.
نورا : ابطل قلق ازاي بس يا مريم و انا مش عارفه هو ناوي علي ايه و لا حسن اللي مبيقدرش يسمع سيرته ، انا خلاص تعبت والله.
مريم : انهارده كنا بنزور بابا و محمد راح يزور والده و سمعته بيقول اني احلي حاجه حصلتله في حياته و انه خايف اني امشي .
نورا باندهاش: بجد ؟
مريم و هي تخفض راسها : انا برده مصدقتش بس هو يا نورا بيعمل كل حاجه عكس ده ، انا بس مش عايزه ازود عليكي علشان انتي تعبانه بس انا متلخبطه و مش عارفه انا عايزه ايه.
نورا: هو مش عارف يوصلك اهتمامه و اكيد خايف و خايف جدا كمان ده ابني و انا عرفاه خليه ياخد وقته بس ، و بكره تعرفي يا مريم انتي عايزه ايه .
مريم :انا عايزه اقولك بس متقلقيش عليه و انا معاه ، عايزه اسألك علي حاجه هو ليه علاقه محمد مكنتش كويسه مع والده.
نورا: محمد مكنش بيحب من صغره ينزل معاه الورشه لكن ابوه كان بينزله غصب و لما كان مبيشتغلش كويس بيضر*به قدام الصنايعيه و كان محمد دماغه اكتر في التعليم لكن ابوه مكنش فارق معاه اوي التعليم فكان بيضغط علي محمد في الشغل ،يعتبر محمد مكنش بينام كويس بسبب انه بيعوض وقت المذاكره ده غير لما اطلقنا مكنش بيصرف علينا و كان محمد داخل علي ثانويه عامه فكان بيشتغل علشان يدفع حق الدروس و كان بيتكلم عليا وحش قدام الناس و محمد كلمه اكتر من مره لكن مفيش فايده فكان محمد يرجع يعيطلي بسببه وبسبب انه مش عارف يقف قدامه.
سرحت مريم في كلامها و كأنها تتعرف علي شخص جديد ثم قطع شرودها صوت حسن العالي في الخارج و منعتها مريم من الخروج من غرفتها و قامت هي لتعلم ماذا يحدث ، وجدت حسن يضع فلوس في جيب محمد.
حسن : دي فلوس الكشف اللي دفعتها للدكتور.
محمد: علي فكره دي امي زي ما هي امك.
حسن : و انا مش هخليك تصرف عليها بفلوس معرفش مصدرها كويس.
محمد: قصدك ايه ؟
حسن : قصدي انت عارفه كويس وكفايه اوي انك السبب في اللي هي فيه ، من ساعه ما خرجت و هي قلقانه انك تعمل مصيبه تانيه اكيد .
مريم : كفايه كده يا حسن و راعي ان نورا جوه سمعاكم و تعبانه .
دخل محمد الغرفه و قبل رأس نورا و اخبرها ألا تقلق عليه و تاخد راحه من الصيدليه ثم ذهب هو و مريم الي البيت .
محمد : ادخلي نامي انتي اليوم انهارده كان غريب ومتعب.
مريم كأنها لم تسمعه: انت كويس؟ متقلقش علي نورا هتبقي كويسه باذن الله و انا اتكلمت معاها هي بس كانت قلقانه عليك و انا طمنتها.
اندهش محمد كأنها كانت داخل قلبه و رأت الخوف الذي بداخله و الذي حاول اخفائه.
محمد :الحمدلله كويس هدخل انام و بكره هبقي احسن ،تصبحي علي خير.
و في منزل نورا ،اطمئن حسن علي والدته و انها نامت ثم امسك هات
حسن : ازيك عامله ايه ؟
سلمي : الحمدلله تمام.
حسن: مش مصدق اني هشوفك بكره خلاص .
سلمي بحزن : ان شاء الله يا حسن.
حسن: مالك يا سلمي.
سلمي : هقولك بس بالله عليك ما تتنرفز و هنلاقي حل باذن الله ، بابا جايبلي عريس.
حسن و هو يحاول ان يمسك اعصابه : يعني انا في ايدي ايه ياربي ومعملتوش ، جيت و قعدت مع والدك و كان مرحب و موافق و اول ما عرف موضوع محمد رجع في كلامه.
سلمي : قولتلك هنلاقي حل و بعدين هو انا صغيره هطفشه و بعدين هو انت فاكر اني مبسوطه يعني اننا بنتكلم كده من غير ما تكون في حاجه رسمي بس ربنا يخليها نورا باه اللي بتخليني اصبر.
حسن بلؤم : نورا بس ؟
سلمي: تصبح علي خير يا حسن.
حسن بضحكه خبيثه: طيب علي فكره باه نورا تعبت انهارده.
سلمي: ايه اللي حصل هي عامله ايه دلوقتي؟
حسن: مفيش حاجه متقلقيش ،هي بقت احسن و نامت دلوقتي.
سلمي: طيب ابقي سلملي عليها لحد ما اكلمها و يلا سلام كفايه رغي.
حسن: سلام.
********
في اول يوم كليه استيقظت مريم و جهزت ملابسها و توضأت و صلت ثم خرجت من غرفتها فوجدت محمد جاهز لايصالها للكليه.
محمد: صباح الخير ، اخرتك ولا المعاد مظبوط؟
مريم : انت هتوصلني؟
محمد : مش قولتلك قبل كده اني هوصلك ، و اه استني قبل ما انسي ده مصروفك و لو احتجتي حاجه تانيه مش محتاج اقولك بلغيني.
مريم : بس...
محمد: مفيش بس طول ما انتي معايا انتي ملزمه مني و يلا باه علشان منتاخرش .
وضعت مريم الفلوس في شنطتها و هي فرحانه كالطفله ثم ذهبت معه.
مريم و هي تهرب من النظر اليه: محمد كنت عايزه اقولك علي حاجه.
محمد: اتفضلي.
مريم : انا هنزل الصيدليه.
قام محمد بالوقوف ونظر اليها لكن سبقته قبل ما يتكلم.
مريم بحركه طفوليه: افهم بس ، نورا كلمت الدكتور و قالتله كل اللي حصل و هو راجع الكاميرات و طرد حسام ، تمام صح ؟؟هتوافق؟
محمد باستسلام : ماشي بس عارفه لو الز*فت ده رجع الصيدليه تاني اعرفي ان مفيش شغل هناك.
مريم و هي تسقف بيدها : خلاص تمام اتفقنا.
قضت مريم يومها الاول في الكليه بفرح لكن لا احد يعلم بأمر زواجها من محمد و انهت محاضرتها ثم قابلت حسن و وقفت تتحدث وتضحك معه حتي جاء محمد لاخذها فذهب حسن قبل انا يتكلم محمد معه.
مريم : ازيك عامل ايه ؟
محمد : الحمدلله تمام.
مريم: كنت عايزه اقولك ان ملوش لازمه تتعب نفسك و ان ممكن حسن يبقي يوصلني في طريقه.
محمد بسخريه: طبعا طبعا و تكملي ضحك معاه باه طول الطريق.
مريم : نعم !!
محمد : بقولك ايه لما اموت ابقي خليه يوصلك و يلا علشان تلحقي ترتاحي شويه طالما مصممه تنزلي الصيدليه .
كانت مريم منزعجه من طريقه كلامه لكنها فرحه من داخلها فهو يغير عليها ،فلا يستطيع ان يخبأ مشاعره و اهتمامه بها هي لا تريد ان تضغط عليه فيكفي ما يحدث معه .
محمد :اطلعي انتي ريحي شويه و انا هروح اطمن علي ماما و اشوفك بليل في الصيدليه .
***********
كان شيفت مريم علي وشك الانتهاء لكن تفاجأت برجل غريب المنظر عيناه متضخمتان و شعره مبعثر دخل عليها .
الرجل: عايز شريط ترا*مادول لو سمحتي يا دكتوره.
مريم: للاسف الدوا ده جدول و مقدرش اطلعه من غير روشته.
الرجل : ازاي يعني دكتور حسام كان بيبعهولي .
مريم بعد ان شعرت بالخطر و وقعت عليها صدمه مت كلامه: دكتور حسام مشي من الصيدليه و الدوا كمان خلص.
الرجل بسخريه: دلوقتي خلص سبحان الله.
فتح الرجل مط*وه امامها و اجبرها بالدخول امامه الي غرفه التخزين التي كان يلاحظ دخول حسام بها حتي يجلب الدواء.
الرجل: انا عارف ان الدوا في الاوضه دي فخلصي نفسك و طلعيه .
دخل محمد لحظتها الصيدليه و لم يشعر به الرجل لانه كان مغيب في عالم اخر ، فأشار محمد بيده لمريم بعلامه الهدوء و ان تستمر في الحديث معه و ظل يقترب من الرجل حتي اصبح وراء ظهره مباشره لكن عند اخر خطوه له داست قدم محمد علي زجاجه بلاستيك في الارض ، دار الرجل تلقائيا فدخلت الم*طوه في بطن محمد ، تفاجا الرجل مما حدث فهرب سريعا.
مريم وهي تمسك راسه : محمد رد عليا بالله عليك .
محمد بصوت خافت : متقلقيش انا كويس .
ثم غاب محمد عن الوعي فاتصلت مريم سريعا بنورا و طلبت الاسعاف و ذهبوا سريعا للمستشفي و دخل بعدها غرفه العمليات.
الدكتور : احنا محتاجين دم علشان هو نز*ف كتير بس للاسف معندناش فصيله دم*ه o .
جلست نورا بعد ان شعرت بدوخه : دي فصيله د*م حسن.


تعليقات
إرسال تعليق