القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية مسجون بالداخل والخارج حتي رأيتك الفصل الخامس



لم تتحمل مريم اكثر من ذالك و وجدت نفسها تفتح الباب لتجد محمد امامها بعينيه الحمراء من كثره الدموع و قطرات الدما*ء علي الارض فصعقت مريم من المنظر.

محمد بضيق: هو انا مش قولت مش قادر اتكلم.


اقتربت مريم منه بضع خطوات و امسكت بيده المجرو*حه و حاوطت الجر*ح بيدها.


مريم و هي تكتم دموعها من منظره : اهدي بس يا محمد و والله كل حاجه هتبقي كويسه.

لم يتمالك نفسه اكثر من ذالك امامها و نزلت دموع اخري من عينيه لكنه سريعا ان ادار وجهه فكانت ضربات قلبه عاليه و لا يستطيع ان ياخد نفسه و لاحظت مريم ذالك.


مريم: طيب اهدي بس بالله عليك و انا اسفه لو قولت حاجه ضايقتك والله ما اقصد.


تركت يده و ذهبت مريم لتجلب الماء و كحول تطهر بيها الجر*ح.

مريم : اتفضل مايه.


محمد بقلق :ايه الد*م اللي في ايدك ده.


مريم : ده دم*ك انت يا استاذ، معقول محستش بي لما اتعورت من كوبايه الشاي!


لم يرد محمد عليها و امسكت بيده و بدات ان تطهرها  و تحاشت النظر لعينه في وقتها فكانت في غايه الخجل و الخوف في ذلك الوقت

بعد ان انتهت شغلت الرقيه الشرعيه في الغرفه و شعرت انه جاء الوقت الذهاب .


مريم : تصبح علي خير لو احتاجت حاجه ناديني.


محمد باستسلام : شكرا .


اغلقت باب غرفته ورائها و ذهبت الي غرفتها و ما زالت علي وجهها علامات الاندهاش فلا يذهب منظره من عقلها ، فكانت عينيه حمراء جدا  كأن احد يخنقه و لم يشعر بقطعه الزجاج التي في يده و توجه الاسئله لنفسها كيف سيكون الحال غدا؟؟ هل سيتكلم معها ام سيتجنبها ؟حاولت ان تنسي المنظر و تتوقف عن التفكير و تنام.


استيقظ محمد مبكرا فارتدي ملابسه سريعا و ذهب علي الورشه فكان لا يتحمل الكلام معها في اي شي و خاصه اذا سالت عن الذي حدث امس .


محمد لنفسه : تستاهل انت اللي اتكلمت معاها و حكيت كمان و انا من امتي كنت بتكلم مع حد في حاجه زي كده، مش عايزين وجع قلب يا ابن الحلال


قاطع تفكيره رنه الهاتف.


مريم: صباح الخير ، انت فين ؟ انت كويس؟ 


محمد: اه الحمدلله كويس انا في الورشه.


مريم: بدري كده!


محمد: اه عندي شغل كتير انهارده.


مريم: شغل بايديك دي ، مينفعش تشتغل انهارده انا اصلا مكنتش مركزه امبارح و معرفش هي محتاجه غرز ولا لا.


محمد بجمود :لا هي تمام ، و معايا حد بيساعدني.


مريم بغيظ : ماشي يا محمد برا..


قاطعها محمد بعد ما راي احد يعرفه دخل الورشه و لم يستطع الوقوف مكانه.

محمد: طيب اقفلي دلوقتي يا دكتوره و نتكلم بعدين.

ثم اغلق المكالمه.


مريم و هي تنظر للهاتف بغيظ: تاني دكتوره تاني و كمان بتقفل السكه في وشي.


تقدم محمد ناحيه باب الورشه و الدم بيغلي في عروقه.


محمد : ايه اللي جابك هنا يا سيد ؟


سيد و هو يسند ضهره علي الحائط : جاي اقولك ان عقلك لو وزك بعد ما خرجت تعمل حاجه كده ولا كده مش هيحصل كويس .


محمد: طالما جيت لحد هنا و قولت الكلمتين دول تبقي خايف و اه يا سيد خد بالك مني الفتره اللي جايه علشان انا مش هسكت علي اللي حصلي .


سيد بغيظ من كلامه فهو لم يتوقع رد فعله: طيب تمام يا هندسه خاف باه علي نفسك و علي اللي منك و خصوصا ان في حد  جديد و لا اخبار الدكتوره ايه صحيح.


مسكه محمد من ملابسه و قام بخن*قه بذراعه .


محمد: انت لو جبت سيرتها تاني علي لسانك القذ*ر ده هقت*لك مكانك و خلاص مبقتش فارقه اتعودت علي السجن بفضلك ولا ايه ؟


سيد بعد ان فك قضبه يده بصعوبه: لا راجل، مع السلامه يا هندسه و خاف علي نفسك و علي ناسك .


ذهب سيد و هو يمثل الجمود لكن من داخله كان خائف من محمد ، فهو راي في عينيه سعي محمد للانتقام، و لم يستطيع محمد ان يكمل عمله بعد ما حدث لقلقه علي اسرته فقام بالاتصال علي امه و الاطمئنان عليها و علي حسن ثم ذهب الي البيت.بمجرد ان اغلق الباب و سمعت مريم صوت الباب خرجت من غرفتها.


محمد : انتي كويسه ؟


مريم باستغراب : اه الحمدلله كويسه ، انت اللي كويس ؟ اخبار ايدك ايه؟


محمد و هو ينظر لايده: ايدي تمام ، هو في حد رن عليكي الجرس انهارده ؟


مريم: لا ، انت كنت مستني حد؟


محمد: مريم لو حد رن الجرس و انا مش موجود اتاكدي الاول مين و كلميني كمان قبل ما تفتحي.


مريم: هو في حاجه؟


محمد: اسمعي الكلام باه من غير رغي كتير.


مريم بغيظ : حاضر ، كنت عايزه اقولك اني عايزه اروح 

ازور بابا علشان الكليه خلاص كلها كام يوم و تبدا و مش هبقي فاضيه بين الصيدليه و الكليه و البيت.


محمد: تمام روحي ، ولا اقولك هنروح سوا بكره هخلص شغل بدري و نروح باذن الله و اعملي حسابك اني هبقي اوصلك الكليه كل يوم و اعدي عليكي نروح سوا.


مريم: طيب كويس علشان مروحتش قبل كده لوحدي.


دخلت مريم غرفتها و اتصلت بنورا .


مريم : ازيك عامله ايه؟


نورا: قلقانه والله يا مريم ، محمد كلمني و صوته مكنش كويس و اكيد في حاجه حصلت .


مريم : هو فعلا جه انهارده بدري و قالي شويه تعليمات كده بس متقلقيش ان شاء الله خير و لو في حاجه انتي عرفاني هعرفها و اقولك.


نورا بضحكه : انتي هتقوليلي يا مركز المخابرات المتنقل انتي ، بس برده مش قادره قلبي بيقولي في حاجه محمد بيعملها من ورايا.


تذكرت مريم الصور التي وجدتها علي هاتفه لكن لم تخبر نورا حتي لا تزيد من قلقها.


مريم: بقولك ايه فكي كده و لا اقولك لما اشوفك في الصيدليه بليل هفرفشك.

 

تناولت الغداء هي و محمد و قام بايصالها للصيدليه و ابلغها انه سيذهب للورشه لينهي شغله ثم سياتي لياخذها هي و امه ،قم دخلت مريم الصيدليه.


نورا بضحكه: وحشتيني يا عروسه ، الصيدليه نورت.


مريم بسخريه: باين اني عروسه و لا ابين اكتر.


نورا : تلاقي الصيدليه وحشتك.

مريم : اكيد طبعا بس كل ما افتكر اني خلصت من حسام برتاح شويه.

نورا : اهو هيجي يستلم مننا الشيفت انهارده و اكيد عرف انك اتجوزتي يارب يهدي شويه.


                               *******

اتصل حامد اكثر من مره علي ندي لكنها لم ترد فقرر الذهاب الي بيتها.


حامد : عامله ايه وحشتيني


ندي بجمود :الحمدلله تمام.


حامد: رنيت عليكي اكتر من مره مردتيش ليه؟


ندي : معلش كنت مصدعه شويه.


حامد: من التفكير طبعا،


ندي : قصدك ايه؟


حامد : قصدي انتي عرفاه كويس ، قولي كل الكلام اللي في نفسك يا ندي عنيكي كلها كلام و اسئله.


ندي: انا ازاي كنت عاميه كل الفتره دي ده اقل واجب كنت اخدت بالي انه بعد ما دخل السج*ن انكم قطعتوا علاقتكم .


حامد: طبيعي اني اقطع علاقتي بواحد اكتشفت انه كان بيشرب و بيبيع مخد*رات.

ندي بسخريه: و انت بالصدفه كده خدت بالك ان صاحب عمرك بيشرب مخد*رات و بيبعها يا سبحان الله ، يعني انت ملكش علاقه بدخوله السج*ن؟!


حامد و هو يقوم من مكانه و يدير وجهه الجهه الاخري: يوووه مش هنخلص انهارده من ساعه ما البيه خرج وانتي متغيره و مبترديش علي مكلماتي و لو رديتي يبقي الكلمه علي قد الكلمه دي حاجه بقت تطهق انا همشي.


اخذ حامد سيارته و ذهب لمحمد في الورشه.


حامد باستكبار: العربيه بتعمل صوت و عايزك تشوفهالي ياسطا .


محمد رفع راسه ليشاهد من يحدثه و مجرد ما راه تحول لون وجهه الي احمر من العضب و قام بسحب عصا حديد في يده و اقترب من حامد.


محمد : اه ما انا اشوف الشيطان الكبير الصبح و تيجي انت بليل ، العربيه بتعمل صوت و عيزاني اشوفهالك حاااضر .


رفع محمد العصا و قام بتكسير زجاج السياره و ابوابها فاصبحت كعلبه السردين .


محمد بسخريه: شوفها كده لسه بتعمل صوت و لا خلاص.


حامد: انا جاي اقولك خلاص اقفل الصفحه القديمه و انسي اللي حصل ، اكيد مش هقولك نرجع صحاب بس انا مش عارف اعيش حياتي.


محمد : يا بجحتك يااخي ولا اخي ايه بلا ارف انت ازب*ل واحد شوفته في حياتي ، امشي ياااا حااامد من هنا ياما اقسم بالله هخليك شبه عربيتك.


حامد : طيب انا عملت اللي عليا ، لو قربت يا محمد من حياتي مش هيحصل كويس.


تركه حامد وقبل ان يذهب القي عليه محمد كلامته التي جعلت حامد كالبركان.


محمد : شكلها كده رجعت لعقلها لما شافتني.


لم يستطع حامد ان يستدير تجنبا ان يري محمد وجهه و يعلم انه علي حق ففضل عدم الرد و الهروب سريعا.


نظر محمد الساعه في ايده فاكتشف انه تاخر علي والدته و مريم.


                           ********

كان مريم و نورا في الصيدليه ينتظران محمد .


نورا بقلق : هو اتاخر كده ليه؟


مريم: ممكن يكون نسي نفسه في الشغل ولا حاجه.


نورا: و مبيردش ليه ؟


مريم: ابنك ده لما يجي انا هقطم رقابته علشان زمان حسام قرب علي الصيدليه و هنبدا رخامه.


نورا: بس باه يا مريم هو ده وقته هزار انا قلقانه بجد.


مريم : معلش والله اسفه طيب هجرب تاني يمكن يرد.


اتصلت مريم بمحمد فقام برد عليها و اخبرها انه كان صامت و انه اتي في الطريق فطمأنت نورا بعد المكالمه لكن بمجرد ما انهت مكالمتها وجدت حسام وصل الصيدليه.


حسام باستهزاء : ايه ده العروسه عطفت علينا و نزلت الشغل اخيرا.


مريم : اه الحمدلله .


نورا : ايه يا دكتور حسام مفيش ازيك؟


حسام: هقول ازيك وانا عارف انك فرحانه ، ما انتي جوزتيها ابنك.


مريم باندهاش : ايه الطريقه اللي بتتكلم بيها دي! 


حسام بغمزه : لا بس انتي شكلك انبسطي جامد الايام اللي فاتت ده شكلك مكنتيش عايزه تنزلي .


مريم : انت قلي*ل الادب .

اوشكت مريم ان تضربه بالقلم لكن حسام كان سريعا و امسك يدها و دخل في لحظتها محمد للصيدليه و كان غضبه وصل لاخر مراحله بعد ما حدث مع حامد.


نورا : سيب ايدها يا دكتور حسام ميصحش كده.


محمد: انتي لسه هتقوليله سيب ايدها 


التفت مريم فجدته امامها و سحب محمد يد مريم و قام بلك*م حسام في وجه .


حسام و هو يمسك فكه : منتظر ايه من واحد زيك رد سجون.


مسك محمد ياقه قميصه فخشيت نورا و مريم انه سوف يضر*به مره اخري .


مريم : خلاص يا محمد بالله عليك سيبه.


محمد : اه اصل الراجل الراجل واخد بالك انت لو شاف واحد ماسك ايد مراته هيعمل اكتر من كده و ياريت تمشي بدل ما تشوف رد السجون ده هيعمل فيك ايه ، رد السجون اللي لولا اهله واقفين كان علمك المرجله.


ذهبوا الثلاثه من الصيدليه و كان محمد في شده الغضب و مريم و نورا في شده الخوف و الاضطراب ، كان محمد سيتكلم لكن شعرت نورا بدوار خفيف فقام محمد بايصلها البيت ثم ذهب لبيته و مجرد ما فتح الباب ،وجد مريم امامه جالسه علي الكرسي تنتظره.


مريم : نورا عامله ...

قاطعها محمد: مفيش شغل تاني في الصيدليه دي .


مريم : ليه بس انا ممكن اكلم الدكتور صاحب الصيدليه احكيله اللي حصل .


محمد: و معملتيش الكلام ده من زمان ليه ولا عجبك قله ادبه معاكي ؟


مريم: ايه اللي انت بتقوله ده!!


محمد : اللي انا بقوله ولا اللي انتي قولتيه ،كنتي خايفه عليه اوي و بتقوليلي مقربش منه لو مهتمه بي قوي كده كنتي اتجوزتيه هو يا دكتوره؟


مريم بزعيق : انت اغب*ي واحد شوفته في حياتي ،مقولتش للدكتور المسؤل ليه علشان الكائن ده عمره ما تطاول معايا كده قبل كده و دايما بتبقي معايا نورا و ابقي اسالها طريقتي بتبقي معاه ازاي و كنت محتاجه الشغل ده جدا علشان بابا كان تعبان ايامها و كنت خايفه انا اللي امشي في الاخر ، اما بالنسبه اني خايفه عليه فانا فعلا كنت خايفه بس مش عليه كان عليك انت .

وقعت كلمتها علي محمد كالصاعقه و نظر في عيونها بعد ان كان ينظر للسقف و اخرج يده بعد ما كانت في جيبه.

ثم اكملت مريم : الصيدليه فيها كاميرات و هو بكل سهوله ممكن ياخدها و يقدم فيك بلاغ ،انت ضربته اول مره علشان كان ماسك ايدي بالقوه لكن مفيش مبرر للضر*ب تاني و خصوصا انه سكت بعد ما ضرب*ته .


محمد بمجرد ما انتهت وتدارك موقفه  : انا اسف مقصدش  والله انا بس انهارده ...

قاطعته مريم و دموعها تنزل  : انا عايزه ادخل انام .


امسك محمد ذراعها قبل ان تكمل طريقها للغرفه و دون ان يعرف ماذا يفعل وجد نفسه يحضنها: والله العظيم كان عندي مشكله كبيره انهارده و كانت ضاغطه عليا مكنتش اقصد صدقيني انا اسف .


مريم و هي تمنع نزول دموعها و تبعد يده التي تحيطها : تصبح علي خير.

ثم تركته و ذهبت لغرفتها و اكملت بكائها  ، كان يسمعها محمد لكن لا يعلم ماذا يفعل غير ان يلوم نفسه .


دخلت نورا بيتها و مجرد ان راها حسن شعر ان حدث شي.


حسن : امي انتي كويسه؟


نورا: اه الحمدلله يا حبيبي.


حسن: بس شكلك تعبان .


نورا: شويه اجهاد من الشغل بس ولا حاجه المهم شد حيلك الكليه يومين وتبدا .


حسن : حاضر يا ماما.


نورا: طيب انا هدخل استرح شويه.


دخلت نورا غرفتها و كانت تشعر بالم لكن فضلت الا تخبر احد .


استيقظت مريم في اليوم التالي متاخر ووجدت هاتفها يرن .


مريم: الو .


محمد : صباح الخير .


مريم بجمود : صباح النور.


محمد: ساعه كده و اكون خلصت شغل و تكوني جهزتي علشان نروح المدافن.


مريم :تمام ، مع السلامه .


قامت مريم سريعا و توضأت وصلت ثم جهزت ملابسها و اخرجت الاكل الذي سوف تطبخه و كلمت امها للاطمئنان عليها.


شاديه :ايه يا بنتي الغيبه دي مش ناويه تجيبي جوزك و تيجي.


مريم: حاضر قريب باذن الله يا ماما ، انا بس مشغوله علشان الكليه قربت و بحاول اظبط كل حاجه قبلها .


شاديه: طيب يا حبيبتي اهو حاجه انك كويسه ، اوعي يكون محمد بيضايقك.


مريم تحاول الا تتغير نبره صوتها: لا يا ماما هيضايقني ازاي بس ده حتي انهارده رايحين نزور بابا الله يرحمه.


شاديه بدموع: ابقي سلميلي عليه يا مريم و قوليله اني هشد حيلي قريب و هروح ازوره.


مريم و هي تحاول الاخري مسك دموعها: حاضر يا ماما هقوله ، بس اهم حاجه صحتك و انتي عارفه صعب عليكي دلوقتي تطلعي السلم و تنزلي .


فتح محمد الباب و قامت مريم بتوديع امها ثم بدات ان تمسح دموعها.


محمد: في حاجه حصلت ، والدتك كويسه تحبي نروحلها؟


مريم : هي كويسه الحمدلله احنا بس كنا بنتكلم علي بابا ، انا جاهزه لو حابب ننزل دلوقتي.


محمد: مش هناكل الاول ؟


مريم: الصراحه انا صحيت متاخر و ملحقتش اطبخ ف لو جعان ممكن اعملك سندوتش.


محمد: لا ولا يهمك انا اصلا مش جعان بس قولت ناكل علشان كنت شاكك ان انتي مكلتيش .


مريم باستهزاء: لا وانت يهمك اوي. 


محمد و هو يضغط علي ايده من كلمتها: يلا يا مريم علشان منتاخرش.


                            ***********

اوصلها محمد لمدفن والدها و اخبرها انه سيتركها علي راحتها و اشار لها علي مدفن والده و اخبرها انه سيكون هناك حتي تنتهي ثم ذهب.


مريم امام قبر والدها : وحشتني اوي يا بابا حاسه ان كل حاجه ملهاش طعم من ساعه سيبتنا ،كنت خايفه اوي يا بابا و تايهه و حاسه ان كله جاي عليا ،ثم ضحكت مريم بحزن اسكت يا بابا مش انا اتجوزت اه والله زي ما بقولك كده و الفضل يرجع لاخوك اخوك اللي كان عايز ياكل حقي ، بس متقلقش محمد كويس هو بس ساعات مبيحسش  هو بيعمل ايه بس عيب عليك ده انا تربيتك اصبر عليا و شوف هعمل في ايه، ثم صمتت قليلا هو مينفعش ترد عليا يا بابا؟ وحشني صوتك اوي ، انا اسفه اني بقول كده خلاص متزعلش مني انا همسك نفسي والله ، بنتك خلاص فاضلها سنه في الكليه و تبقي دكتوره رسمي نظمي .


قرات مريم لوالدها الفاتحه ثم ودعته و ذهبت قبل ان تنزل دموعها مره اخري فهي تعلم انه كان لا يحب ان يراها تبكي امامه ، و اخذت طريقها الي محمد فبدات تقرب منه لكنه لم يشعر بها و هي لا تريد ان تقاطعه فظلت وراءه تستمع له.

محمد امام قبر والده : قاعد قدامك من نص ساعه يا ابويا و محتار الومك علي ايه و لا ايه ده انا حتي عايز اعاتبك انك مت من غير ما اشوفك و تراضيني ، كان نفسي تراضيني قبل ما تموت و الله العظيم كنت هسامحك ، قاعد قدامك و انا مخنوق و الذكريات واحده ورا التانيه بتيجي في راسي ، ممكن يكون ربنا عوضني بحاجه و هي اني تجوزت مريم ...يعتبر دي احلي حاجه في حياتي بس انت عارف حظ ابنك اللي بسببك بقي نحس و مفيش حاجه بتكملي و في يوم هلاقيها ماشيه و انا مش هعرف اوقفها و لا حتي اقولها خليكي جنبي .


اندهشت مريم من كلامه 

الفصل السادس من هنا

تعليقات

التنقل السريع