محمد: مريم مريم ،ايه اللي حصل .
لكن كان نداءه دون جدوي .
حملها محمد بين يديه و ذهب بها سريعا الي اقرب مستشفي و كان يحاول في ذلك ان يستجمع شتات نفسه فهو يشعر بأن كل ما يحدث مجرد كابوس و منتظر الصفع*ه التي ستيقظه منه ، و برغم من اعصابه المشدوده فإنه لا يشعر برجله ، مرت عليه دقائق المشوار الي المستشفي كأيام كامله و هو ينظر الي حبيبته لا حول لها و بدأ يحاول استنكار فكره انها من الممكن ستتركه وحيدا ، فقد اعصابه في الطريق و بدا ان يترجاها أن تفيق و ألا تتركه وحيدا كما كان ، حتي اخيرا وصل الي باب المستشفي .
محمد و هو يحملها بين يديه : محتاج دكتور بسرعه ، مراتي بتروح مني.
جاء دكتور سريعا و طلب من التمريض ان يأخذوها لغرفه و بدأ ان يسأل عما حدث.
الدكتور: ايه اللي حصلها؟
محمد بصوت مخنوق: انا مكنتش في البيت بس لما رجعت كان في د*م كتير عند راسها و كان جنبها تمثال عليه د*مها ، هي هتبقي كويسه صح يا دكتور .
الدكتور: طيب استني هنا و احنا هنقوم باللازم.
أحس محمد بأنه تائه و ان الشخص الذي كان يأخذ بيده اصبح بين الحياه و الموت ،فكر كثيرا قبل ان يتصل بحسن لكن انتهي التفكير بامساكه هاتفه و اخبار اخيه بكل شي ، الذي بعد نص ساعه كان وصل و هو و نورا و زوجها وليد و سلمي.
نورا بخوف : ايه اللي حصل يا محمد .
كان محمد يجلس علي الكرسي امام غرفتها ،و كان كفيه متجمدتان تحت ذقنه و لم تكف رجله عن الاهتزاز من التوتر ، فبمجرد وصول نورا و سؤلها ادار وجه لها و رد بكل استسلام بكلمه واحده و هي عدم معرفته بما حدث ...شعرت نورا بالنار التي بداخل ابنها فاقتربت منه فورا و دفنته في حضنها و هي تحاول ان تمنع نزول دموعها .
نورا: لازم تجمد كده ، مريم هتبقي كويسه و هترجع احسن من الاول فاهم ولا لا .
محمد باستسلام : ان شاء الله .
نورا: طيب مش المفروض نكلم والدتها و لا ايه؟
محمد و دموعه تتساقط ببطئ: مقدرتش اكلمها، و قولت حرام اكلمها بليل كده ، بكره باذن الله هكلمها .
نورا : عين العقل يا نور عيني .
ظل محمد في حضن والدته و هي تطبطب عليه بهدوء و كانت عين محمد متحجره علي نقطه واحده امامه لا يحركها حتي خرج الدكتور الغرفه فقاموا جميعا بفزع.
محمد : ايه الاخبار يا دكتور.
الدكتور : هي الخبطه عملت شر*خ في الجمجمه و كمان هي للاسف نز*فت كتير و الحاجات المتعلقه بالمخ عموما منقدرش نحكم عليها الا لما يعدي اربع و عشرين ساعه ، فباذن الله يعدوا علي خير و بعدها نطمن عليها .
محمد : باذن الله يا دكتور ،طيب ممكن ادخلها ؟
الدكتور: مسموح بمرافق واحد بس ، و في حاجه كمان انا مضطر ابلغ الشرطه علشان ده شروع في ق*تل.
محمد : تمام يا دكتور.
ذهب الدكتور بعدها و حاولت نورا تقنعه ان تبيت مع مريم لكن رفض محمد تماما اقتراحها ثم مال الي حسن .
محمد: حسن عايزك تروح عندي البيت و تدخل اوضتي و تشوف في الدرج التاني الظرف اللي في الصور موجود ولا لا .
حسن : تمام حاضر .
ذهبوا جميعا و تركوا محمد الذي دخل فورا الي حبيبته و جذب كرسي بجانب سريرها .
محمد : يصعب عليا اشوفك كده و انا مش في ايدي حاجه ، طول الطريق بسأل نفسي لو حصلك حاجه انا هعمل ايه ؟ عارفه يا مريم لما تشوفي الدنيا من خلال شخص و بعدها الشخص ده يختفي عارفه هتشوفيها ازاي هتشوفيها سوده و انا مش عايز اشوفها سوده يا مريم ،بالله عليكي ما تسبيني كل حاجه بقت حلوه بيكي ،.
(بدأ محمد ان يبتسم لها) :انا هنام دلوقتي و باذن الله لما اصحي هتكوني كويسه توعديني ،خلاص انا خدت وعد و اللي يرجع في كلامه يبقي عيل.
قاطع كلامه معاها اتصال حسن له .
محمد : ايوه يا حسن لقيت الصور؟
حسن بخوف : لا
محمد : كنت متأكد ان هو السبب.
حسن : محمد ، انا كمان مش عارف اوصل لصادق .
قاطعه محمد: اقفل دلوقتي يا حسن مش عايز اكلم حد.
نام محمد بعد ان اشرقت الشمس بسبب محاولاته التي دامت لساعات ليقلل من غ*ضبه بعد معرفه الشخص الدي فعل ذلك في حبيبته ،لكن بعد قليل من الوقت استيقظ علي صوت طرق الباب .
الممرضه : صباح الخير .
محمد : صباح النور .
انتهت الممرضه من فحصها لمريم ثم سألها محمد عن حالها.
الممرضه: مفيش جديد للاسف بس باذن الله الدكتور هيجي يشوفها و يبلغ حضرتك لو في حاجه و ان شاء الله تبقي كويسه .
محمد: تمام متشكر لحضرتك.
الممرضه: العفو ده شغلي ، صحيح في ظابط سأل علي حضرتك و منتظرك في الاستقبال.
محمد: هنزله حاضر .
دخل محمد الي الحمام و غسل وشه ثم ارتدي جاكته و نزل الي الاستقبال .
الظابط : صباح الخير انا الرائد جمال ، طبعا انا متأسف جدا للي حصل لزوجه حضرتك و ان شاء الله تقوم بالسلامه و عارف انه مش وقته بس لازم اخد اقوالك.
محمد: ده شغلك مفيش مشكله و شكرا لتفهمك.
جمال: طيب ايه اللي حصل ؟
محمد : احنا كنا في مناسبه قريبه من البيت و هي نسيت حاجه و رجعت تاخدها فلما لقيتها اتاخرت في حدود ساعه كده و الطريق ياخد ربع ساعه اصلا رنيت عليها اطمن لكن مردتش عليا فروحت البيت لقيت الباب مفتوح و هي علي الارض و في تمثال كان في الصاله بتاعتنا جنبها و عليه دم*ها فاخدتها بسرعه علي المستشفي.
جمال: طيب في حاجه نقصت من الشقه .
محمد بتردد : اه.
جمال: ايه اللي نقص.
محمد: بص حضرتك انا ملحقتش طبعا اشوف ايه نقص بس انا لما شكيت في حد انه يكون دخل الشقه علشان الحاجه كلمت اخويا يشوف الحاجه لسه موجوده ولا لا
و اخويا راح فعلا و قالي ان الظرف اختفي.
جمال: ظرف ايه؟
محمد: من الاخر يا سياده الرائد في واحد في المنطقه بينا عداوه من زمان و هو بيشتغل في المخد*رات اسمه سيد و انا وصلني صور و هو معاه بضاعه عن طريق واحد شغال معاه اسمه صادق و يومها حصل اللي حصل و الظرف اللي بقول لحضرتك عليه ده اللي في الصور.
جمال: يعني انت بتتهم سيد في اللي حصل في مراتك.
محمد: ايوه وخصوصا ان صادق مختفي من امبارح فأكيد سيد عرف ان هو اللي سلمني الصور .
جمال : هو للاسف التمثال مش عليه بصمات و احنا بنفرغ كاميرات المحل اللي قدام البيت مفيش حد غريب دخل العماره غير ست منتقبه و نزلت قبل ما انت توصل بربع ساعه ، فللاسف مفيش دليل قاطع ان هو اللي عمل كده بس احنا هنقبض عليه و هناخد اقواله و باذن الله لما المدام تفوق و نسمع اقوالها ساعتها نشوف .
محمد: تمام شكرا يا حضره الظابط .
جمال: العفو ، استأذن انا بأه.
ذهب جمال و رجع محمد الي غرفه مريم و بدأ يقرأ سورتها المفضله (سوره مريم ) و بعد ساعه جائت نورا و وليد .
نورا: عامل ايه انهارده يا حبيبي .
محمد: الحمدلله ، كويس انك جيتي علشان لازم اروح لطنط شاديه بترن عليا من الصبح لانها بترن عليا من الصبح و انا مش عارف ارد عليها اقولها ايه .
نورا و هي تربت علي كتفه حتي تخفف من عليه: روح يا حبيبي اكيد اتصلت علي تليفون مريم و محدش رد ، بس انا عملتلك اكل فكل حاجه بسيطه قبل ما تمشي ،انت مكلتش حاجه من امبارح.
محمد: مش قادر يا امي والله ، انا همشي سلام و لو وفاقت و انا مش هنا قوليلها اني مش هتأخر و كلميني.
ذهب محمد الي بيت والد مريم و طول الطريق يحاول يرتب كلامه الذي سيقوله لوالده مريم و بعد محاولات كثيره انتهت بالفشل طرق علي الباب و هو يحاول السيطره علي عقله المشوش و قلبه الذي ازدادت ضربات بمجرد ان سمع صوتها.
شاديه: مين علي الباب.
محمد: انا محمد يا أمي افتحي .
شاديه بعد ان فتحت الباب : ادخل ،ازيك يا حبيبي عامل ايه ؟
محمد: الحمدلله .
شاديه: رنيت علي مريم كتير بس مردتش عليا هي كويسه؟
محمد:......
شاديه و هي تخفي قلقها بنصف ابتسامه: ايه يا محمد مبتردش ليه ؟ بنتي فيها ايه انا كنت حاسه والله و قلبي وجعني عليها من امبارح بس قولت استعيذي بالله و نامي و بكره نطمن عليها، بنتي فيها ايه يا محمد ؟
محمد: في حرامي دخل الشقه امبارح و هي كانت هناك و ضر*بها علي راسها و هي دلوقتي في المستشفي .
شاديه و دموعها تتساقط و كانت تلف حولها كالطفل التائه : يا حبيبتي يا بنتي ، انا هدخل البس في دقيقه و تاخدني لبنتي انت فاهم.
محمد و هو يحاول ان يهدئها: متقلقيش و الله هتبقي كويسه و هاخد حضرتك حاضر ليها .
ذهب محمد مع والده مريم الي المستشفي و كان طول الطريق يتحاشي النظر الي عيونها ،كان قلبه يمتلئ بالشعور بالذنب و بمجرد ان وصلوا الي باب المستشفي ، اسرعت شاديه الي غرفه مريم و كانت نورا هناك و بدات ان تهدئها لانها كانت في حاله لا يرثي بها .
شاديه : هي مالها مبتكلمش ليه ؟ هو الدكتور قال ايه؟
نورا بصوت مخنوق : اهدي بس يا شاديه ،مريم هتبقي كويسه باذن الله ادعيلها .
شاديه بزعيق و دموع: انا عايزه اعرف الدكتور قال ايه .
مريم بتوتر: قال ان لو عدي اربعه و عشرين ساعه نقدر نطمن عليها ، و هو لسه كاشف عليها من شويه و قال ان حالتها بدأت تستقر .
بدأت نورا ان تهدئ شاديه و تخبرها ان مريم ستستعيد وعيها حتي تطمئن و كان محمد واقف بعيدا عنهم لا يستطيع ان يقترب و يواجهها بما حدث ، لكن قاطع شروده حسن .
حسن : عملت ايه مع الظابط انهارده؟
محمد بنرفزه : تعالي نطلع نتكلم بره الاوضه.
حسن : طمني عملت ايه ؟
محمد بعد ما اقترب منه : انا بجد يا اخي مش طايقك ، كل اللي حصل ده بسببك قولتلك يا حسن متتصرفش من غير ما ترجعلي عجبك اللي حصل ده؟
حسن : انا اسف و الله العظيم لو كنت اعرف ان كل ده هيحصل اكيد مكنتش عملت كده.
جلس محمد باستسلام علي الكرسي الذي امام الغرفه: وعدتها ان اي حاجه فيها خطر عليا مش هعملها ، دلوقتي حاسس ان بالنسبالها اني اكون في امان اهم من امانها ،احساس الذنب هيقتلني يا حسن و معرفتش انام من امبارح و لا عارف حتي اقول لوالدتها ايه؟
اقترب منه حسن ووضع كتفه علي محمد : استهدي بالله كده و هي هتبقي زي الفل و هترجع تناكف فينا تاني و تبقي قول حسن قال .
ابتسم محمد ابتسامه خفيفه ثم حضن حسن .
و مرت ساعات عليهم كالسنين و هم ينظرون الي مريم في حالتها تلك و كان المنظر في الغرفه كالاتي
محمد يجلس علي كرسي بجانب مريم و والدتها علي الجانب الاخر تجلس و تقرا قرءان و نورا جالسه علي الكنبه تحاول ألا تظهر حزنها و استاذن وليد للذهاب الي عمله ، فجاءه محمد لاحظ ان مريم فتحت عنيها فاقترب منها سريعا .
محمد : مريم انتي سمعاني ؟
لكن لم يجد منها رد لكن بمجرد ان اطلق جملته انتبه له الجميع في الغرفه فذهب حسن سريعا لينادي الدكتور ثم أتي به و بدأ الدكتور ان يوجه لعينيها الكشاف .
الدكتور: مدام مريم انتي سمعاني ؟
مريم : اه .
الدكتور : انتي عارفه مين اللي واقف جنبي ده (ثم اشار علي محمد)
مريم بتعب : محمد.
الدكتور و هو ينظر اليهم : الحمدلله يا جماعه هي كده عدت مرحله الخطر و ان شاء الله هتتحسن اكتر بس هي دلوقتي تعبانه و لازم تستريح و كتر الكلام غلط عليها فلازم كلكم تمشوا .
مريم بدموع: انا خايفه.
محمد و هو يوجه كلامه للدكتور : طيب ممكن انا بس اقعد معاها؟
الدكتور: تمام ، بس حاول متتعبهاش في الكلام.
محمد: متقلقش يا دكتور.
اقتربت منها والدتها و قبلت رأسها : الف سلامه عليكي يا نور عيني ،انا همشي دلوقتي لكن هتلاقيني عندك من بدري بكره.
محمد و هو يوجه كلامه لشاديه :حسن هيوصل حضرتك .
ذهب حسن مع نورا و والده مريم و قام بايصالهم ثم عاد لمحمد مره اخري ليتأكد انه لا يحتاج شي ثم ذهب الي البيت .
سحب محمد كرسي و جلس بجانب مريم و امسك يدها .
محمد و هو يبتسم نص ابتسامه: جتلي فرصه اكلمك فيها و انتي متعمليش حاجه غير انك تسمعيني ، جتلي فرصه اقولك انك طلعتي غاليه عندي جدا اكتر مما كنت اتخيل ، جاتلي فرصه اقولك اني من غيرك كإن نصي مش موجود اكتشفت انك خلاص بقيتي مشاركاني في كل حاجه ، بحبك اوي علي فكره و مش هلاقي حد احسن منك تكملي معايا حياتي .
كانت مريم طوال هذا الوقت تنظر له بحب و بمجرد ان انتهي من كلامه ضغطت علي يده حتي احتضنتها في كفها .
محمد بضحكه و دموعه تتساقط : انا هدخل انام بأه علشان بالشكل ده مش هخلص كلام و انا خايف عليكي الصراحه و مش عايز اتعبك.
هزت مريم رأسها ببطأ بالايجاب .
******
استيقظ محمد في الصباح و جلس بجانب مريم حتي استيقظت .
محمد بفرح: صباح الخير يا قمر .
مريم بصوت خافت : صباح النور .
محمد: هروح انادي الدكتور يشوفك ، ثواني و هرجع .
ذهب محمد لينادي الطبيب لكن اثناء طريقه وجد حامد في المستشفي و كان وجهه يخبر الجميع بحدوث شي غير سار فكان علي وشك الذهاب من المستشفي ، فمرت من امامه الممرضه التي كانت في غرفه الكشف التي كان بداخلها حامد .
محمد و هو يستجوب الممرضه : لو سمحتي هي دي غرفه فيها كشف ايه؟
الممرضه : دي غرفه الاورام و السرطانات .
نزلت جمله الممرضه علي محمد كالصاعقه : تمام شكرا لحضرتك .
الممرضه : العفو ، حضرتك بتسأل علي ايه؟
محمد: لا افتكرت المكان خلاص شكرا.
ذهب محمد و اكمل طريقه للطبيب و رجعوا الي مريم مره اخري.
الدكتور : عامله ايه انهارده يا مدام مريم ؟
مريم : الحمدلله بس حاسه ان دماغي تقيله اوي و عندي صداع .
الدكتور: كل ده طبيعي ، الخبطه مكنتش سهله برده .
مريم: طيب انا اقدر اخرج من المستشفي امتي يا دكتور؟
الدكتور : انتي لحقتي تزهقي مننا ، لا لازم تصبري شويه و لا شكلك عروسه جديده و وحشك البيت و عايزه تروحي .
ضحك محمد و مريم علي كلمات الدكتور.
محمد: اه يا دكتور هي فعلا لسه عروسه جديده .
الدكتور: طيب يا سيدي ربنا يهنيكم ، صحيح الرائد جمال جه علشان ياخد مني الاذن انه ياخد اقوالك لكن انا قولتله انك محتاجه راحه دلوقتي ، لما تحسي انك قادره تتكلمي و حسيتي بتحسن قوليلي علشان مش عايز ضغطه اعصاب خالص .
اومات مريم برأسها ثم شكر محمد الطبيب و وصله عند باب الغرفه ثم عاد لمريم مره اخر و جلس عند مؤخره سريرها .
محمد: مريم انا عايز منك كلمه واحده اه او لا ،سيد اللي عمل فيكي كده ؟
لم تجب عليه مريم و بدأت دموعها تتساقط .
اقترب منها محمد و امسك يدها : انا اسف خلاص مش عايز اعرف ، مش عايزك تضغطي علي نفسك .
و بعد دقائق دخلت ممرضه و معها الطعام لمريم .
الممرضه : صباح الخير .
مريم : صباح النور .
الممرضه : حمدلله علي سلامتك .
مريم بابتسامه خفيفه : الله يسلمك .
الممرضه و هي تنظر لمحمد : انا عملت حساب حضرتك في الاكل علشان متأكده ان حضرتك مكلتش حاجه من ساعه ما المدام دخلت المستشفي .
محمد : شكرا لذوقك .
الممرضه : و الله كل المستشفي كانت بتتكلم علي منظر حضرتك و انت داخل بيها بس الحمدلله ربنا يكمل شفاها علي خير.
انتهت الممرضه من جملتها ثم ذهبت و بدأ محمد ان يطعم مريم و يتحدث معها و بعد دقائق جائت والدتها .
شاديه: صباح الخير يا حبيبتي.
مريم: صباح النور يا ماما.
شاديه : عامله ايه انهارده؟
مريم: الحمدلله احسن .
قاطع حديثهم طرق احدهم علي باب الغرفه فخرج محمد و ترك مريم في والدتها ثم وجده الرائد جمال ، فبعدوا عن الغرفه و جلسوا علي الكراسي التي امامها.
محمد : صباح الخير يا سياده الرائد .
جمال: صباح النور، المدام اخبارها ايه دلوقتي؟
محمد: هي احسن دلوقتي بس هي اعصابها تعبانه و زي ما الدكتور قال لحضرتك لاسف مش هتقدر تتكلم معاها دلوقتي ،انا بنفسي حاولت اسألها لكن مفيش نتيجه.
جمال : يا استاذ محمد انا مقدر الظروف بس لاحظ ان زي ما قولت لحضرتك مفيش دليل ضد سيد و انا محتجزه عندي من غير دليل يعني لو وكل محامي ضعيف حتي هيطلعه و بالنسبه لصادق احنا لقيناه مربوط في مكان مهجور و سألناه مين اللي عمل في كده رفض يتكلم.
محمد بتوتر : انا مش عارف اقول لحضرتك ايه ، كل اللي اقدر اوعدك بي اني احاول معاها تاني لكن صحتها بالنسبالي اهم اكيد بس ان شاء الله هتتكلم.
جمال : تمام يا استاذ محمد استأذن انا بأه و بلغ المدام تمنياتي بالشفا.
محمد: شكرا لحضرتك مره تانيه .
ذهب جمال و قبل ان يدخل محمد الغرفه لاحظ وجود نورا فأطمئنت عليه ثم دخلت معه .
نورا : اخبار القمر بتاعنا ايه انهارده ؟
مريم بابتسامه : الحمدلله .
شاديه و هي تنظر لمحمد: تعالي شوفها علشان مغلباني و مش عايزه تاكل.
اقترب منها محمد: ايه الكلام ده بأه مش عايزين دلع في علاج لازم يتاخد و لا عايزه مكرونه بالبشاميل .
ضحكت مريم علي كلمته .
نورا بتعجب : ايه ده هي مكرونه بالبشاميل كلمه السر ولا ايه!
محمد بتريقه و هو ينظر لمريم: اقولها يا مريم مش مهم مكرونه بالبشاميل تقولي لازم مكرونه علشان محدش يقول علينا حاجه ، عجبك كده !
ارتفع صوت ضحك مريم و ضحكوا جميعا علي اثر ضحكتها.
مرت الايام و جاء اليوم الذي سمح الطبيب لمريم بالخروج و كان في الغرفه مع مريم محمد و حسن و اختها و عمرو زوجها ، بعد دقائق استأذن محمد للذهاب للحسابات حتي يدفع باقي المبلغ المطلوب ، و بعد ما ذهب طلبت مريم من حسن ان يجلس بجانبها .
حسن بهزار: هتبدأي شغل مخابرات بدري كده ..قولي عايزه ايه.
مريم: عايزه اطلب منك طلب.
حسن: اتفضلي اطلبي .
مريم : عيزاك تتصرف و تطلع اي حجه تخلي محمد ميوصلنيش البيت و هبقي ارجع مع حبيبه و جوزها.
حسن بقلق: ناويه علي ايه يا مريم.
مريم: مش عايزه اقولك علشان محمد ميزعلش منك بعدين .
حسن : انا مش فاهم حاجه بس ماشي ، هتحرك انا و هتصرف و لو جه و سأل عليا قوليله انه روح البيت او اي حاجه.
مريم: تمام.
ذهب حسن الي البيت و في طريقه قام بالاتصال علي محمد .
محمد : ايه يا بني مشيت ليه ؟
حسن : مش مهم دلوقتي بس بقولك و انا مروح شوفت زبون في الورشه بيزعق و بيخبط علي العربيه و حاولت اهدي فيه بس هو مفيش علي لسانه غير انه عايزك بالاسم.
محمد : طيب اقفل و انا هتصرف .
كانت عين مريم متابعه موقف امامها و منتظره كلامه بعد ما يغلق الاتصال.
مريم و هي تتصنع القلق: في ايه يا محمد؟
محمد: في واحد عامل مشكله في الورشه .
مريم : طيب مستني ايه ما تروحله !
محمد: هستناكي و نرجع البيت مع بعض .
مريم : لا تستني ايه ، الدكتور لسه هيمر علي الحالات و بعدين يجي يطمن عليا اخر مره و بعدين متقلقش عمرو و حبيبه هيوصلوني.
حبيبه : متقلقش هنوصلها لحد البيت.
محمد باستسلام: طيب ماشي انا هتحرك ،خدي بالك علي نفسك.
مريم : حاضر .
محمد: و لما توصلي البيت اتصلي عليا .
مريم: حاضر يا محمد ، يلا علشان متتأخرش .
ذهب محمد من المستشفي و اتجه الي الورشه اما مريم فانتظرت طبيبها حتي انتهي من كشفه
الدكتور : طيب يا مدام مريم اتمني متجيش هنا تاني الا لو هتزورينا ، و ناخد بالنا من مواعيد الدوا و مش هينفع اي عصبيه خالص الفتره اللي جايه اي انفعال غلط عليكي.
مريم : تمام يا دكتور و شكرا لتعب حضرتك.
و بعد ذلك ذهبت مع اختها و بمجرد ما ركبت العربيه معهم اخبرتهم علي المكان الذي تريد ان تذهب اليه.
مريم : عمرو انت رايح فين؟
عمرو : هوصلك البيت .
مريم: لا لا اطلع علي القسم اللي محبوس في سيد .
عمرو باندهاش: انتي بتقولي ايه يا مريم ؟
مريم : مفيش وقت يا عمرو هفهمكم بعدين بس يلا بسرعه .
عمرو بغيظ : ماشي يا مريم .
انطلق عمرو الي القسم و دخلوا جميعا ثم طلبت مريم الزياره لتلتقي بسيد و استجاب لطلبها الظابط ثم ادخلها غرفه و بعد دقائق دخل عليها سيد .
مريم و هي تحاول ان تخفي توترها : ازيك يا سيد.
سيد : عايزه ايه يا دكتوره؟
مريم : طيب تمام ندخل في الموضوع ، انت عارف اني لحد دلوقتي مقولتش انك اللي دخلت البيت و ضربت*ني علي راسي .
سيد : ايوه و بعدين.
مريم : مستعجل انت يا سيد ، بص من الاخر انا هقول ان مش انت اللي دخلت البيت يوم الحا*دثه مقابل انك تعترف انك اللي حطيت المخدر*ات لمحمد و هدد*ته بأهله انه يعترف بأنه صاحب المخدر*ات و شوف بأه يتحكم عليك بتهمه شروع في ق*تل و لا مخدر*ات و بعدين ده مش اتجار انت بس هتقول انك كنت بتكره محمد و عايز تخلص منه
سيد و هو يضحك لها بخبث : و انا ايه اللي يضمنلي انك هتعملي اللي هتقولي عليه ؟
مريم : مفيش ضمان واضح ، بس اولا انا جايه اقابلك لوحدي و من ورا جوزي علشان عارفه انه مستحيل يوافق علي حاجه زي كده فلو احنا بنلعب كان زمانه مشترك معايا ولا ايه ؟. ده غير ان صادق ساكت لحد دلوقتي علشان خايف منك بس لو اتحاكمت في قضيتي فانت هتتحبس و هو برده هيروح يشهد عليك في قضيه المخدر*ات ، فأنت كده كده خسران و العرض اللي قولته فيه اقل الخساير و لازم ترد عليا دلوقتي علشان مش قدامي وقت .
سيد : خلاص تمام يا دكتوره انا موافق ، بس صدقيني لو غيرتي كلامك انا مش هسكت .
قامت مريم من مجلسها و اتجهت الي الباب دون تعيره اهتمام لجملته الاخيره : مع السلامه يا سيد .
علي الجانب الاخر كان محمد وصل ورشته و اكتشف عدم صدق كلام حسن فذهب اليه ليستفسر منه .
محمد بعصبيه : افتح الباب يا حسن.
حسن بخوف: هفتح بس براحه بالله عليك انا مليش دعوه.
فتح حسن الباب و هو مرعوب من صوت اخيه .
محمد: فهمني ايه اللي حصل و عملت كده ليه ؟
حسن : و الله انا معرفش ، انا مريم طلبت مني اتصرف اني اكلمك تروح اي مكان علشان ترجع البيت من غيرك و مرضيتش تقولي السبب .
قاطع حديثهم صوت تليفون محمد و بعد ما امسكه محمد وجده الرائد جمال.
محمد : ايوه يا سياده الرائد .
جمال: محمد، مدام مريم راحت انهارده القسم و طلبت تشوف سيد و في الاخر قالت انه مش هو اللي هج*م عليها في البيت.
محمد: ايه اللي بتقوله ده ،حضرتك متأكد؟
جمال : انا مكنتش موجود ساعتها بس صاحبي عارف اني مهتم بالقضيه دي فكلمني و حكالي اللي حصل و خصوصا ان حصلت حاجه غريبه بعدها علي طول و هي ان سيد اعترف انه ورا القضيه القديمه بتاعتك ، واضح جدا ان مدام مريم اتكلمت معاه في الموضوع ده للاسف كده هي بتضيع حقها .
محمد و هو يحاول ان يسيطر علي اعصابه: طيب يا سياده الرائد انا هشوف الموضوع ده و اسف علي تعبك معانا.
اغلق محمد الاتصال و علامات الاندهاش مسيطره علي وجه لكن فاق علي صوت حسن.
حسن: ايه اللي حصل ؟
محمد و هو يحاول ان يستوعب ما حدث : مريم راحت القسم بعد ما خرجت من المستشفي ....
حسن : ايوه و بعدين سكت ليه ؟؟
لم يرد محمد علي سؤاله ثم قام بتشغيل هاتفه و قام بالاتصال علي مريم.
مريم بخوف : ايوه يا حبيبي
محمد بعصبيه : انتي فين دلوقتي؟
مريم : انا لسه واصله البيت دلوقتي .
اغلق محمد المكالمه و نزل سريعا علي السلم و لم يستجب الي نداء حسن ثم انطلق الي بيته .
دخل محمد البيت فوجد مريم و اختها في غرفته فامسك نفسه عن الاستفسار عما حدث و خاصه عندما وجد اختها علي وشك الذهاب و ما هي الا دقائق حتي ذهبت حبيبه و تركتهم بمفردهم ،دخل محمد كالمجنون الي الغرفه بعد ان وصل حبيبه الي عربيه زوجها.
محمد : انا عايزه اعرف ايه اللي حصل بالظبط ، ازاي تروحي تقابلي سيد في القسم لوحدك و من غير ما تقوليلي.
مريم : مروحتش لوحدي كان معايا عمرو و حبيبه و مقولتش علشان انت استحاله كنت هتوافق علي اللي عملته فمكنش قدامي حل تاني.
محمد: ازاي تتنازلي عن حقك بالسهوله دي ؟
مريم: مش مهم حقي المهم ان برائتك ظهرت .
محمد: كل اللي بتقوليه ده ميهمنيش ، انا جوزك يعني المفروض اجيبلك حقك مش انا اللي اضيعه بايدي ، تقدري تقوليلي لو والدتك عرفت حاجه زي كده انا هقابلها ازاي بعد كده ، انتي هتروحي تغيري اقوالك و تحكي اللي حصل .
مريم و هي تعقد ذراعيها كالاطفال: و انا مش هعمل كده .
محمد بعصبيه : مريم انتي لو معملتيش كده اعتبري كل اللي ما بينا انتهي.
الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات
إرسال تعليق