القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية صرخة يتيمه الفصل العاشر


 



عمرو ركب العربية مع  سواق عمه جلال بيه..

_ انت عارف الست بتاعت الشاي دي يا عم سليم؟

_ أعرفها كويس يا عمرو بيه، كنت دايما أنزل الباشا عندها.

_ والبنت اللي معاها دي؟

_ بنت مين حضرتك؟

_ الطفلة الصغيرة دي؟

_ هو انا شفت معاها بنت صغيرة مرة واحدة، وكان جلال بيه بيحاول يديها فلوس، والطفلة رفضت تاخدها.

(عمرو قاعد في العربية على نار، مش قادر يصبر لحد ما يوصلوا عند نصبة الشاي بتاعت عبير)

**** *** *****

عبير في قسم الشرطة بتبكي، عايزة حاجتها اللي الشرطة أخدتها.

_ يا باشا أرجوك .. أرجوك يا باشا دي مصدر أكل عيشي والله.

_ يا ست انتي بقول لك ده شغل شرطة المرافق مش شغلنا..

_ والعربية اللي أخدت البوتوجاز والأنبوبة والكراسي راحت فين يا باشا؟

_ والله ما أعرف .. والله ما أعرف .. أكيد لسة شغالين وراحوا مكان تاني فيه اشغالات .. لأن دي حملة مكبرة.

(عبير في حالة صعبة، راحت قسم الشرطة علشان تسأل عن الحاجات اللي العربية أخدتها .. كانت متخيلة إنها راحت قسم الشرطة، لكن العربية الكبيرة ملهاش أثر، وكان في ناس كتير زيها، راحوا يسألوا عن الحاجات بتاعتهم اللي عربية رفع الاشغالات خدتها)

عبير خرجت من القسم، وهي بتبكي، مش عارفة تروح فين وتييجي منين.

_ أمري لله .. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي بلغ عني، حسبي الله ونعم الوكيل في اللي بلغ عني.

******* *****

صابرين قاعدة في نفس المكان، دافنة راسها بين رجليها وبتبكي..

_ يا طنط عبيررر ... يا طنط عبير تعالي .. يا طنط عبير.

(الناس ماشية في الطريق بتبص عليها، محدش عارفها مين .. راجل كبير معدي قدامها .. بيطلع خمسة جنيه من جيبه، وبينزل على ركبته في الأرض، وبيقدم لها الفلوس)

_ خدي يا بابا..

_ مش عايزة فلووووس..

_ أومال بتعيطي ليه؟ انتي جعانة؟

_ انا مش جعانة .. أنا عايزة عبيررر..

_ عبير مين؟ عبير دي ماما؟

_ طنط عبيررر

_ وهي راحت فين طنط عبير دي؟

_ راحت ورا العربية اللي خدت البوتوجاز

_ أنا مش فاهم حاجة..

(الراجل وقف يبص حواليه، يمكن يلمح حد يفهمه حاجة، ومسك إيد صابرين يتمشى بيها بعيد عن المكان)

_ تعالي هجيب لك شيبسي ونروح القسم، ونخلي الظابط يرجعك لعبير.

(صابرين مشيت مع الراجل ناحية السوبر ماركت)

**** *** *****

(عمرو وصل بالعربية ونزل المكان، وبيبص حواليه، والسواق نزل معاه، ومفيش أي آثار لصابرين، ولا لعبير، ولا حتى لنصبة الشاي بتاعت عبير)

_ انت متأكد ان هو ده المكان يا عم سليم.

_ اه والله يا عمرو بيه، هو المكان.

_ اومال فين؟ فين نصبة الشاي؟ فين الست؟

_ مش عارف يا باشا مش عارف.

(عمرو بدأ يفقد أعصابه)

_ البنت فين يا عم سليم؟ البنت فين؟

_ هو حضرتك مهتم بالطفلة أوي كده ليه يا عمرو بيه؟

_ مش عارف يا عم سليم مش عارف .. بس لازم ألاقيها .. اسأل أي حد من الأكشاك اللي هناك دي يمكن حد يعرف حاجة..

(السواق جري ناحية الكشك الأول)

_ هي الست اللي اسمها عبير بتاعت الشاي دي راحت فين؟

_ جريت ورا عربية شرطة المرافق، من شوية؟

_ ليه كده؟

_ كان في حملة ازالة اشغالات وأخدوا الحاجة بتاعتها وهي راحت وراهم.

_ والطفلة اللي كانت معاها؟

_ معرفش والله .. بس هي جريت لوحدها.

(السواق رجع ناحية عمرو اللي بيدور حواليه عليها)

_ الست راحت ورا عربية شرطة المرافق يا باشا.

_ دي بتروح فين.

_ إما هتروح الحي أو هتروح الإدارة.

_ ومش بعيد تكون بتكمل حملتها.

_ وارد طبعا يا فندم.

(عمرو طلع تليفونه من جيبه، وعمل اتصالاته، بيسأل عن عربية المرافق اللي كانت في الشارع ده من ربع ساعة)

بعد شوية استلم تليفون، يقول له ان العربية حالا عند رئاسة الحي.

(عمرو والسواق أخدوا العربية وأخدوها جري ناحية رئاسة الحي)


عبير رجعت وهي منهارة، بتضرب كف على كف، وبتعيط، والدنيا سودة في وشها..

وصلت عند مكان نصبة الشاي، بتدور على صابرين .. مفيش صابرين..

_ يا لهوي .. صابرين راحت فين؟ يا صابرين .. صابرررين.. صابرين ضاعت .. صابرين ضاعت..

(عبير انهارت وبدأت تعيط .. لأنها فقدت صابرين .. بتعيط كأنها فقدت فلذة كبدها، بتعيط وهي بتلطم وشها وبتضرب نفسها)

_ أنا السبب .. أنا السبب، مكانش ينفع أسيبها لوحدها، مكانش ينفع أسيبها لوحدها.

(عبير بتجري زي المجنونة بين الأكشاك، وبتسأل الناس .. وبتدخل الشوارع الجانبية، وبتروح المطاعم الصغيرة .. يمكن تكون البنت جاعت وراحت أي مطعم تنتظر حد يتصدق عليها بساندويتش)

_ مفيش طفلة عدت قدامك يا أسطى ميشو؟

_ لا والله يا عبير .. مخدتش بالي.

(عبير تجري عند المطعم القريب)

_ مفيش طفلة جات عندك هنا وطلبت أكل، أو قالت لك جعانة.

_ لا لا مفيش أطفال بتيجي هنا لوحدها.

(عبير بتبكي .. وبتجري في الشوارع الفرعية الصغيرة)

_ البنت راحت فين يا رب .. البنت راحت فين.


الفصل الحادي عشر من هنا

تعليقات

التنقل السريع