رواية | الفهد الاسود |
(الباشا )
الفصل السادس ...
_________________________________________________
* _ عمران طلع الموبايل من جيبه ومد أيده ليها ، خدت الموبايل وكتبت رقم ليلي صحبتها الانتيم واتفاجئت إن رقمها متسجل عنده بإسم لولة ، تنحت في الموبايل شوية ومش مصدقة إن صحبتها علي علاقة بيه ومقالتش ليها حاجة ، مش يمكن تكون علاقتهم لسه جديدة حصلت في الفترة اللي اختفت فيها في قصر أكرم ، بس إزاي هتتعامل مع صحبتها وهي حاسة أنها بحبه وهتبرر قعادها معاه في البيت إزاي ؟ دماغها اتلخبطت من كتر التفكير ورجعتله الموبايل من غير ما ترن ...
_ استغرب تصرفها بس محبش يسأل عشان ميتعدش حدوده اللي حطها لنفسه ، ونسي أنه كان هيدخل الاوضة السرية بتاعته ورجع قعد علي الكنبة..
_ سديم راحت نحية الموبايل الارضي وطلبت الرقم واستنت لحظة لحد ما ردت ليلي وسمعتها بتقول :- حبيبي كنت لسه علي بالي
_ سديم اول ما سمعت الجملة قفلت علي طول وسط نظراته اللي متبعاها ف صمت ..
_ كانت هتدخل الاوضة بس وقفها صوته :- هو انتي عايزة تكلمي مين ؟
_ ردت عليه من غير ما تلفت وشها نحيته :- صاحبتي كنت هسألها الترم الاخير هيبدأ امتي بس مش بترد
_ عمران اتفاجئ أنها لسة مخلصتش تعليمها وسألها:- هو انتي لسه بتدرسي
_ بصتله وكملت :- أيوة وده آخر ترم ليا
_ فضوله خلاه يسألها تاني :- انتي بتدرسي ايه ؟
_ حبت اهتمامه بس مينفعش خالص بعد اللي عرفته فردت عليه بجمود :- فنون تطبيقيه ..
_ هنا عمران اتفاجئ لأنها نفس كلية ليلي ، هز دماغه ولف وشه النحية التانية كانت هي دخلت الاوضة ، سمع التليفون الأرضي بيرن رد عليه وكانت ليلي ابتسم بفرحة :- حبيبتي اللي وحشاني
ردت عليه بحب :- وانت كمان وحشني اوي ، ماما بتسلم عليك
_ عمران :- الله يسلمها عاملين ايه ؟
ليلي بهزار :- عن نفسي مش كويسة من غيرك يا عموري خالص ربنا يهون الأيام بقا ، المهم انت طلبت هنا الوقتي كان في حاجة ؟
_رد عليها عمران بإستغراب :- أنا مطلبتش ممكن ااا..
_ سكت وافتكر سديم هي اللي كانت بتطلب ، أكيد ضغطت غلط ..
خرج من شروده علي صوتها :- ممكن ايه الشبكة وقعت عندك ؟
_ عمران ضحك عليها وكمل:- اصل كنت بطلب نمرة أكيد طلبتك غلط..
،ليلي :- ماشي يا حبيبي هقفل أنا بقا عشان اجهز كام حاجة للكلية كده
_ عمران افتكر كلام سديم وسأل ليلي :- انتي هتبدأي الترم الاخير امتي ؟
_ ليلي :- بعد بكرة بإذن لله
_ عمران بإختصار :- ربنا يعينك يا قلبي يلا سلام هكلمك بعدين ..
* عمران قفل الخط وخبط علي سديم اللي كانت واقفة ورا الباب وسامعت المكالمة اللي بينه وبين صحبتها ، دموعها نزلت غصب عنها مسحتهم بسرعة وفتحت الباب بس كانت عنيها مغرورة بالدموع ومناخيرها حمرة ، عمران لاحظ بس برده محبش يسأل عايز يبعد نفسه بأي طريقة
,_ اخد نفس واتكلم :- الترم هيبدأ بعد بكرة يوم الحد ..
_ هزت راسها واستأذنت وقفلت الباب ، وهو وقف ورا الباب قال :- أنا هنزل لو احتجتي حاجة كلميني ..
_ مشي لما مسمعش منها رد ..
_ سديم عيطت لأنها افتكرت أن الحياة هتديلها فرصة تانية ، أيوة ممكن متكنش وصلت لمرحلة الحب بس مش هتنكر أنها حبت اهتمامه واحترامه ، بس لازم تفوق بقا من الأوهام اللي رسمتها في عقلها وصدقتها كمان ، وأول حاجة لازم تمشي من البيت ده عشان خاطر صحبتها حتي لو التمن حياتها دي اكتر من أخت بالنسبة لها متستاهلش اي سوء منها ..
_________________________________________________
عمران نزل من البيت وهو مش عارف يروح فين ، حس بندم أنه أصر أنها تقعد في بيته ، كان ماله ومالها ليه قعدها في بيته وهو عارف ان ده حرام ، ليه سمح لنفسه إنه يقرب منها وهو عارف إن اللي بيعمله بيغضب ربنا ، ده عمره ما سمح لنفسه إنه يلمس واحدة إيه اللي حصل ؟ وليه بيحس بقربها بحاجات غريبة اول مرة يحسها ؟ لا لازم يخاف بدل ما الشيطان يوقعه في المعاصي طلاما حلله قربها ومستمتع بيه بالشكل ده .. بس يطلب منها ازاي تمشي ؟ وهيسيبها تمشي أصلا ازاي بعد ما عرف حكايتها وعارف أنها معرضة لخطر كبير لو خرجت من بيته ، مش قدامه غير حل واحد وهو ده اللي هيعمله ...
* نسي موبايله في البيت ومحمد وحسن طلبوه كتير ومش بيرد عليهم قررو يروحوا لبيته ويطمنوا عليه بنفسهم ، محمد كان معاه مفتاح للبيت ، فدخل بسهولة ودور علي عمران وملقهوش ، رن عليه واتفاجئ بموبايله موجود في البيت ..
_ عمران رجع بعد ساعة من خروجه من البيت ، واتفاجئ بمحمد وحسن موجودين ، فضل باصصلهم بذهول واتمني يكون بيحلم ..
محمد وقف اول لما شافه :- ايه ياعمنا انت مختفي فين يابني
_ ضحك حسن علي حالة عمران :- انت شارب حاجة ياض ولا ايه متنح ليه كده ؟
_ عمران مردش عليهم ودخل اوضته اللي كان بيتمني يلاقيها مقفولة من جوة بس كانت مفتوحة عادي وهي مش موجودة فيها ، دخل الاوضة التانية ودور في البيت كله وملهاش اي أثر ، محمد وحسن قاعدين متبعينه ومش فاهمين اي حاجة ومستنين يقعد يفهمهم هو ماله ؟
* عمران وقف في نص الصالة وحط أيده ورا راسه بقلة حيلة وبيفكر يا تري هتكون راحت فين ؟
هنا حسن أتكلم بهزار :- انت بدور علي إيه من ساعة ما جيت ؟
_ محمد ادخل وكمل هزار :- اوعي ياض تكون بتجيب بنات في البيت
حسن ضحك وكمل :- لا ده أنا أزعل اوي لو معملتش حسابي
_ محمد رد بهزار :- الحمدلله علي نعمة الاسلام يا *******
حسن ومحمد ضحكوا جامد وعمران لسه زي ماهو متهزش ، عقله بيتخبط جامد يا تري راحت فين وازاي أصلا تمشي وتسيب البيت كده !؟
* افتكر الاوضة السرية اللي عرفها بيها وجري عليها يمكن تكون مستخبية هناك لما حست بحد غريب في البيت ، بس أمله كله اتبخر لما لقي الاوضة فاضية ، نفخ بضيق ولعن نفسه إنه ساب البيت ومشي أكيد فكرت أنه اضايق منها ..
* خرج وقعد علي الكنبة من غير ما يتكلم وباين عليه القلق والغضب ،
_ محمد استغرب حالتها وسأله :- انت هتفضل ساكت كده نقوم نمشي ؟
_ عمران بصله وبتأكيد :- قوم أمشي
_ محمد اتفاجئ بكلام عمران وحس بإحراج كبير وبص لحسن اللي في نفس ذهوله ، عمران اتكلم تاني بعصبية اكتر :- قوموا امشو وهات المفتاح يا محمد لو سمحت
* محمد اتصدم ومش عارف يصدق اللي سمعه بنفسه ، طلع المفتاح من جيبه وحطه علي الطرابيزة ومشي من غير ما يضيف حرف ، حسن مشي وراه وهو مش فاهم اي حاجة ومصدوم من طريقة عمران اللي اتعامل بيها معاهم ..
* محمد مشي من غير ما يبص لحسن واتخنق جامد وكان نفسه يعيط بجد ، عمران ده اكتر من أخ بالنسبة له ، هما اتنين بس عقلية واحدة ازاي يتعامل معاه كده ؟
_ حسن جري علي محمد اللي كان تقريباً بيهرب منه وحاول يوقفه :- يا محمد استني بس أكيد في سبب عشان يعمل كده
_ محمد وقف مرة واحدة وطلع خنقته كلها علي حسن :- مفيش اي سبب يسمح له يعمل كده ده طردنا من البيت ده خد المفتاح كأنه بيقطع علاقته بيا انا مش عايز اعرفه تاني
_ حسن حاول يهديه بأي طريقة :- طب أهدي يابني وتعالي نقعد في اي حتة
_ محمد مشي وقاله :- أنا عايز أروح ، سلام
_ حسن وقف يبص علي محمد لحد ما اختفي من قدامه ونفخ بضيق ، عمران زودها بس أكيد في سبب ، شكله بيأكد إن في حاجة كبيرة ، حسن محبش يروح وقرر يرجع لعمران تاني ..
* عمران قاعد هيتهبل لانه مش عارف عنها أي حاجة وميعرفش حتي عنوان الاوضة اللي كانت قاعدة فيها فين ، إزاي إستهتر للدرجة دي وأمن عليها في البيت لوحدها ، غبي غبي فضل يشتم نفسه لحد ما الباب خبط جري عليه يفتح ولسه هيزعقلها إنها سابت البيت لقي قدامه حسن ..
_ بصله بإنكسار ودخل قعد مكانه ، حسن قفل الباب وقعد جمبه ، ربط علي رجل عمران واتكلم :- أنا عارف انك مكنش قصدك وعارف برده إن في سبب كبير عشان تعمل كده ينفع تحكيلي ؟
_ عمران بصله وسكت ، هو مش قادر يتكلم مش قادر يستوعب اللي حصل لسه ، ففضل الصمت وحسن احترم سكوته بس مسابوش وقعد معاه ...
_________________________________________________
* سديم وصلت البيت اللي كانت مأجره فيه اوضة ، وقفت علي مسافة قريبة تراقب المكان الأول ، اتفاجئت بواحد من رجالة أكرم واقف مع البواب ، حست بندم كبير لما سابت بيت عمران بس مكنش قدامها غير كده ، مكنش
ينفع تخون صحبتها وهي لو قعدت أكتر من كده الله أعلم ايه اللي هيحصل أكتر بينهم ، وممكن إعجابها يكبر ويتحول حب وهي مش مستعدة أبدا تخسرها بسبب راجل ، بس الوقتي هتعمل ايه ؟ مش هتعرف تطلع الاوضة ومستحيل ترجع بيت عمران تاني ..
* وقفت مكانها تعيط ، العياط اللي بتلجئ ليه في كل موقف تقع فيه ، يمكن لانها متملكش غيره ؟
_ سديم محستش أبدا بالقطة اللي جاية من وراها ودخلت بين رجليها ، صرخت بأعلى صوتها من الخضة وجرت من مكانها ، الراجل اللي بعته أكرم شافها وهو عارفها كويس وقف مكانه يتأكد منها وهي برده وقفت تبصله بخوف وعرفت إن دي نهايتها خلاص ، لعنت غباءها اللي خرجها من بيت عمران ، جرت أول لما شافت الراجل بيقرب نحيتها ، جرت كتير اوي وهي مش عارفة هتروح فين وهل هو لسه بيجري وراها ولا مشي ..
_ مش عندها الجرأة تقف وتبص وراها دخلت شارع جانبي ومشت فيه كتير طلعت منه علي الشارع العمومي ، شافت راجل كبير بتاع كشك صغير طلبت منه موبايله تعمل مكالمة بس هتكلم مين هي ليها مين اصلا ولا مين يعرفها ؟ تكلم ليلي ؟ بس ليلي بنت هتنقذها إزاي ؟ تكلم عمران بس اااا
_ قاطعت أفكارها وهي بتكتب الرقم بسرعة وٱيدها بتترعش جامد واستنيته يرد عليها ..
* سديم وقفت تكلم عمران كأنه سامعها :- افتح يا عمران دي أنا ، أفتح عشان خاطري ..
_________________________________________________
* موبايل عمران رن كتير برقم غريب وهو مرداش يرد ومش مهتم بيه ، عقله كله معاها ..
_ حسن زهق من رنات الموبايل اللي بتتكرر وهو مش بيرد عليها :- يابني رد علي موبايلك ده
* عمران هز راسه :- مش قادر أكلم حد ، رد انت وقول اني تعبان ..
_ حسن بعد تردد فتح علي اللي بيتصل وقبل ما ينطق سمع صوت بنت بتقول :- عمران أنا سديم الحقني أرجوك ..
_ حسن افتكر الإسم ده لما كانوا في الغردقة وكان عمران بينطقه بإستمرار ، فتح الاسبيكر ( مكبر الصوت ) وقربه من عمران ..
* سديم عيطت من كتر خوفها واتكلمت بصوت مهزوز :- عمران انت معايا ؟
* عمران أول لما سمع صوتها شد الموبايل من أيد حسن ، ووقف وحط الموبايل علي ودنه كأنه بيحضن صوتها وأخيرا أتكلم :- انتي كويسة انتي فين ؟
_ سديم اتكلمت من بين عياطها اللي مش قادرة توقفه :- واحد من رجالة أكرم بيجري ورايا ، الحقني يا عمران مش عايزة أرجع له تاني عشان خاطري تعالي خدني بسرعة ...
* عمران قلبه اتخلع من مكانه لما سمع صوتها خايفة بالطريقة دي ، وخاف اكتر أن رجالة أكرم يوصلولها قبل منه وياخدوها ، عرف منها العنوان اللي واقفة فيه وشد مفاتيحه من علي الطرابيزة وجري علي برا وحسن حصله ورجع اتكلم تاني :-سديم أهدي أنا جايلك حالا اهو خليكي معايا علي الخط ..
* سديم حاولت تهدي وتتماسك وتطمن نفسها إن عمران هيلحقها ، لمحت الراجل جاي من علي اول الشارع رجعت الموبايل لصاحبه وجرت .....
* عمران نده كتير عليها بس مفيش رد إعطي الموبايل لحسن اللي فتح الاسبيكر وشوية سمعوا رجل كبير بيتكلم :- الو ، الو
_ حسن قرب الموبايل من عمران :- أيوة لو سمحت البنت الي كانت بتتكلم من الموبايل ده راحت فين ؟
_ الراجل رد عليه وهو متابعها :- هي شافت حاجة والله أعلم وخافت منها وجرت بس هي لسه مبعدتش اهي
_ عمران رد بسرعة :- طب معلش يا حج إلحقها ومتخليهاش تمشي لوحدها وأنا جاي حالا
_ الراجل :- ماشي يا بني بس انت عارف المكان ؟
عمران رد عليه بسرعة :- أيوة أيوة عارفه ..
* الراجل قفل مع عمران وراح يدور عليها لأنها اختفت من قدام عينه ...
_ حسن فضل باصص علي عمران وملاحظ توتره اللي بيزيد كل شوية ، يا تري مين البنت اللي عملت فيك كده يا عمران ؟
_ عمران اضايق من تركيز حسن معاه واندفع فيه :- هتفضل تبصلي كتير ؟
_ حسن لفت وشه رغم أنه مضايق عشان مش فاهم حاجة بس أكيد الحوار ده ليه اخر وهيفهم بعدين ..
_ بعد نص ساعة وصلوا لمكان الكشك اللي سديم وصفتله عنوانه ، عمران نزل وساب حسن في العربية ملقاش حد في الكشك دور بعينه عليها لكن مش موجودة ، حس إنه تايه ومش عارف يعمل ايه يا تري راحت فين ؟
_ بعد شوية ولد صغير قرب منه وسأله بعفوية :- انت عمران ؟
_ عمران بصله بإستغراب :- أيوة أنا
* الولد مسك أيد عمران :- طب تعالي معايا حبيبتك مستنياك !
_ عمران ضحك علي تعبيره لسديم ، بس حس براحة أنها كويسة بس لازم برده يتأكد بنفسه ، شاور لحسن يجيله يمكن يكون كمين من رجالة أكرم والاحسن ميكنش لوحده..
* حسن قفل العربية ومشي معاه ، دخلو في اكتر من شارع وهما مش عارفين راحين فين والولد مش بيرد علي أي سؤال بيسألوه ..
* حسن بقلق :- أنا مقلق من الأماكن دي انت مطمن
_ عمران هز راسه :- لا طبعا مش مطمن معاك سلاحك ؟
_ حسن بصله بإستنكار :- أكيد لا همشي بسلاحي في الشارع ليه ؟
* مكنش قدامهم غير أنهم يصبروا لحد ما وصلوا لبيت قديم جدا خافوا من شكله لأنه خلاص بيقع ..
_ حسن بهزار :- أنا حاسس لو دخلنا البيت بجسمنا ده هنوقعه
* عمران ضحك عليه ووطي راسه يعدي من الباب لانه كان واطي جدا ، حسن عمل زيه وطلعو علي السلم وهما خايفين البيت يقع فوقهم ، طلعوا الدور الاول والولد خبط وفتح له راجل كبير أبتسم أول لما شافهم ..
الولد بص لعمران وحسن وابتسم :- جبتهم أهو يا جدو هات بقا العشرة جنيه
_ الراجل ضحك علي براءته :- حاضر بس كده عنيا الاتنين بس مش الوقتي ادخل انت بس
_ الولد كشر ودخل جوة البيت وفضل يبرطم بالكلام ، الراجل بص لعمران وحسن اللي وافقين جمب بعض واعتذر منهم :- اتفضلوا جوة معلش البيت مش أد المقام
_ عمران رد عليه عشان يشيل الحرج بينهم :- لا يا حج متقولش كده بس هي سديم فين ؟
* الراجل ابتسم لما سمع كلمة حج لأنه نفسه فعلا يحج وقاله :- يسمع من بوقك ربنا وأكون حج بجد قريب ، اتفضلوا هي جوة مع أم أنس
_ عمران دخل هو وحسن ، كانت سديم قاعدة علي الكنبة باين عليها الخوف ، وقفت أول لما شافت عمران غمضت عينها بإرتياح لأن في وجوده محدش هيقدر يإذيها ، انما عمران بصلها بصة طويلة كلها لون وعتاب ، كان نفسه يطلع خوفه كله فيها ويزعق ويهد الدنيا علي دماغها ، بس كل ده اتبخر لما شافها بالحالة دي ..
_ قرب منها واتكلم بعتاب :- بقا كده تمشي وتسيبي البيت أنا كنت هموت من ال...
* عمران كان نفسه يقولها أنه كان هيموت من القلق عليها وروحه مرجعتش ليه غير لما شافها واطمن عليها أينعم هو لسه مش عارف السبب الأساسي لخوفه عليها بالشكل ده ، قطع كلامه لأنه مش من حقه يعبر عن أي شعور جواه ،هي مجرد واحدة غريبة عنه وواجبه عليها أنه يحميها زي ما شغله علمه ديما ، كانت سديم واقفة مستنياه يكمل كلامه بس اضايقت لما سكت ، واضايقت اكتر من نفسها أنها لسه بتفكر فيه ...
* عمران شكر الناس وبصلها :- يلا بينا كفاية كده بقا
_ استاذن ومشي تحت ضغط كبير من عم رجب اللي كان عايز يضايفه بأي حاجة ، لكن هو أصر أن يمشي وشكرهم تاني ..
* حسن ركب ورا من نفسه وساب لصاحبه حرية التصرف ، عمران من اول ما ركبو العربية وهو ساكت تماما ، مش بينطق بحرق وهدوءه ده خوف سديم جدا يا تري ده هدوء ما قبل العاصفة ؟
* عمران وصل حسن لبيته ، حسن نزل من العربية ووقف جمب شباك عمران وسند عليه بإيده :- عايزين نتكلم لأن محمد زعل جامد
* عمران هز راسه بندم :- هكلمه المهم انت متكنش زعلان
_ حسن ابتسم وربط علي كتفه بحب وطلع بيته ، وعمران ساق عربيته ولسه مش بيوجه لسديم اي كلام ، فضلت مرقباه وأخيراً اتكلمت :- أنا ااا
_ قاطعها عمران بحدة :- ششششش
* بعد شوية كانوا وصلوا البيت ، واول ما عمران قفل الباب سديم بصلته بندم :- أنا آسفة بس انا كنت اااا..
* وقفت عن الكلام لما عمران رمي مفاتيحه علي الطرابيزة بعصبية وقرب منها وعينها مليانة غضب اول مرة تشوفه وزعق فيها بصوت هز البيت :- انتي ايه ، انتي تسكتي خالص مش عايز كلمة واحدة مش عايز نفس ، عاجبك أوي دور الضحية اللي انتي عايشة فيه بتسيبي البيت ليه وانتي متأكدة أنه حاطط رجالته في كل مكان عايزة ترجعي للقرف اللي كان بيعمله معاكي تاني ، انتي انسانة مقرفة وعديمة المسؤلية ..
* عمران خلص كلامه ودخل علي أوضته السرية كالعادة وسابها واقفة مصدومة من الكلام اللي سمعته منه ..
_ سديم استوعبت كل حرف قاله وعيطت جامد لأنها مش زي ما وصفها ، هي مشت عشان خاطر صحبتها حتي لو التمن حياتها ، حست انها عايزة تنفجر فيه زي ما هو قال اللي عنده من غير ما يفهم بس خلاص مش لازم تسكت أكتر من كده ..
* دخلت وراه وحاولت تفتح الباب بس معرفتش ، اتفاجئت بيه بيفتحلها الباب وبيبصلها بغيظ :- أفندم ؟
_ سديم جمعت قوتها ولسه هتتكلم لقيته مشي وسابها ، اتعصبت منه ودخلت وراه واتفاجئت بالمكان اللي عبارة عن صالة جيم وفي نص المكان صورة أكرم ملزوقة حاجة متعلقة في السقف مفهمتش هي ايه بالظبط ..
* لقيته بيقرب من الصورة وبيضربها بكل قوته واتكلم وهو مكمل ضرب :- الحيوان اللي كنتي عايزة ترمي نفسك بين ايديه ده كان السبب في أن اغلي اتنين عندي يتعرضوا للموت واحدة فيهم كليتها باظت بسبب ألة حادة دخلت فيها لما اتعرضوا لحادثة كان هو مدبرها وعاشت بكلية واحدة ..
* عمران وقف ضرب وبصلها :- والتانية عاشت كفيفة
_ سديم كانت مصدومة ومش مستوعبة اللي بتسمعه ، هي اه عارفة قذارة أكرم بس متوقعتش أنه قذر للدرجة دي ..
_ عمران قرب منها وهي خافت وفضلت ترجع لورا لحد ما سندت علي الحيطة ، عمران قرب منها جدا وحط أيده الاتنين حواليها علي الحيطة وبصلها بغضب :- وحضرتك راحة تقوليله أنا أهو اعمل فيا اللي أنت عايزه ، لو بتحبي الحاجات دي قوليلي أنا موجود برده
_ سديم نفسها بدأ يزيد مع كل كلمة بيتهمها بيها ، لا ده تخطي كل الحدود معاها ، زقته بكل قوتها بإيد واحدة وزعقت جامد ومع كل كلمة كانت بتطلع منها كانت بتضربه في صدره :- انت ، انت إزاي تقولي كده ، أنا مرمتش نفسي لحد ، أنا هربت منه عشان القرف اللي كان بيعمله ، انت تعرف انت ايه عني عشان تقول كده تعرف ايه عن حياتي اللي قضيت نصها بين أربع حيطان مش بخرج منهم غير للمدرسة عشان امي وابويا بيشتغلوا طول الوقت عشان يأكلوني ، وبعدها اترميت في مجلئ كان أقصي طموحي أنام بس ساعة من غير تهزيق وشغل في المكان ، ولما كبرت وقلت أعتمد علي نفسي لقيت الحياة أصعب مليون مرة الحيوان اللي شغالة عنده كان بيشغلني ليل نهار من غير رحمة عشان في الآخر يديني في الآخر ملاليم يدوب أدفع ايجار الاوضة ، أنا كنت بقعد بالاسبوع مش بحط حاجة في بطني غير مية ومش بتكون بتاعتي دي بتكون من المحل اللي بشتغل فيه ، ولو صدف وحد عزمني علي أكل من صحابي كنت بقول نعمة ، تعرف انت ايه عن حياتي عشان تتكلم كده ..
* سديم انهارت في العياط ووقعت في الأرض بقلة حيلة وكملت كلام بصوت مهزوز :- أنا لو وحشة كنت قلت فرصة وسيبته يعمل معايا اللي انا عايزاه وكان هيتوفرلي سكن وأكل وشرب ، بس كرامتي مسمحتش اني أكون ألة يفرغ فيها شهوته او حتي لو اتجوزني كنت هكون مجرد عبده عنده وعند وأمه أنا مشيت لأني مستهلش ابدا أكون في المكانة دي وكنت متأكدة أن ربنا كاتبلي الاحسن يمكن لما شوفتك قلت انت اللي ربنا بعتهولي بس ..
* سديم سكتت ومش عارفة تعترف بمشاعرها ازاي ، عمران مكنش عارف يتكلم قصاد وجعها اللي اتكلمت بيه ، معقول قسي عليها زي ما الحياة قست عليها ؟!
_ _ بلع ريقه واتكلم بصعوبة :- طب مشيتي ليه ؟
* انفجرت فيه وقالت :- عشان مينفعش ، مينفعش تكون علي علاقة بصحبتي اللي أكتر من اختي وأكمل معاك حتي لو علي سبيل أنك تساعدني مش أكتر مقدرش اعمل فيها كده مقدرش
* عمران اتصدم من اللي قالته ، معقولة تكون عارفة مريم ؟
_ بصلها بإستغراب وسألها :- انتي تعرفي مريم ؟
* سديم رفعت عينها عليه ومفهمتش مين مريم دي وردت عليه بتلقائية :- مريم مين انا قصدي ليلي صحبتي ليلي الباشا ..
* سديم لما نطقت الاسم تقريباً استوعبت الصلة اللي بينهم ولعنت غباءها أنه كل مرة بيوقعها معاه في مواقف زي دي ..
* اتحرجت من نظرات عمران اللي بتثبت أد ايه كانت غبية وهنا اتكلمت :- اختك ، بس إزاي هي عمرها ما قالتلي أن ليها أخ ؟؟
* عمران قعد قدامها :- لاني انا اللي طلبت منها متعرفش حد أني اخوها ..
سديم هزت راسها بعدم فهم :- طب ليه ؟
_ عمران بص بعيد في الفراغ واتنهد وبعدين بصلها :- بعد الحادثة اللي حصلتلهم كان لازم يبعدو حاولت أخرجهم برة البلد بس كان صعب ، ليلي بنت صغيرة لوحدها ووالدتي محتاجة رعاية جامدة ومكنتش هتعرف تتعامل مع الوضع اللي هتلاقي نفسها اتحطتت فيه فجاءة بعد ما كانت دلوعة البيت والكل بيعملها كل حاجة من غير حتي ما تطلب ، مكنش قدامي حل غير اني أبعدهم عني ومبعدهمش ، نقلتهم مكان بعيد عني وليا صحبي في المطار ساعدني أن يكتب اسمهم في أسماء المسافرين وكمان مكان الإقامة في البلد اللي المفروض كانوا هيسافروا فيها .. وبقيت بشوفهم كل فترة اطمن عليهم واتواصل بالموبايل بس ..
_ سديم سمعت كلامه ومش عارفة ترد عليه بس افتكرت مريم اللي قال عليها وسألته بإستفسار :- هي مين مريم دي ؟
_ عمران مكنش حابب أبدا يجاوب أو بالمعني الصحيح مش عارف يقول ايه هي أصلا مريم بالنسبة له ايه ؟
* سديم لاحظت شروده واتكلمت :- لو مش حابب تقول عادي
_ عمران رجع بصلها تاني :- مريم دي بنت عرفتها من فترة وأعجبت بشخصيتها وأخلاقها والمفروض إني مستني رجوعها هي وأهلها من السفر عشان نرتبط رسمي ..
_ سديم قلبها وجعها اكتر من الاول لمجرد أنه ذكر إرتباطه بواحدة تانية ، حاولت متظرهش خنقتها بس برده اتكلمت بصوت مهزوز :- وهي مسافرة ليه ؟
_ عمران اتنهد تاني هو مش حابب يتكلم عن مريم مش عارف إيه السبب بس فعلا مش بيحب يتكلم عنها قصاد حد حتي صحابه لما كانوا بيسالو علي علاقتهم كان ديما ينهي الحوار بأي كلام وخلاص ، بس لازم يرد عليها عشان ينهي أسطوانة الأسالة دي بقا :- والدها شغله هناك وإقامتهم هناك وبينزلوا كل فترة هنا ..
* سديم كانت لسه هتتكلم بس عمران وقف فجاءة ومعطهاش فرصة تتكلم وقال من غير ما يبصلها :- يارب فقرة الأسالة دي تكون خلصت ..
* عمران كمل لعب علي الأجهزة وهي تابعته شوية وبعدها قامت ، كانت حاسة بوجع بس مش وجع جسدي لا وجع نفسي ، ليه مقابلتش عمران من زمان ؟ ليه متكنش مكان مريم ليه ديما اخدة الجانب السئ من كل حاجة ؟ تعبت من كتر التفكير واول ما حطت دماغها علي المخدة راحت في سابع نومة من كتر التعب ...
* عمران خرج بعد ساعة وكالعادة عرقان جدا ، دخل أخد شاور ولبس البرنس وخرج خبط علي باب أوضته ومفيش رد جاله عرف انها نامت ايه الوقعة دي ؟ هيقعد كده ازاي من حسن الحظ إن في غطا يتغطي بيه علي الكنبة نام عليها بعد ما فردها ونام علي طول ...
* صحي علي لمسات بتمشي علي وشه ، اتفاجئ بسديم قاعدة جمبه وابتسمت أول لما صحي بصلها بإستغراب :- سديم في ايه مالك ؟
_ سديم بصتله بحب وفضلت تحفظ ملامح وشه ، لمست دقنة الخشنة بإيدها ، عمران غمض عينه لوهلة وهو بيستمتع بلماستها علي وشه ، البرنس كان مفتوح من على صدره بسبب حركته وهو نايم ، سديم نزلت بإيدها علي صدره المثير ، عمران فتح عينه وفضل يبصلها وهو مش مصدق اللي هي بتعمله ، عدل قعدته وبعد إيدها عنه :- انتي بتعملي ايه مينفعش كده
_ سديم قامت وقعدت علي رجله واتعلقت في رقابته بإيد واحدة ، وقتها عمران حس أن قلبه هيتخلع من مكانه ويخرج يحضنها ، حس بمشاعره اللي بتحركه نحيتها ، بس كده هيخون مريم اللي وعدها بالارتباط ، وقبل منها هيخون نفسه ، بس قربها منه مش بيخليه يفكر في أي حاجة غير أنه عايزها هي وبس ، لف أيده علي ظهرها وضمها جامد ، غمض عينه ودفن وشه في رقابتها بطريقة جننتها ، نفسها بدأ يزيد ودقات قلبها زادات وهو حس بيها ، بعد عنها واتقابلوا في نظرة طويلة كلها عشق ورغبة ، عمران ضمها تاني لحضنه وقام من مكانه وهو شايلها بين إيديه ودخل أوضته ، قفل الباب برجليه وحطها علي السرير وقرب منها وهمس قدام شفايفها :- بحبك ♥️
_ سديم اتنهدت وردت عليه بهيام :- وأنا بعشقك♥️
_________________________________________________


تعليقات
إرسال تعليق