صرخات مداوية فى القصر احتلت مسامعهم، صعد مروان بسرعة إلى غرفة ريم، فلم يكن ذاك إلا صوتها، نظر لها ببرهة بصدمة، و تلك الدماء التى حولها .
بينما نظرت هند لها و اختل توازنها، سندتها ليلى و هى تحاول تهدئتها، و لا تدري ماذا تقول لها ؟ تقدم مروان بهدوء من ريم التى حالتها أشبه بالجنون، و من يداها التى ممتلئة بالدماء، أمسك وجهها بين يديه و هو يحاول تهدئتها لمعرفة ما حدث، أشارت على منطقة ما بيدها، فطالعها هو بصدمة شديد و لا يعرف كيف حدث ذلك ؟ كيف يدخل شخص غريب إلى المنزل و بسهولة، بالرغم من عدد الحراس فى الخارج، نظر لذاك الرجل، و ذاك السؤال احتل عقله، و لكن كيف دخل إلى هنا ؟ توجهت سارة إلية و هى تفحص أنفاسه و لحسن الحظ كان فى حالة جيدة، نهض مروان و توجه إلى ريم و كور وجهها بين يبديه قائلا :
- هش ... أهدي و قولي جية ازاى هنا ؟ و أية إلِ حصل ؟
و وجه نظره لتلك الخدامة الواقفة بعيدًا قائلا :
- لو سمحت يا دادة سنية، كوباية مايه .
أومأت رأسها، فاجلسها على السرير و هو يحاول تهدئتها لمعرفة ما حدث، لم تستطع النطق بشئ، تفهم، و أشار للجميع بالخروج من الغرفة، خرج الجميع فاحتضنها و هو يحاول تهدئتها، أردف بهدوء :
- هش ... أهدي و الوقت إلِ تحبي تقوليلي فيه قولي، متتغطيش على نفسك .
تجمعت العيون فى عيناها فى وجه جامد قائلة :
- قتلته .. قتلته .
أردف بهدوء :
- مقتلتهوش، سارة اتأكدت أن نفسه كويس و النفس مضبوط، و سارة خدتوا دلوقتي عشان تكشف عليه، أعدي بس و قوليلي فيه أية ؟
لم تستطع النطق بكلمة واحدة من شدة صدمتها .
Fadwa khaled.
___________________________
كان يسير ذهابًا و إيابًا و هو يحرك شعره بغضب قائلا :
- ازاى يخش كدة ؟ ازاى ؟ فى حراسه تحت ؟
اتجهت هند أمامه قائلة بهدوء :
- أهدي عشان تعرف هتتصرف ازاى ؟
بينما نظر لهم يوسف بغضب :
- احنا جايبين ناس أي كلام تحت ولا أية ؟ محدش عارف ازاى دخل، اية الكلام دا .
صمت قليلا ثم حول نظره لأحمد قائلا :
- تعالي معايا نفضي الكاميرات، تحت .
أومأ أحمد بعدوء و تقدم معه، بدأوا فى إفراغ الكاميرات لكن دون جدوى، وجدوا ان تلك الكاميرات معطلة فى ذاك الوقت، ضرب أحمد بغضب على اطاولة و هو لا يعلم ماذا يفعل الآن قائلا بغضب :
- هنعمل أية دلوقتى، الزاميرات واقفة، محدش عارف هيحصل أية أكتر من كدة .
رد عليه يوسف بشرود :
- هنعرف بالتأكيد ؟
Fadwa khaled.
________________________
أردف و علامات الصدمة على وجهه :
- يعني طلع حد من عيلتكم هو إلِ قتل، طلعتي فى الآخر كذابة و بتساعديهم عشان تخرجيهم منها .
نظرت للهاتف بصدمة و هى لم تعتقد أنها تحادثه، فاقت من الصدمة و هى تتحدث بسرعة :
- لا محدش قتل، أنة مكذبتش عليك، أنا بقول الحقيقة، عمار صدقني، أنا ....
أردف بسخرية :
- لا بجد ! ضحكتيني أوي، أنا كنت فاكرك غيرهم، بس للأسف طلعتوا كلكم شكل بعض، و نفس الفكرة، و حقها هعرف أخده بإيدي، و كويس أن حقيقتك بانت أدامي.
تنهدت و تحاول كتم غضبها و لكن لا مفر من ذلك :
- عايزة أية ؟ ها... قولي ممكن أعرف ؟ تنتقم من حد غلط عشان باباك قاللك كدة، أنتقم يا عمار هة دة إلِ هيريحك، بس لو قربت من عيلتي هقتلك، ممكن أك ن بهزر كتير، بس بو قربت بحد من حد فيهم أعرف أن دي نهايتك، و هتبقى على إيدي أنا، و ياريت تكون عارف كدة كويس، كام مرة تخاول أفهمك محدش قرب من والدتك، بتنتقم فى الطريق الغلط من غير ما تفهم، كلك غلط يا عمار .
صاح بها غاضبًا :
- بقيت دلوقتي كلي غلط عشان أكتشفت حقيقتكم و أن فى حد منكم هو القاتل، بقيت أنا الغلط، بس أوعدك يا ملك، من هخلي عيلتكم تتهمي يوم واحد بعد إلِ حصل .
ألقى الجملة الأخيرة بتهديد و أغلق الهاتف فى وجهها، نظرت للهاتف بغضب و ألقته عل الأرض و هى تزيح خصلات شعرها المتمردة قائلة :
- غبي مبيفهمش، محدش فاهم حاجة أصلا فى البيت دة .
جلست على الأرضية و هى تبكي و تقول :
- ممكن يكون قاتل، و احنا عايشين مع قاتل طول العمر، أحسن حاجة أنزل المكتب تحت أشوف أية الفيديو دة .
هبط إلى الأسفل و لم تجد أحد، توجهت إلى غرفة المكتب و هى تلتفت يمينًا و يسارًا و لكن استمعت لصوت يقول بإستغراب :
- بتعملي هنا أية يا ملك ؟
نهضت من مكانها و هى تطالعه بإستغراب .
Fadwa khaled.
________________________
الأوضاع غير مستقرة للغاية و قد بدأ الحزن مرة آخرى يُخيم على تلك العائلة، جلس الجميع قبالت بعضهم و لا يدرون لتلك اللحظة ماذا يفعلون ؟ بينما كانت أكقرهم دمارًا عى ريم، أردف أحمد و هو يفرك جبينه بتعب :
- كدة شكلنا مش هنعرف مين إلِ بعته، بس أنا كنت عايز أقول حاجة و عارف أن مش وقتها .
انتبه الجميع له، فتنهد فى الحديث و هو يكمل :
- عارف أن فى أحداث كتير حصلت من يوم وفاة جدي، و حكاية الميراث إلِ حصلت، و نفس الحكاية أحداث كتير حصلت معانا، ملك فى الأول كانت بتقترح نروح كلنا مكان هادى، و أنا شايف أنها فكرة كويسة، كله محتاج يراجع أفكاره و بردوة كله محتاج أنه يعدي أعصابه، هنأخد فترة بس هناك، و إن شاء الله هنبقى كويسين .
نظر الجميع لبعضهم و هم يروا حالة كل شخص فى تلك العائلة، كانت أول المتحدثين هى صفية التى أيديت تلك الفكرة :
- موافقة، و أعتقد تقد فكرة حلوة، لازم نفصل فترة من المشاكل دي عشان الواحد نفسيته تعبت ولما نرجع نبقى نشوف حل ليها .
علقت سعاد هى الآخرى بتأيد :
- اة، فكرة حلوة و أنا موافقة عليها .
بينما اعترضت ريم قائلة بصوت خافت :
- معلش مش هقدر أجي معاكم، لازم أرتاح شوية .
نهضت من مكانها بسرعة، بينما نظر لها مروان بغموض، و أردف هو بهدوء :
- هتيجي معانا، هى محتاجة تهدي دلوقتي .
تنهدت و هى تنظر لأبنتها بحزن و لا تعلم كيف تتصرف .
Fadwa khaled.
___________________________
طالعت والدها بتوتر و هى تحاول إحداث أي كذبة ليصدقها قائلة :
- ها ... أصل يعني، أصل... اة كنت جاية أخد اللاب توب عشان أشوف عليه حاجة .
نظر لها بشك و هو لا يصدق حرفًا واحدًا مما قالت قائلا بتساؤل :
- بس أنتِ عندك لاب توب فى أوضتك .
لعبت بشعرها بتوتر و هى تعيد خصلاتها المتمردة قائلة :
- أ.. أصل، اة هو أنا مقولتش .
جاراها فى الحديث قائلا :
- لا مقولتش .
أدعت التصنع و هى تضرب يداها ببعضهم :
- يااه عليا، كان لازم أقولكم معلش أصل هو وقع من على السرير و أتكسر و كنت عايزة لاب توب اتفرج عليه على مسلسل، إنما أية قمر يا بابا قمر، تصدق البطل ضرب البطلة بالقلم، و هى أديتله بالبوكس، أنا همشي بقا دلوقتي، و هأخد دة معايا، تشاو بقا .
أمسك يدها قبل أن تخرج، فتوترت هى قليلا، أبدى هو ردة فعل و هو يقول :
- رجعي اللاب توب يا ملك، و أنا هبقى أشتريلك واحد جديد، أنا عايز دلوقتي .
ابتسمت له بتوتر و هى تحاول إخفاء ابتسامتها و لكن فى النهاية أخذه منها .
خرجت من الغرفة بتأفف؛ لأنها لم تشاهد ماذا فى ذاك الفيديو، توجهت إلى غرفتها و هى لا تعلم ماذا من الممكن عليها فعله الآن ؟ أتصدق أن والدها ليس سوى مجرم كبير يحاول أن الهروب ؟ أم تصدق حسها بأنه ليس كذلك و كل ذلك مجرد إدعائات تجوب عقلها.
جلست على الأرض مكانها و هى لا تعلم ماذا من الممكن أن يحدث فى المستقبل ؟ تخشى من ان يكون كل ذاك صحيحًا لحدٍ كبير، و لكن لا أحد يعلم كيف من الممكن أن يتغير الحال مجددًا .
Fadwa khaled.
_____________________________
يستمر ذاك الحال بين ليلة و ضحاها، و تتراكم عليها كل المسئوليات، تشعر بالقلق الشديد على تلك الحالة التى أصبحت فيها، كلما تتأكد من راحة البال يأتي شئٌ من القدر و يفرقها عن تلك السعادة، تتناول الصدمات واحدة تلو الآخرى و لا تعلم إلى أي مدي سوف تبتعد ؟
جلست على السرير و هى تبكي بحرقة و لا تعلم ماذا من المفاجأت تنتظرها غدًا ؟ ضحكت بسخرية على كلمة غدًا التي باتت أبشع كلما أنتظرتها، دخل عليها و هو لا يعلم ماذا يفعل لها ؟! بينما هى احتل الجمود قرارتها، أردف بهدوء :
- يا ريم ال..........
قاطع حديثه حينما نهضت من مكانها قائلة :
- يا ريم أية ؟ أنتَ مالك و مال قراراتي ؟ مالك و مال حياتي ؟ أنتَ مجرد حاجة هتمشي قريب، كلها ١٠ شهور و خلاص هنطلق، مفيش داعي لكدة خالص، مفيش داعي تعمل نفسك فاهميني، مفيش داعي لحاجة، أنتَ مش المفروض يبقى مكانك هنا، أبعد عني و ملكش دعوة بيا، أنا مش عايزاك فى حياتي، ملكشِ دعوة بحاجة اسمها حياتي، فاهم .
نظر لها بصدمة و هو لا يدري كيف تتحدث بتلك الطريقة، يبدو إن أعصابها قد فلتت تلك الأيام، و لكنه طوال الوقت كان بجانبها، تقدم منها و هو بحاول تهدئاها؛ لأنه يعلم أن ذاك الفعل لم ينتج إلا عن توتر، لكنها دفعته قائلة بصراخ :
- برة أطلع برة، سيبوني فى حالي و سيبني فى حالي أنا بكرهك، بكرهك يا مروان بكرهك .
خرج من الغرفة و صدمة آخري وقعت على عاتقه، و لا يدري ماذا يقول لها ؟ بعدما خرج من الغرفة أمسكت هاتفها و هى تحادث أحدهم قائلة بنبرة حزينة و عبراتها لا تتوقف :
- عملت إلِ قولتلي عليه، و سمعت الكلام أرجوك سيبه بقا .
ضحك ذاك الرجل بشر و أردف بخبث :
- هتكملي التمثلية دي عليه، و كمان فى شرط تاني هيتعمل و هو .........


تعليقات
إرسال تعليق