القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية واصية واجبة التنفيذ الفصل التاسع عشر


   


منذ قليل ... استمعت لصوت الهاتف العالي، و هى تنظر للمتصل و لكن لا يوجد أي، اسم فتحت ذاك الهاتف و هى تتفحص هوية ذاك الشخص و لكن استمعت لصوت الذى جعلها تتصنم من الصدمة : 

- دلوقتي و زي الشاطرة كدة، مش عايزة أي حوارات كتير عشان نخلص المهمة دي على خير .


تجعدت ملامحها بإستغراب و سرعان ما أردفت : 

- ثانية واحدة، مين حضرتك ؟ و ازاى تكلمني بالطريقة دي أصلا ؟


ضحك بسخرية و هو يتحدث بخبث : 

- تؤتؤ.. مش عايزين كدة يا ريمو، عايزين نبقي كويسين مع بعض و نحل المشاكل، عشان محدش يتأذى .


أنهى الجملة الأخيرة بخبث فتحدثت هى :

- أنتَ مين ؟ و عاوز أية ؟


ضحك بصوت عالي و هو يقول : 

- لا مش هينفع كدة يا ريم، لازم تهدي شوية عارف أن أعصابك تعباكِ بس هتنفذي إلِ هقوله و كل حرف فى الكلمة فاهمة ؟


ابتسمت بسخرية و هو تقول : 

- و لو معملتش، هتجيبلي ماما مثلا .


كادت تقفل الهاتف لولا صوته القائل ببرود : 

- هقتل مروان .


عاودت إمساك الهاتف مرة أخرى و لكن تلك المرة استدعت الصمت، فضحك هو قائلا : 

- تؤ تؤ، مش عايزك تخافي، بس صراحة لازم نعمل كدة، عرفت أن علاقتك بمروان متحسنة شوية، أو متقدمة، فدلوقتي أول ما يجي عندك، هتتخانقي على أي حاجة و هتقوليلة أنك بتكرهيه و مش عايزاه فى حياتك،  مقابل التنفيذ دة، كدة بتحافظي على حياته، و كمان بتحافظي على عيلتك كلها من الدمار .


هدأت قليلا و أردفت : 

- و أية إلِ يثبت أن كلامك صح .


ضحك بخبث قائلا : 

- هبعت ليكِ فيديو و شوفي بقا، مين ممكن يقتله، عليه العين ما شاء الله، احتمال نهايته تكون قربت، و نخلص منه .


أردفت ببكاء و هى تحاول التحدث بهدوء :

- أرجوك، هنفذ ليك كل إلِ أنتَ عايزة، أرجوك، قولي بس قولي، عايزة و أنا هعملة بس أرجوك متأذيهوش .


أردف بهدوء : 

- لا ...لا مينفعش كدة يا ريمو، لازم نسكت و نبطل دموع عشان نعرف هنعمل أية ؟ فاهمة ؟ أو .....


أنهى تلك الجملة بتهديد، فقاطعته هى قائلة بصوت متقطع : 

- ح..حاضر، ه..هع..هعمل إلِ أنتَ.. عاوزه.. بس ..متأذهوش، متأذيش حد .


رد و هو يتصنع المسكنة : 

- لا يا ريمو، أنا مش بأذي حد، بس لازم تعرفي بس.


و أكمل بنبرة تبين التهديد أكثر :

- ها .. شكلك اختارتي، دلوقتي لما هيجي عندك و متقوليش ازاى عرفت، سيبي التليفون مفتوح و سمعيني، فاهمة .


حركت رأسها و هى تبكي بحرقة قائلة : 

- فاهمة، فاهمة .


استفاقت مما حدث منذ قليل و هى تضم ساقيها إليها، و تبكي بحزن شديد، لم تكن تنوي أن يصير ذاك الحدث يومًا، هى تعلم الآن أنها لا تحبه، و لكنها تعشقه حقًا، شعور الندم يتسلل لفؤادئها فينهمشه بلا رحمة، و ضربات قلبها تعلو واحدة تلو الآخرى من الحزن، تحزن الأن و لكنها تعلم بأن ذاك هو الصواب، و أنه مهما حدث فهى سوف تعلمه بأنها تحبه، و لكن لا تعلم كيف تخبره، أفاقت على صوت رسالة على الهاتف، فتحتها لتجد ذاك المتصل قد ارسل لها رسالة يقول فيها " هتقبلي تروحي معاهم، و ياريت تبطلي متسمعيش الكلام، فيها حياتك " نظرت لها بملل و قذفت الهاتف بجوارها على السرير و عاودت البكاء مرة آخرى .


Fadwa khaled. 

____________________________


قاد سياراته بسرعة كبيرة و هو يشعر بأنه على وشك التدمير، تلك الجملة تتردد " أنا بكرهك، بكرهك يا مروان بكرهك " أوقف السيارة و هو يضرب عجلة القيادة أمامه بغضب و هو لا يعلم ما المراد بعد ؟ هبط من السيارة و هو يود أن يفرغ ذاك الصبر فى شخص، و لكن يحاول الهدوء على أعلى قدر، ركب إلى السيارة مجددًا و هو يتقدم لبيت أحدهم، هبط من السيارة أمام منزل متواضع للغاية، و لكن حين تراه تشعر بمدى الراحة، ابتسم و هو يستعيد ذكرياته هناك، و عقله المشتت بين الحاضر و الماضى يربط الأحداث، ابتسم بهدوء و هو يطرق الباب، خرجت إلية سيدة فى عمر الستين، التى ابتسمت له بحراراة و هى تعانقه :

- أية دة ؟ مروان ؟ بجد مش مصدقة عقلي و الله !


ضحك و هو يرد : 

- لا صدقي، أنا موجود أهوة .


ابتسمت له ببشاشة و هى تدعوه للدخول للداخل، جلس على ذاك الفراش القديم، و استقبلته و هى تحضر له الشاي و تقترب منه قائلة : 

- بص بقا، عملت لك شاي، إنما أية حاجة كدة عسل، مفيش غير خالتك حسنية هى ألِ تعمله، شوفت بقا .


ضحك و هو يتناوله من يدها : 

- أكيد طبعًا، مفيش حد زيك فى العمايل دي دي .


جلست بجواره و هى تبتسم ببشاشة قائلة : 

- قولي مالك .


تنهد و هو بنظر لها بحزن و لا يعرف ما مدي ذاك الحديث، و لكن يجب عليه أن يخبر أحدًا، ابتسمت هى له بوجع قائلة : 

- عارفة أنك أكيد حبيت حد، المعة إلِ فى عينك دي أنا عارفاها، كنت فى يوم كدة .


صمتت قليلا و هى تحاول إيجاد حديث ينفع و أكملت : 

- الله يسمحه فى إلِ عمل كدة زمان .


نظر أمامه بشرود قائلا :

- أمبارح بيتكرر دلوقتي، و المسألة بتصعب كل ما بنقرب .


ابتسمت له و هى تحاول إخراجه من ذاك الحزن و هى تقول : 

- قولي حلوة ؟


ضحك و هو ينظر لها و سرعان ما أردف : 

- قمر، بس....


انكمشت ملامحها و هى لا تعلم ماذا حدث له قائلة : 

- بس أية ؟


تنهد فى الحديث قائلا : 

- قالت النهاردة أنها بتكرهني، بتكرهني أوي، مع أني بحبها و بحبها أوي مش عارفة بتعمل لية كدة .


ابتسمت له و هى تمسك يداه قائلة : 

- أنتَ فى حرب، اسمها " حرب الحب " لتكسب فيها او تخسر فيها .


أنهت جملتها و هى تشعر بالحزن و لكن أكملت : 

- المهم تستمر للنهاية، و أنك تدرك أنك هتنجح، بس أختار صح أختار .


نظر لها ببسمة فتحدثت هى بتساؤل و دواعي الحزن قد بدأت فى عينيها  :

- تعرف حاجة عن عمار يا مروان ؟


ابتسمت لها و هو يقول : 

- كويس، و متشغليش بالك بيه، لحسن الحظ اتعلق بملك جدًا، و كان باين أوي، و بتحاول هى معاه و تبعده عن الخيال إلِ والده عيشه فيه


بكت من كثرة الفرحة قائلة : 

- أخيرًا، عمار أبني بقا كويس .


" عمار مين إلِ ابنك "

أردف بها شخص من خلفها فنظرت له بصدمة و .....


Fadwa khaled. 

____________________________


أمسك هاتفه ببرود قائلا :

- عشر دقايق و تبقى عندي فى المكان إلِ بنتقابل فيه، ياريت متتأخرش عشان شكلها هتكون نهايتك .


أقفل مصطفى الهاتف و هو يشعر بأنه هناك خدعة تحدث من خلفه، وصل منصور فهبط و هو ينظر له ببرود و يتحدث :

- عايزني فى أية ؟


ابتسم له ببرود قائلا : 

- أنتَ إلِ بتلعب من ورايا ؟


أردف بنبرة مستفزة : 

- تؤ تؤ، أكيد مش هلعب من وراك، دا احنا ستر و غطا على بعض بردوة يا مصطفى .


وجه نظرة الناحية المقابلة، ثم أمسك رقبته و هو يقربه إلية بحركة سريعة :

- أنا مصطفى العُمري، مش أي حد يلعب عليا، دلوقتي دا شك بالنسبة ليا، بس أقسم بالله يا منصور لو أعرف أن أنتَ إلِ ورا اللعب إلِ عندي، و أنك بعت الراجل البيت هقتلك، فاهم ؟ 


نزع يداه و هو يتحدث بسخرية : 

- لا بجد ! هتقتلني ؟ تصدق خفت، أنتَ مش عارف أصلا الكارثة إلِ احنا فيها، مش عارف إلِ حصل، أكيد طبعًا، ما أنتَ مش فى الدنيا .


نظر له بإستغراب قائلا : 

- قصدك إية ؟


ابتسم بسخرية و هو يخرج هاتفه : 

- بص كدة، دي صورة مين ؟ اة فكرتني، ملك بنتك، إلِ الباشا عمار ناوي ينتقم منها، على إلِ قتل والداته، و هو مقرر هينتقم منها فيكم .


أمسكه من ملابسه بحدة و هو يصيح فيه بصوت عالي : 

- أنتَ فاهم بتقول أية ؟ أقسم بالله لو عمار ابنك قرب منها عشان الإنتقام البايخ دة، هقتله و اقتلك و عملتها مرة هعملها التانية، ولا هيهمني .


نفض ملابسه و هو يطالعه ببرود : 

- هش .. أفهم الأول بقول أية ؟ عمار هيقتلها و هيخلص منها ولازم نكون عارفين هنتعامل ازاى مع الموضوع دة .


بينما فى تلك الأجواء المحيطة، كان هناك من يلتقط العديد من الصور، بالإضافة إلى الفيديو الذى صور الحديث فيه منذ بداية الأمر، ابتسم ذاك الشخث بخبث و هو يشاهد ذاك الشجار .


Fadwa khaled. 

____________________________


" لم أُرد يومًا أن أكون أسيرة لعشقٍ نهايته الإنهيار، تتوالى الصدمات على عاتقي و كأنه لا يوجد فى تلك الحياة سواي، كل تنهيدة تخرج من أنفاسي يبدو أن لها حكاية، و لكن حكايتي دائمًا مختلفة عما فى بالي، مرة أخرى أكتب إليك و شعور الخذلان على الآفاق، أتناغم مع الموسيقى حينما تتحدث بلطف يعزف قلبي بالفرح، و حينما تتحدث ببرودك تُعزف الألحان داهل قلبي و لكن لتبدء نيران الحزن داخلي، لعله أخر مرة أود أن أكتب ذاك الحديث لك، بعد ساعات ستصبح رمادًا فى قلبي، و سأبدأ حياة جديدة، عازمة على أن أكون أملٌ لدى أحدهم "

                                        " حبيبتك فى كل وقت "


أغلقت دفترها و هى عى عازمة على رسم ذاك الوداع، و الأنتهاء من هوامش الماضى، ابتسمت للمرة الأخيرة و هى تتذكر هيئته، و لكن تشعر بأن دقات قلبها تعلو لما، طرق الباب، فنظرت هى إلى دفترها و هى تحسبها والدتها، و سرعان ما رفعت عيناها لتراه، و لكن تلك المرة ابتسمت بجمود، و أغلقت دفترها و هى تخبئة قبل أن يراه، تحكم عقلها تلك المرة بأن لا يصنع المزيد من الحب، و أصدر بأن القلب قد توقف عن النبض الآن، توجهت لحقيبة السفر و هى تضع الملابس و لا تعره اهتمام بينا هو أمسك ذاك الدفتر قائلا بإستغراب : 

- هو أية دة ؟


التفتت لتطالعه بصدمة و هى لا تعرف كيف هو السبيل للنجاه منه ؟


Fadwa khaled. 


" دُلني يا قلبٌ، ألم يقولوا أنك المُرشد، أم يُقال ذاك و لكن لا تشعر، تتغلب عاطفتي، و يتحكم عقلي، و لكن هل عقلي من ينتصر ؟ أم أن القلب يعطي مزاقٌ أخر 

الفصل العشرين من هنا

تعليقات

التنقل السريع