القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ملك للقاسي 2 تكملة الفصل السادس والعشرون


 




الصدمة الحقيقية التي قسمت ظهر البعير كانت عندما اقترب منهما مروان مغمغما في ثبات :

- انتو معت*قلين بتهمة الا*ختلاس و تز*وير الحسابات و العمل مع منظمة إجر*امية و التخطيط لقت*ل محمد مجدي و ادم الشافعي و .... قت*ل احمد الشافعي !!


******* في الإسكندرية.


ترجل من سيارته متجها لمنزله حتى رن هاتفه وكان من مدير الجامعة الذي أكد له انه تم تسجيل يارا و قبول أوراقها رغم تأخرها عن تقديمها ، إبتسم ادم برضا و اغلق الخط محدثا نفسه :

- بما ان الأميرة المدللة معندة و منشفة دماغها ومش راضية تكلمني خلينا ننفذ طلبها كده كده مش هخلي الحرس يفارقها.


ادار المفتاح في القفل و دفع الباب بهدوء ليستغرب من رؤية الفيلا هادئة ، انعقد حاجباه و كاد يناديها لكن رن هاتفه اوقفه ففتح الخط :

- ايوة يا ادهم.


- انت فين ؟

قالها بجدية فرد عليه ادم :

- لسه داخل البيت ليه في حاجة ؟


سمع تنهيدته المتحشرجة و أتبعه قوله :

- عرفنا ان عمر بعت كام قا*طع طريق يتعرضولك و يقت*لوك بس الحمد لله مادامك بتكلمني يبقى هما ملحقوش يعملولك حاجة اوعى تخرج من البيت يا ادم بص كل حاجة هتنتهي الليلة ديه المشاكل و الأسرار كلها هتتكشف متعرضش حياتك للخط*ر سامعني ؟


تشنج وجهه نفور و كره مجيبا :

- بعت كلا*به عشان يقت*لني يعني ... انا مستغربتش ليه يا ترى.


زفر ادهم بحدة :

- بطل برودة اعصابك ديه و اتأكد من ان اهلك كلهم موجودين محدش يطلع قبل ما الليلة ديه تخلص اسمع الكلام شكل عمر قرر يضر*ب ضر*بته الأخيرة قبل ما جماعته تخلص عليه ...


لم يستمع لبقية كلامه و اتصل بوالديه ورهف يتأكد انهم داخل المنزل و عند إطمئنانه صعد درجات السلم مرددا بصوت عال :

- ياااراا.


دخل الغرفة و وزع بصره على ارجائها يبحث عنها ولم يجدها تجهم وجهه و ناداها مجددا ربما تكون في الحمام و النتيجة واحدة .... يارا ليست هنا !

بدأت أنفاسه تتعالى بإنفعال و حاول الهدوء مقنعا نفسه انها مع والدته ولم تنفذ كلامها له صباحا عندما قالت متحدية " لو فضلت حا*بسني كده هتجي و تلاقيني مشيت ومش هتعرف تلاقيني " ، طلب رقم حنان و بمجرد ان ردت هب يسألها :

- يارا معاكي يا ماما ؟


وصلته إجابتها المتعجبة :

- لا هي قالت انها خارجة مع صحابها من كام ساعة كده.


تجمدت يده على الهاتف و أحس بغشا*وة تغطي عينيه و تمنعه عن الرؤية عند معرفة ان زوجته خارج المنزل في هذه الساعة المتأخرة و في نفس الوقت الذي بعث فيه ذلك الحقير رجالا ليقت*لوه !! رفع رأسه للأعلى و تنفس بعمق قبل ان يطلب رقمها رن عدة مرات لكنها لم تجب فأطلق شتيمة و بعث لها رسالة " وربي لو مردتيش لأخلي ل*يلتك سو*دا على دماغك يا يارا "


انتظر نصف دقيقة و أعاد الإتصال ليسمع صوتها بعد ثوان :

- نعم.


جز على أسنانه و صر*خ بحدة :

- انتي عايزة تجننيني بتخرجي من البيت مع اني رفضت و لسه مرجعتيش لحد دلوقتي يا متر*بية يا مح*ترمة ده انا هند*مك على الساعة اللي فكرتي تخطي خطوة برا البيت و الله لأ*كسرلك رج....


قاطعته يارا وقد ار*تجفت من نبرة صوته :

- في ايه لكل ده انا بعتلك ميسيج و ....


صرخ ادم وقد احمرت عيناه بشدة ف نزل بخطوات مسرعة يستعد للخروج :

- شوفت *** الميسيج ده وانا مردتش يعني رفضت انتي مبتسمعيش أ*م الكلام لييييه ! انتي فين قوليلي هجيلك بنفسي.


بلعت ريقها و تلعثمت مجيبة :

- ممم مفيش داعي انا جاية اصلا هاخد تاكسي.


إحمر وجهه فهدر بعن*ف أهوج :

- بقولك انتي فين انطقي متجننيش !!


زاغت حدقتاها بخوف و أملته العنوان ليغلق الخط وهو يصيح بغضب تلك الفتاة لن تتوانى عن جعله يظهر نزعته الإجر*امية لن تهدأ قبل ان تتسبب في مقت*له او إرتكاب جر*يمة قت*ل .... و في كلتا الحالتين هو مستعد للتعرض للأ*ذى في سبيل ان تكون زوجته بخير !! 


ركب سيارته و إنطلق بها في سرعة جنونية يدعو الله ان لا يحدث لها سوء و تظل بأمان هي و طفلتهما ، رن هاتفه بإسم ادهم و فتح الخط ليسمع صوت الآخر يغمغم في سخط :

- بتقفل الخط في وشي ليه مش قولتلك ....


- انا برا البيت رايح اجيب يارا لسه عارف انها طلعت مع صحابها وهروحلها.

قاطعه بغضب فصمت ابن عمه يستوعب كلامه قبل ان ينتفض و يصرخ بجنون :

- نعم انت بتقول ايه طلعت ليه انا قولتلك عمر عايز يقت*لك محدش عايز حاجة من مراتك وبعدين المفروض الحرس يكون ....


زفر ادم بصراخ هو الآخر :

-- اديت الحرس إجازة لأني مكنتش عارف انها هتخرج ده اولا و ثانيا انا مش هطمن و اقعد في البيت استنى امتى مراتي تدخل مش بعيد عمر يسلط عليها ناس يؤذ*وها و....


صمت يعجز عن إكمال جملته و خيالاته تصور له أسو*ء للسيناريوهات التي تخص حبيبته ، فتح أول زرين من قميصه غير مبال بكلام ادهم المتعصب :

- انت مبتفهمش الكلام ليه الخطر دلوقتي عليك مش على مراتك اكيد عمر مش هيأذيها عشان ...


- عشان بيحبها صح.

هتف بها ادم وقد توحشت ملامح وجهه و أكمل :

- ال**** بيحب مراتي وط*معان فيها ومع ذلك بعتلها شاب يدخلها عربيته و اتفق مع ابوه يغيرولها العلاج و خلوها مدمنة بلاش نضحك على بعض احنا الاتنين بنعرف ان الند*ل الوا*طي مبيهموش حد و مستعد يعمل أي حاجة حتى انه يتعرض لعيلتي عشان يؤ*ذيني و لأنك عارف الحقيقة ده انت قولتلي اتأكد من وجودهم في البيت و محدش منكو يطلع لبرا بس .....


ابتسم ساخرا يحدث نفسه :

- انا مراتي اللي مكنتش تتجرأ ترفع عينيها في وشي بقت تعصي اوامري و متسمعش كلامي و بغبا*ءها ده هتتسبب فمو*تنا كلنا.


أغلق الخط لكي لا يسمع تحذيرات إبن عمه الذي يخبره ببساطة ان حياته في خطر و يجب عليه الاختباء و عدم البحث عن زوجته التي خرجت دون علمه و سيتكلف هو وعناصر الشر*طة بحمايتها .... زاد السرعة أكثر لتظهر فجأة شاحنة كبيرة قطعت طريقه و كادت تصدمه ف انحدر الى أقصى اليمين و لولا د*عسه على الفرامل في آخر لحظة لكان اصطدم في إحدى الأشجار الواقفة بشموخ على طرف الطريق الموجود داخل ذلك الشارع المعزول.


ظهرت سيارتان تحاصرانه ف احت*د فكه و ضرب المقود بقو*ة يبحث عن سلا*حه و لسوء الحظ كان قد نسيه في غرفة مكتبه ولم يحضره ، إبتسم بسخرية مدركا انه من الممكن أن يخسر اليوم حياته لكن رغم ذلك فهو يفضل المو*ت كالرجال على ان يبدي إستسلامه لهم ....


فتح باب السيارة و خرج بهدوء يوزع نظره الحا*د على كل ما يوجد أمامه ، ليعقد حاجبيه عندما تراءى له 4 رجال ذو بنية ضخمة يطالعونه بش*ر و أحدهم يمسك في يده هرا*وة وباليد الأخرى شفر*ة حاد*ة ظهر لمعانها و انعكس على عينيه فتلونتا بالعد*ائية هادرا بخشونة :

- لو إحساسي مكدبنيش ف انتو كلا*ب عمر و بعتكم عشان تنالو شرف قت*لي.


ضحكة مجردة من الإنسانية صدرت من قائدهم الذي ردد :

- الباشا كان معاه حق لما حكالنا على غرورك حتى فأصعب المواقف بس بنصحك توفره للحظة اللي تركعلنا فيها و تتذ*لل عشان تفضل عايش.


قهقه ادم برعونة و لهو :

- احلف طيب ! اكيد الباشا تاعكو قالكم ان ادم الشافعي مستحيل يتذ*لل لحد خاصة لو كان الواحد ده معندوش ريحة الر*جولة ... زيكو يعني.


جز الرجل الملثم على اسنانه و صر*خ بغضب :

- اضر*بوه متخلوش فيه حته سليمة !


و على حين غرة وجد نفسه في كمين غادر ، وحيدا في مواجهة 10 رجال أشداء بعدما خرج ستة آخرون من ظلمة الزقاق ! 

اشتعلت عيناه بتجلد و تأهبت حواسه استعدادا عندما تقدم أولهم يريد التهجم عليه فثبت ادم ذراعه و رفع قدمه ير*كله في بطنه ثم أمسكه من مقدمة رأسه و ضر*به على ز*جاج نافذة السيارة ليسقط الأخير يتلوى أ*لما .... حتى وان خ*سر يقسم على انه سي*خسر رجلا !!


التفتت ادم الى البقية هاتفا :

- ده بس اللي عندكو حتى ضر*بة زي الناس مبتعرفوش تضر*بوها ؟


تقدم المها*جم الثاني ليرفع قبضته و يلكمه وقبل ان يسدد له اللك*مة الثانية انصدم عندما فتح قائدهم هاتفه على مقطع فيديو مباشر ظهرت فيه يارا وهي تقف تنتظره في المكان الذي إتفقا عليه ، تسمر جسده و أحس بالد*ماء تهرب منه وهو يفهم التهد*يد الصامت الذي لم يعد كذلك عندما قال الآخر بخبث :

- اتنين من رجالي واقفين حاليا قدام مراتك ولو متصلتش بيهم بعد 10 دقايق هيقت*لوها .... ولو اتصلت و قولتلهم احنا أنجزنا المهمة هيسيبوها و يمشو ايه رايك حياتك او حيا*ة مراتك القرار ليك.


- يا ابن ال....

صاح ادم وهو يقترب منه ينوي ضر*به لكنه وجد نفسه مقيدا بسواعد من حديد ثم رأى هرا*وة ترتفع لتلامس عنان السماء لتهوي فوق رأسه بعن*ف أرداه على الأرض ..... لم يصر*خ لم يشت*م او حتى يحاول النهوض ف الأمر جدي اذا لم يقت*لوه سيقتلون زوجته و أم طفلته .... معادلة حلها واضح و مجهولها حياته !!


أظلمت عيناه و شعر بخيوط الد*ماء اللزجة تسيل من أعلى رأسه و تهبط على قميصه و الأخرى تستقبلها الأرض برحابة صدر ولم يكفي هذا فقط بل انحنى عليه مها*جم آخر و سدد له ط*عنة قوية بمنتصف صدره جعلته يصر*خ بوهن و ضعف ، لقد حانت نها*يته !


ثبته إثنان من خلفه فبقي راكعا على ركبتيه و الدنيا تعصف و تدور به حتى قابله قائدهم مغمغما في ابتسامة قذرة :

- الباشا حكالنا على مدى حبك لمراتك و وصانا لو مقدرناش عليك نروح نقتلها بس انت أنقذتها .... الصراحة لو مكنتش طلعت من البيت عشان تروح ترجعها كنا قت*لناها هي !


لم يرد عليه و اكتفى بإغماض عينيه و تخيل صورتها لعلها تكون المؤنسة له أثناء صعود روحه و تحررها من جسده ، اقترب الملثم و همس عند أذنه :

- و ديه عربون من عندنا.


طعنه بالشفرة الحادة في بطنه و دفعه و غادر هو ورفاقه .... ليبقى ادم يترجع مرارة المو*ت بهذه الطريقة ، ثم رآها ... انبثق له خيالها بالنور من بين الظ*لمات ، تناظره نائحة منتحبة وتركض له دون ان تصل ، عندها فقط تذوق معاني الردى الحنظلية ، و خمدت شجاعته فهمس بلوعة :

- يارا ... 


مرت الدقائق ، و قطع الصمت الم*خيف صوت الهاتف الذي رن للمرة الألف لحد الآن ، حرك ادم يده و بذل في ذلك جهدا جبارا فسمع صوتها الأقرب الى قلبه يردد بعبوس :

- انا استنيتك كتير بس مجتش خفت اقف لوحدي قمت خدت تاكسي و توصل بعد كام دقيقة اهو عشان متتنرفزش عليا بعدين وتقول اني .....


- يارا ...

همسة خافتة متقطعة صدرت منه وهو يشهق ساحبا الأنفاس قدر المستطاع ، أجفلت الأخرى و سألته بترقب :

- انت بتتكلم كده ليه في ايه مالك ؟


في خضم صراعه ليعيش دقائق أخرى ابتسم بألم و حمد لله لأنها بخير ثم تمتم :

- انا ... انا اتعرضت لهجو*م و...


انتفضت يارا بحدة و صر*خت :

- انت بتقول ايه هجو*م ااا انت بتكدب و بتقول كده عشان تخوفني عليك ادم انا مممم مبحبش الهزار ده رد عليا انت فين انا جايالك.


تأوه بعنف و أجابها وقد بدأ يفقد الو*عي :

- اول مرة لما عملت الحا*دث ... تاني مرة اتضر*بت بالنا*ر ... و الثالثة ثابتة ... اا انا ... مش هطلع عا*يش ...


خيل لها انها تتوهم او تتعرض لنو*بة هستير*ية أخرى فهزت رأسها بجنو*ن مهمهمة :

- لا لا انت مش هتسيبني انت وعدتني تفضل جمبي دايما ااا ادم ارجع ارجوك وانا بوعدك مش هقول لأ على اي حاجة هسمع كلامك والله العظيم هسمع بس انت ....


- مفيش وقت.

قاطعها ادم بشجن و تابع :

- عايزك تعرفي اني .... عملت كل ده عشان .... مصلحتك و ...عشان احميكي انتي .... انتي و بنتنا .... يارا انا .... انا ....


- اااادم .... ادم متسكتش ارجوك ادم رد عليا اااادم !!


لكنه لم يجب ، همد جسده القابع على الأرض ليتخذ من السماء لحافا ، فوق براعم الشجر التي تطايرت بفعل الرياح و سكنت بجانبه تنعي حد*ادا عليه و أحراش الغار الحمراء والتي ازدادت احمرارا بسيل الد*ماء ، على طريق باردة مغزولة بحشرجاته وهو يلف*ظ أنفاسه الأخيرة التي تناهت مع نسمات المغرب الباردة فزادته شجنا و مر*ارة لونت همسته الأخيرة :

- يارا 


الفصل السابع والعشرون من هنا

تعليقات

التنقل السريع