عبير بتحاول تدخل الشركة، لكن أفراد الأمن بيمنعوها.
_ رايحة فين يا ست؟
_ أنا عايزة أقابل الباشا جلال بيه؟
_ تقابلي جلال باشا مرة واحدة.
_ لا سعادتك .. أنا قابلته مرتين تلاتة قبل كده.
(أفراد الأمن بيضحكوا على سذاجتها)
(عبير بكل شراستها، وقوة شخصيتها، والجبروت اللي هي فيه .. كانت ملخومة وهي بتكلم أفراد الأمن .. متلخبطة.)
_ عايزة ايه من جلال باشا.
_ هو كان عايز مني الورقة دي .. وأنا رحت جبتها له.
(أفراد الأمن مسكوا منها الورقة، وواحد منهم بيقرأها وبيضحك)
_ يا نهارك اسود .. ايه اللي مكتوب في الورقة دي؟
_ مالها الورقة يا باشا؟
_ دي مكتوب فيها نجوى حسين عبدالله الخيشي، سجن القناطر للنسا.
_ أيوة يا باشا مكتوب فيها كده.
_ والست نجوى بتاعت سجن القناطر دي، بتشتغل ظابط في السجن يعني ولا ايه مش فاهم؟
_ لا يا باشا .. دي مسجونة هناك.
(فرد الأمن اتفاجيء بالكلمة ورمى لها الورقة)
_ الله يخرب بيتك .. هو جلال باشا هيعرف مساجين .. يلا امشي من هنا يا ست انتي.
_ إلهي يخلي لك ولادك يا باشا .. ادخل قول له عبير واقفة برة، وهو هيقول لك خليها تدخل.
_ يا ست انتي امشي من هنا، مفيش حد بيدخل غير لمصلحة أو بموعد ..
_ يا باشا حرام عليك .. هو يعرفني كويس .. وبيعدي عليا في الرايحة والجاية.
(فرد الأمن بيتنرفذ عليها)
_ يا ست انتي امشي متخلنيش اتصرف معاكي تصرف مش كويس.
(عبير بدأت تتضايق .. بس مش هتعرف تتصرف في المكان الفخم ده، وهي مش عارفة إن ده فرد أمن .. موظف عادي في الشركة)
_ والعمل ايه يا ربي دلوقتي.
(عبير شافت مكان على رصيف الناحية التانية من الشركة)
_ يلا يا صابرين هنقعد هناك .. ونستنى الباشا جلال بيه هناك.
_ أنا جعانة يا طنط عبير.
_ يا حبيبتي .. طيب تعالي هنجيب أكل
في مكتب جلال بيه رئيس الشركة، بيشرب العلاج بتاعه، وقدامه رئيس الحسابات.
_ عملت ايه مع جمعية الغارمات يا صلاح؟
_ تمام يا فندم، بلغتهم يعملوا قائمة بأسماء 100 سيدة مسجونة بسبب إيصالات أمانة أو شيكات، واحنا هنسددهم لهم، ونفرج عنهم.
_ في ست هتجيب بيانات واحدة مسجونة بكرة الصبح، ياريت تبدأ في اجراءاتها بنفسك.
_ نضيف اسمها على الجمعية يا فندم؟
_ لا يا صلاح .. دي لازم يتم الإفراج عنها في أسرع وقت.
_ تمام يا فندم.
(رئيس الحسابات بيلم الأوراق اللي قدامه، ويقوم)
_ بعد إذن حضرتك يا فندم
_ اتفضل يا صلاح.
ـــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــ
صلاح قام من مكانه وخرج، وجلال مسك الفون بتاعه وعمل اتصال.
_ ألوو .. انت فين يا دكتور .. طيب تعالى عايزك .. يلا يا بطل.
جلال قفل التليفون بتاعه، وطلع علبة برشام من الدرج، وأخد قرص منه يبلعه.
دخل عليه شاب، مهندم، باين عليه الذكي.
_ تعالى يا دكتور .
_ خير يا فندم.
( الشاب قعد قدامه .. وجلال بيه طلع من مكتبه وراح قعد قصاده، يوصيه على الشركة، وعيونه مليانة دموع)
جلال بيه شكله عيان أوي، ومسافر يعمل عملية في أوروبا، ومش مطمن انه يرجع تاني.
_ بص يا ابني .. هقول لك كلمتين ومش عايزك تقاطعني.
_ اتفضل يا فندم.
_ سيبك من أفندم والرسميات دي .. أنا مش هكلمك بصفتي رئيس الشركة .. وانت المدير العام .. أنا هكلمك بصفتك جوز بنتي الوحيدة .. يعني بصفتك ابني.
_ تحت أمرك يا عمي .. اتفضل.
_ نسبة نجاح العملية 20%، وانا عندي احساس كبير إني هرجع من أوروبا جوة صندوق..
(الشاب اترعش .. وعيونه بدأت تدمع، ورمى إيده على كتف جلال بيه)
_ متقولش كده أرجوك..
_ اجمد أومال يا دكتور .. ده انت الشخص القوي اللي بتسند عليه.
_ وحياة بسنت ما تقول حاجة تانية يا عمي .. ان شاء الله هترجع احسن من الأول.
_ وبتحلفني ليه ببسنت .. هو انتي مش غالي عندي زيها ولا ايه؟
(جلال بدأ يبكي)
_ وصيتك بسنت .. وانا عارف انك بتحبها وهتحافظ عليها، ووصيتك الشركة .. أنا ضيعت عمري كله علشان توصل للوضع ده.
(الشاب ينفجر في البكاء، ويقوم يحضنه ويبوس دماغه)
_ أرجوك بلاش الكلام ده .. أقسم بالله مش هستحمل.
_ اجمد يا دكتور اجمد .. أومال بسنت تعمل ايه؟
(جلال يطلع من جيبه قائمة أسماء)
_ الورقة دي فيها أسماء لحالات إنسانية .. بنبعت لهم مرتبات شهرية من باب الإعانة، حاول تشرف عليها بنفسك .. رجائي الوحيد إنك ما تتأخرش عنهم مهما كانت ظروف الشركة.
(عمرو بيمسك الورقة وهو بيدمع)
_ في ست بتبيع شاي على الطريق، اسمها مش مكتوب هنا، تروح تسأل عنها وتسيب لها أي حاجة كل أول شهر .. البنت دي جدعة .. ومش عايزك تركز مع لسانها الطويل.
_ حاضر يا عمي .. هخلي صلاح يروح لها في غيابنا.
_ انت مش هتسافر معايا..
_ ده مستحيل .. أنا مش هسيبك.
( ساعة من النقاش والجدال بين جلال بيه وجوز بنته، علشان يقنعه يقعد في الشركة ويدير الأمور بنفسه، وفي النهاية استجاب له وقرر ينتظره في مصر)
جلال باشا حاسس إن عمره قرب ينتهي، وكان لازم يوصي مدير عام الشركة عليها، ويوصيه كمان على بنته الوحيدة اللي هي مراته.
الشاب كان حزين جده على أبو مراته، واتعانقوا عناق طويل.
عبير وصابرين قاعدين على الرصيف برة، بياكلوا ساندويتشات، ومنتظرين جلال باشا برة، علشان الورقة..
فجأة..
عربية جلال باشا وقفت عند طرف سلم الشركة، ووراه باقي العربيات.
نزل من على السلم، وعبير شايفاه .. بتحاول تجري من الناحية التانية علشان تلحقه قبل ما يركب العربية.
بمجرد ما عدت الشارع، كانت العربيات كلها مشيت.
عبير نفخت في وش أفراد الأمن من الغضب.
_ ينفع كده .. أهو الباشا مشي.
_ يا ستي ابعدي من هنا..
(عبير اتضايقت، وبصت على صابرين)
_ يلا بينا .. مفيش نصيب النهاردة .. وأكيد هيعدي علينا بكرة .. وهنوقفه.
(عبير أخدت صابرين ومشيوا)
بعد شوية، نزل رئيس الحسابات، ونادى على أفراد الأمن.
_ في ست هتيجي تسأل عن الباشا، ومعاها ورقة باسم واحدة مسجونة .. تخلوها تيجي مكتبي، علشان الباشا مسافر النهاردة بالليل.
(أفراد الأمن بصوا على بعض، وبدأوا يدوروا على الست بعيونهم، وكانوا زعلانين إنهم ضيعوا عليها الفرصة. اتفعلوا

تعليقات
إرسال تعليق