عبده بيلبس علشان ينزل الشغل بالليل، وكانت حركته بطيئة، وساكت مش بيتكلم، وإلهام قاعدة على الأرض بتاكل مع عيالها.
_ مش هتاكل؟
_ مش عايز اطفح
_ ان شالله عن أهلك ما طفحت .. انت هتقرفني انا ليه.
(عبده بيتمتم بكلام غير مفهوم)
_ إلهي يطفح الأكل على بطنك وعينك وتوقعي تموتي وارتاح انا يا بنت ال ...........
_ بترطن تقول ايه؟
_ لا برطن ولا زفت.
(إلهام قامت منكانها وراحت ناحيته)
_ ما تقول لي مالك قالب وشك من امبارح .. هي الحكومة عملت لك ايه امبارح؟ من ساعة ما رجعت من عنديهم وانت ساكت؟
_ لا عملت ولا سوت .. ملكيش دعوى.
_ اسمع يا عبده .. أنا معنديش مرارة للنكد ده .. قول حصل ايه، متقعدش ساكت لي كده زي اللي جاله الخرس على كبر.
_ ياريت تكون ست زي باقي الستات، تسألي جوزك ماله، وتخليه يحكي لك، وتساعديه يطلع من الحالة اللي هو فيها.
_ ما انا بسألك من امبارح، وانت اللي مش عايز تنطق كأنك طافح سد الحنك.
_ الله يخرب بيت ملافظك يا إلهام.
_ وبعدين يا عبده .. ما تقول حصل ايه متخلنيش أنكد عليك وانت نازل الشغل
(عبده بيبص عليه من فوق لتحت، وهو نفسه يحكي أصلا لأي حد، حتى لو الصغير اللي قاعد ع الأرض)
_ الناس كانوا هنا امبارح دول مش حكومة.
_ مش حكومة؟ اومال مين؟
_ دول شغالين عند صابرين، وكانت جايباهم يدورولها على عبير.
(إلهام بتبص على عبده بسخرية، وبتحط ايدها فوق دماغه بتشوفه يمكن يكون عنده سخونة ولا حاجة)
_ انت عيان يا عبده؟
_ فال الله ولا فالك ..عيان ايه انتي كمان
_ ما اهو انت بتقول تخاريف حد عنده سخونة.
_ انا شفتها بعيني نازلة من العربية الكبيرة، والناس دول ماسكين فيا علشان أوريهم بيت عبير .. ولما وصلنا عند عبير، اتصلوا بصابرين، وخلوها تكلم عبير علشان تروح معاهم.
_ يا حول الله ياربي، الراجل اتجنن
(إلهام بتدفعه ناحية الباب)
_ يلا يا عبده يلا .. شكلك اتأخرت على الشغل، ومتنساش تروح الصيدلية تجيب لك برشامتين يمكن تخف.
_ انتي فاكراني بخرف يا إلهام، طيب والله انا كلمت الباشا اللي كان قاعد جنبها .. وصوته مش غريب عليا ..
(إلهام بتكمل دفع عبده ناحية الباب زي اللي بتمشيه)
_ يلا يا خويا يلا .. سلامتك .. شكلك هتخرف وتضحك علينا الناس.
_ طيب والله الحرس قالولي ان نجوى اختي طلعت من السجن ليها شهرين، وبيدوروا عليها مش لاقيينها ..
(إلهام وقفت مبلمة، ووشها بدأ يحمر)
_ نجوى؟!
_ مالك اتلخبطتي كده.
_ لالا مليش.
_ ايه اللي هيخلي ناس بالشكل ده والعربيات دي، يسألوا عن بيت عبير، وياخدوها معاهم عند صابرين، وبيدوروا على أمها، وكانوا عايزين يطلعوها من السجن لقيوها طلعت .. انا هتجنن يا إلهام، انا شفت بعيني البنت وهي نازلة من العربية، وبتقول لي يا خالو عبده، بس الباشا اللي كان راكب جنبها في العربية سحبها وخلاها تركب جنبه.
(إلهام بتحاول تهرب من السرحان)
_ يلا يا عبده بلاش جنان.
_ جن لما يلهفك يا بنت المؤذية
(إلهام صرخت في وش عبده)
_ عبدووووووو ... امشي غور يلا يا إما تنزل تجيب طلبات العيال دي.
_ طلبات ايه؟ انا اتأخرت ع الشغل.
(عبده يخرج من باب الشقة بسرعة ويرزع الباب وراه)
المستشار القانوني بيتصل بعمرو يستأذنه انه يروح الفيلا ويحكي مع عبير دي شوية، يمكن يعرف منها نجوى كانت بتفكر ازاي، وممكن تكون راحت فين.
_ اتفضل طبعا يا محمود بيه، وانا هتصل لك بمدام ثريا مديرة الپيت تستقبلك وتعرف عبير انك هتروح لها
_ تمام يا عمرو بيه .. وان شاء الله نوصل لحاجة.
_ مش عارف اشكر حضرتك ازاي يا محمود بيه والله
_ لا شكر ولا حاجة يا دكتور ..أخت حضرتك تبقى اختنا كلنا.
(عمرو قفل الاتصال مع محمود بيه)
جلال بيه وبسنت مستغربين من محتوى المكالمة..
كانوا قاعدين في كافيه على ترابيز مستديرة.
_ ايه ده يا عمرو؟ الاستاذ محمود عايز يروح عندنا الفيلا ليه؟ ومين عبير دي اللي هيقابلها هناك؟
_ عبير بتاعت الشاي اللي وصيتني نساعدها..
_ وبتعمل ايه في الفيلا عندنا؟
_ فاكر الطفلة صابرين اللي كانت معاها؟
(جلال بيفكر في ثواني، وبيبتسم مع فتحة صغيرة لبؤه)
_ الطفلة!! ايوة هي الطفلة .. اللي امها في السجن؟
(جلال بيخبط دماغه بإيده)
_ البنت دي جات لي في المنام.
(بسنت بتبص لعمرو)
_ مالها الطفلة يا عمرو؟
_ الطفلة دي تبقى بنت اختي؟
(جلال اندهش بيحاول يستوعب الكلام، وبسنت بتتكلم بصوت عالي لا اراديا)
_ نعم! بنت اختك ازاي؟ بابا بيقولك امها في السجن
_ واللي في السجن دي تبقي اختي، وبندور عليها مش لاقيينها.
(جلال بيشاور لبسنت بيده)
_ لحظة يا بسنت .. البنت دي جات لي في المنام وكنت مش قادر اتحرك .. وعملتلي تدليك لكتفي ورجلي وصدري، وحسيت بإن جسمي بدأ يفك .. وقمت من النوم اضحك ومبسوووط..
بس مكنتش قادر اجمع هي مين ولا شفتها فين، بس حسيت ان في حاجة بتربطني بيها.
(بسنت بترد بخنقة)
_ بابا .. انت شفت ده لانك كنت تساعدها ... بس مستحيل تكون بنت اخت عمرو ... مستحيل تكون اخته مسجونة، انت اتسرعت لما سبتها في الفيلا يا عمرو..
(عمرو بيبص لها بقسوة)
_ لا يا بسنت ... صابرين بنت اختي ... واللي كانت في السجن وبدور عليها تبقى اختي ...
انا شفتها في الحلم كتيرر .... وعرفت منها انها شافتني في الحلم قبل ما تعرفني، وقالت لي ان جلال بيه عيان من قبل ما هي تعرف انه عيان
(بسنت بتتكلم باستهزاء)
_ الدكتور عمرو الخيشي بدأ يتدروش يا بابا ... وهيبقى من الجماعة اياهم
_ عيب يا بسنت تتكلمي عن جوزك كده..
_ يعني مش سامع كلامه يا بابا
(عمرو بيبص لبسنت بدموع كتيررر)
_ مش بتدروش يا بسنت هانم ... بس نجوى دي اختي، وكانت تمر بظروف صعبة أوي، ودخلت السجن في قضية مثيرة للشفقة، وصابرين دي بنتها، يعني الاتنين من لحمي ومن دمي .. وانا مش هتخلى عنهم.
_ ايه الأداء الأوفر ده يا عمرو ..
(عمرو زعل جامد من تريقتها، وقام من مكانه زعلان، وبص عليه بغضب)
_ لولا الظرف اللي احنا فيه كان رد فعلي هيكون قاسي يا بسنت هانم ... بس هحترم جلال بيه للنهاية .. بعد اذن حضرتك يا فندم
(عمرو بيقفل زرار البدلة وبيمشي)
_ استني يا ابني رايح فين؟
(جلال بيوقف، وبيرجع يبص لجلال وبسنت وعيونه بتدمع)
_ أنا مش هتخلى عن بنت اختي .. ومش هرتاح غير لما اعرف اختي فين ... ان كنتي شايفة ان دي دروشة وعبط، أو حاجة تأثر على وضعك الاجتماعي ... احنا ممكن ننفصل عادي ..
واظن يا جلال بيه انا كنت صريح مع حضرتك من البداية، وحكيت لك حاجة عن حياتي قبل ما نقرب من بعض ... وحضرتك صاحب القرار في اللي بعد كده ... انا هسبق حضرتك ع المستشفى.
(عمرو مشي، وكان جلال وبسنت مذهولين من ثورته)
الفصل السادس عشر من هنا

تعليقات
إرسال تعليق