مريم بلهفه : انا لو حكيتلك اللي حصل مش هتصدقي يا نورا ، انا شكلي رايحه في داهيه.
قصت عليها ما حدث بالامس و بدات علامات الاندهاش تظهر علي وجه نورا.
نورا: طيب ما تتجوزيه
مريم : انتي بتهزري يا نورا.
نورا: انا فعلا بقولهالك دلوقتي بهزار بس من جوايا والله العظيم نفسي يحصل ،محمد لازم يكون مربوط بحد علشان ميعملش مصيبه و لازم حد يحجمه و مفيش احسن منك يعمل كده و انتي في نفس الوقت محتاجه اللي يقف قدام عمك السنه دي لحد ما تاخدي ورثك و قضيه الارض تكون خلصت.
مريم : استحاله ماما توافق علي الكلام ده.
نورا: ربنا يقدم اللي فيه الخير يا مريم و انا هدخل اجهز علشان اتاخرنا علي الصيدليه.
ذهبوا للصيدليه و كلمات نورا لا تذهب من ذهنها حتي انتهي يومها ورجعت للبيت و قصت كل ما قالته نورا لوالدتها .
شاديه : ايه الهبل اللي بتقوليه ده مريم استحاله يحصل .
مريم : يا ماما هي سنه و هتطلق.
شاديه: انتي بتهزري و لابتتكلمي جد ،اقفلي علي الموضوع ده يا مريم و تصبحي علي خير يلا.
علي الجانب الاخر في منطقه محمد كان يجتمع سيد مع حامد.
سيد :مساء الخير يا هندسه.
حامد : هندسه ايه و زفت ايه
سيد: روق بس مالك متعصب كده ليه ،معايا حاجه تعملك احلي دماغ تاخد.
حامد: قولتلك ميه مره مبشربش الز*فت ده و بعدين يااخي برود الاعصاب ده ، اكيد عرفت ان محمد خرج مجاش في بالك هيعمل فينا ايه؟
سيد: ما تخدي كده يا حامد و استرجل شويه.
حامد: منك لله يااخي انت السبب في كل ده.
سيد: لا بقولك ايه كل حاجه حصلت انت عملتها بمزاجك و انت استفدت و يمكن اكتر مني كمان.
حامد: خلاص خلاص اسكت ، اتفضل قول هنعمل ايه؟
سيد: هنعمل ايه يعني ولا حاجه ، الواد من ساعه ما خرج و هو فاتح ورشه ابوه و معملش حاجه ،لما يبدا يتعوج هنبقي نعدله و يلا باه يا هندسه علشان ورانا شغل.
بعد عده ايام كانت مريم عائده من الصيدليه لكن كانت تشعر بخطوات احد خلفها و حاولت ان تسرع في خطاها حتي وصلت مدخل بيتها و هناك تفاجأت باحد يمسك يديها و يحاول ش*ل حركتها و زق*ها بشده ليلت*صق ظهرها بالحائط و بدا ان يل*مس جسدها بيده و يقب*لها و كانت تحاول مريم ان تصر*خ لكن كان يغل*ق فمها باحكا*م بيده الاخري و بعد دقايق وجدت عمها و ابنه امامها و مجرد ان لاحظ الولد وجود اشخاص هرب دون حتي ان يروا وجهه.
كانت مريم في حاله هستريه لكن عمها لم يشفع لحالتها ،حاولت ان تشرح له لكنه كل ما كان يدور في ذهنه ان هذا الشخص كان محمد و بدا ان يعلو صوته حتي خرج علي اثره جميع سكان العماره و بدا ان يطعن في شرفها و كانت مريم منهاره من العياط و لم تتحمل والده مريم نظرات الجيران و كلام عمها ففقدت وعيها سريعا ، صرخ *ت مريم و صعدت اليها سريعا و هاتفت اختها و زوجها ثم اتوا و نقلوها المستشفي.
*في المستشفي*
مريم: طمنا يا دكتور ماما عامله ايه؟
الدكتور: هي بس اعصابها كانت تعبانه و اخدت مهدا شويه هي بس هتبيت انهارده علشان نطمن عليها و باذن الله تبقي احسن.
مريم: شكرا يا دكتور
الدكتور: العفو ، و اه صحيح هي طلبت ان واحده اسمها مريم تدخلها.
حاولت مريم ان تستجمع قواها و دخلت لولدتها الغرفه.
شاديه: مريم انتي تكلمي نورا و تقوليلها اننا موافقين علي محمد.
مريم بدموع: والله العظيم يا ماما مكنش هو ، ده واحد معرفوش و كان ماشي ورايا و حاولت اصوت معرفتش.
شاديه و هي تحبس دموعها : ششششش متكمليش انتي بتشرحيلي !! هو انا معرفش بنتي يعني بس يا بنتي ما بيد الحيله ،عمك مش هيسيبنا في حالنا و انا مكنتش فاكره انه ممكن يوصل لدرجه انه يضحي بسمعه بنت اخوه اللي هي سمعته بس اقول ايه حسبي الله و نعم الوكيل.
باتت مريم مع والدتها و الدكتور كتبلها علي خروج الصبح ، وصلهم زوج اختها و كانت مريم لا تطيق وجودها في العماره و خصوصا بعد نظرات جيرانها الذين ذهبوا ليطمئنوا علي شاديه ، ظلت تكتم مريم نظرات من حولها و حاولت الا تشعر امها بذلك لانها تعلم ان هذا سيؤثر علي صحتها و عند اقرب فرصه استأذنت و ذهبت لنورا بيتها.
نورا: بجد يا مريم موافقه؟
مريم : ما انا حكيتلك يا نورا اللي حصل شايفه يعني ان في حل تاني ، انا بجد تايهه و كل حاجه داخله في بعض و من ساعه ما بابا مات و انا حاسه ان ضهري اتكسر و كله بياكل فيا.
نورا و هي تطبطب عليها: اهدي و باذن الله ربنا هيعوضك والله.
مريم: هو انتي اصلا يا نورا كلمتي محمد في الموضوع ده؟
نورا: الصراحه لا بس متقلقيش ابدا انا عارفه هيوافق ازاي.
مريم: بس يا نورا بالله عليكي متقوليش علي اخر موقف بتاع الولد الزباله ده علشان هبقي مكسوفه اوي منه و شكلي هيبقي وحش اوي قدامه .
نورا : حاضر وكفايه توتر باه و اضحكي و فرفشي كده يا عروسه.
مريم وهي تضحك بسخريه: عروسه!
نورا: اه عروسه و احلي عروسه كمان و هننزل نشتري فستان ابيض حلو لكتب الكتاب كمان و بعدين استعدي باه هتشوفيني و انا عماله فيها حماتك
ضحكوا الاتنين سويا لكن لن تدوم الضحكه بسبب دخول حسن .
حسن: يعني علشان تحلي مشكلتها تجزيه الح*يوان ده.
نورا بنرفزه: ايه اللي انت بتقوله ده ازاي تشتم اخوك كده.
تجاوز حسن كلمات امه و وجه كلامه لمريم
حسن: مريم اوعي تسمعي كلامها اوعي تتجوزيه.
مريم: اهدي بس يا حسن و محتجاك تثق فيا و في الاختيار ده ممكن يكون في حاجه مش فاهمها بس هتعرفها بعدين .
حسن: براحتك يا مريم بس افتكري اني حذرتك و انتي عارفه انتي ايه بالنسبالي و انا مش معاكي في اللي انتي هتعمليه.
نزلت مريم و معها نورا و قامت مريم للاشاره بتاكسي و ودعتها نورا و كانت معها اكل لمحمد فذهبت لشقته و كانت مليئه بالحماس لتفتح معه موضوع الجواز لكن كانت تعلم انها سوف تحتاج شيئا كبيرا لتؤثر عليه.
نورا: ازيك يا حبيبي ؟عامل ايه
محمد: الحمدلله اتفضلي يا ماما.
نورا : عملتلك باه المكرونه البشاميل اللي بتحبها .
محمد: تسلم ايدك يا ماما .
نورا و هي تجول نظرها في الشقه: بس ايه يا بني ده الشقه محتاجه ترويق جامد اوي.
محمد: هبقي انضَّف جزء جزء باذن الله لان مش فاضي انتي عارفه باه شغل الورشه و الحمدلله بدا يكون في شغل.
نورا: الحمدلله يا بني بس البيت يتروق علشان العروسه.
محمد باندهاش: عروسه!! عروسه مين.
نورا و هي تسحب ذراع محمد و تجعله يجلس علي الكرسي: مريم ،اقعد بس و انا هفهمك علي كل حاجه.
محمد و هو يجز علي اسنانه: اتفضلي يا ماما قولي.
نورا: البنت عندها مشاكل و بعد ما ابوها مات زي ما انت شوفت عمها مش سايبهم في حالهم و هي مش عارفه تاخد معاه حق ولا باطل و كان هيجبرها تتجوز ابنه وده الحل الوحيد انها تتجوزك السنه دي بس لحد ما تاخد حقها.
محمد: انا مش موافق طبعا علي الهبل ده ، انا مالي انا بكل ده .
همَّ محمد ان يقف لكن اوقفته نورا بكلامها: اللي انت متعرفوش يا محمد ان لولا مريم و ابوها و وقفتهم جنبا و انت في السج*ن مكناش عارفين ايه اللي هيحصلنا
عمرهم ما سبوني في ضيقه ، لما تعبت و روحت المستشفي علشان الورم اللي كان عندي كانت معايا و مسبتنيش لحظه سواء تحاليل او اشعه او في العمليه و لما كان يعجز معايا فلوس كان والدها الله يرحمه سداد ، لما عرفت مريم كان من اربع سنين و كان حسن لسه في ثانويه عامه لولاها و لولا شرحها و تعبها معاه مكنش وصل للكليه اللي بقي فيها و بقي في كليه صيدله .
محمد: يا امي مش هقدر .
نورا: لا هتقدر ، ما هو مش معقول بعد كل ده البنت هبقي شيفاها قدامي تايهه و خايفه و اقف اتفرج ، باذن الله الاسبوع اللي جاي هيخلص الاربعين بتاع والدها و بعده هنعمل كتب الكتاب علي ضيق و خلاص و انا هبقي اشوف حد يجي يروق الشقه دي باذن الله.
همت نورا من مقعدها سريعا قبل ان تنتهي حاله السرحان لمحمد .
نورا: انا همشي باه ، الف مبروك يا عريس ، و هربت سريعا قبل ان يرد عليها.
جرت الايام و نزلت نورا مع مريم لتشتري فستان بسيط لكتب الكتاب و حاولت نورا كثيرا قبل الذهاب ان تقنع محمد بالنزول معهم لكنه اصر علي البقاء.
مريم : هو محمد كويس ؟ اصل الصراحه توقعت انه ينزل معانا.
نورا بتردد : اه كويس يا حبيبتي هو بس وراه شغل كتير قبل كتب الكتاب بكره علشان يبقي فاضي ، بس سيبك انتي الفستان وانتي قيساه كان يجنن عليكي ربنا يهنيكي بي يا قمر.
مريم: و يخليكي لينا يارب .
و جاء اليوم المنتظر و تجهزت مريم و ارتدت فستانها الابيض الجميل ووضعت مكياج بسيط فكانت في غايه الجمال و كان معها في غرفتها اختها و كان في الخارج شاديه و الحاج سليم و ابنه الذين كانوا علي وجههم علامات الغضب و بعد قليل دق جرس الباب ليدخل محمد و نورا و شقيقتها الوحيده أمل ، جلسوا و قدمت شاديه لهم المشروبات و الجاتوه و كان بالداخل صوت اغاني ثم استأذنت نورا لتدخل لمريم.
نورا : ايه الجمال و الحلاوه دي ، ده انا اخاف علي محمد لان هيكون معاه القمر ده.
مريم بكسوف: انا خايفه اوي يا نورا ، حاسه ان كله مستنيني علي غلطه.
نورا: جمدي قلبك كده و والله العظيم محمد طيب متخفيش منه و بعدين انا معاكي و يلا باه علشان اتاخرنا علي المأذون.
خرجت مريم من الغرفه في وسط الزغاريط وورائها اختها و نورا و وقف محمد و فلم يستطع ان يبعد نظره عن مريم و هي بهذا الجمال و نورا جعلتها ان تجلس بجوار محمد .
نورا بصوت عالي: ايه رايك في الفستان و القمر اللي قاعده جنبك دي.
محمد بابتسامه خفيفه: حلوه ما شاء الله
كانت مريم تشعر بجمود مشاعره ، فهي تعلم انه ليس لديه مشاعر نحوها و لكن لا تتوقع الجمود هذا فبدات ان تخاف.
انتهي الماذون من كتب الكتاب و الدعا لهما ثم تعالت الزغاريط بعد ذلك .
الحاج سليم: مش هتبوس راس مراتك ولا ايه يا بني.
وقف محمد و امسك بيده وجهها و هي كانت متفاجاه من سرعه رد فعله و قام بتقبيل جبينها ، فاحست برجفه في جسدها و شعر هو الاخر بخجلها فابتعد عنها سريعا.
الحاج سليم بصوت خافت لابنه: بذمتك دول منظر الاتنين بيحبوا بعض ، اراهنك انها اللي عامله الموضوع ده كله و مش بعيد تكون عطته فلوس كمان .
امجد: عندك حق والله يا ابويا.
الحاج سليم : بس احنا هنبقي ندفعله اكتر.
و بعد ساعه انتهت الحفله و استعدت مريم للرحيل و معها اختها و عمرو زوجها.
مريم : انا هركب مع اختي و انتي يا نورا اركبي مع محمد و معاكي طنط.
نورا: لا لا مينفعش الكلام ده لازم تدخلي الشارع و انتي راكبه معاه وانا و امل هنركب مع اختك.
ركبوا جميعهم العربيات و انتظرت مريم و لكن خابت توقعتها ، ساد الصمت طوال الطريق حتي و صلوا للبيت و كانت اصوات العربيات عاليه و خرج علي اثرها الجيران من النوافذ و هذا من صنيع نورا لتقوم باشهار زواج ابنها.
كانت ندي تراهم من النافذه و تبكي و بعد دقائق وجدت هاتفها يرن.
ندي : الو
حامد: صوتك ماله؟
ندي : مفيش حاجه انا بس لسه صاحيه من النوم.
حامد : عرفتي ان محمد اتجوز؟
ندي : اه ما انا صحيت علي الزغاريط ، هو اتجوز مين؟
حامد : و احنا مالنا اتجوز مين حاجه متخصناش و لا انتي شايفه ايه؟
ندي بخنقه : اه صح عندك حق.
صعدت مريم المنزل مع محمد و معهم نورا .
نورا: بصي في اكل كتير في التلاجه تمام، و متقلقيش كده محمد طيب هو بس هتلاقيه ساكت مبيتكلمش كتير معلش و اه صح انتي اجازه اسبوع من الشغل و انا هشيل مكانك ثم ودعتها و ذهبت بعد ان وصّت محمد الا يتفوه بكلمات تحزن مريم.
محمد: اعتبري البيت بيتك و دي اوضتك ، و انا هدخل اوضتي و لو احتجتني حاجه ناديني.
مريم: محمد كنت عايزه اقولك شكرا.
محمد: لا شكر علي واجب و ده كان جميل علينا و لازم يترد ، ماما حكتلي علي كل اللي انتي عملتيه و والدك الله يرحمه و انا في السجن
كان يقول كلمته الاخيره و هو يفك ربطه عنقه كأن الكلمات كانت تخنقه.
مريم: يعني انت عملت كده علشان رد جميل!
محمد بسخريه :اومال علشان سواد عيونك ،تصبحي علي خير يا دكتوره.

تعليقات
إرسال تعليق