نهضت بتوجس و خوف من أن يعاني من نفس الصداع الذي يلزمها بكثرة هذه الأيام :
- عندك صداع طيب خد دوا لحسن الوجع يزيد انا متعودة اخد منه و هو مفيد اوي.
هرعت الى خزانتها تخرج علبة ما ف انتبه لها ادم و ضاقت عيناه يسألها :
- تبع ايه الدوا ده جبتيه منين ؟
ردت عليه ببساطة :
- كتبتهولي الدكتورة سلمى في الوصفة الطبية لما كنت بكشف في البلد مفيد لوجع الراس و التشنجات العضلية و كل حاجة.
خطف ادم العلبة من يدها يتفحصها ثم التف لها بحدة :
- وانتي بتاخدي الدوا ده عادي كده ؟
تعجبت من تحوله السريع و قالت :
- سلمى دكتورة و كتبتهولي بنفسها وهو نفس الدوا اللي ادتهولي الدكتورة اللي انا بتابع عندها حاليا بس مبستعملوش لأن القديم لسه مخلصش انا معملتش حاجة عشان تتعصب عليا.
تأفف ادم بضيق لأنه صرخ عليها و أحزنها لكن ظهور هذا الدواء فجأة أثار توجسه و يبدو انه يبالغ فما المشكلة فيه مادامت الطبيبة من وصفته لها ..... كاد يأخذ قرصا من العلبة لكن كلامها أوقفه :
- الصراحة لولا عمي مكنتش هعرف ادخل الدوا للبيت كان بيجيبهولي بالسر وهو الوحيد اللي عرف إني حامل وبعدها تيتا زهرة عرفت.
- نعم ؟
قالها بصدمة و اقترب منها اكثر :
- عرف قبل العيلة و دخل الدوا ازاي يعني ؟
يارا مبتسمة :
- سلمى ديه صاحبتي كانت بتبعت واحدة شغالة في الصيدلية تجيبلي اللي بحتاجه وكل مرة بلاقي صعوبة ف اني ادخله من غير محد ياخد باله و في يوم لقيت عمي داخل و شايل كيس معاه و استجوبني و قولتله اني حامل و خدت منه وعد ميعرفش حد ومن يومها بقى هو المسؤول عن انه يجيبلي العلاج و.....
صمتت يارا عندما سمعته يطلق ضحكة خفيفة فقضبت حاجبيها بتعجب :
- انت بتضحك ليه ؟
رفع ادم رأسه لفوق وهو يحاول كتم ضحكه :
- مفيش انا بس استغربت تصرفه يعني الكل كان عارف بحملك إلا انا فبضحك عشان السبب ده.
هزت رأسها و قالت :
- انا هدخل الحمام اعمل شاور ريحة المستشفيات خنقتني.
تابعها بصمت وهي تدلف ثم اطلق لفظا بذيئا و تمتم :
- غبية بلا عقل.
رفع العلبة يتفحصها بعين ثاقبة ثم فتح رف خزانتها ووجد علب كثيرة مثلها .... زفر بقوة و أخذهم ووضع مكانهم الأدوية الجديدة و أخفى الأخرى في جيبه و نزل الى الأسفل ، اتصل بالطبيب عادل من مركز التحاليل و أخبره أنه يود اجراء تحليل على عينة سيرسلها له و فعلا كان له ذلك ف المركز بعث أحد العمال على وعد بخروج النتائج بعد يومين.
________________________
يومان مرا عليه وهو ينتظر متى يصل الوقت الموعود على أحر من الجمر و أخيرا حل صباح ذلك اليوم و هاهو الآن يتوقف بسيارته امام المركز ، ترجل ادم منها و دخل بخطوات جعلها ثابتة رغم رغبته في الركض الآن و معرفة النتائج ، سيعلم اليوم ان كانت يارا حقا مريضة ام لا !!
دخل الى غرفة الطبيب و جلس أمامه و دخل في الموضوع مباشرة :
- النتيجة طلعت ؟
هز رأسه مجيبا :
- ايوة طلعو و كمان التحليل اللي انت عملته لمراتك من يومين نتيجته قدامي دلوقتي.
اعتدل في جلسته و رفع حاجباه بشدة :
- ايوة .... التحاليل بتقول ايه ؟
تنهد الطبيب عادل و عدل نظاراته على وجهه مغمغما بتركيز :
- التحليل الاول بيقول دم مراتك فيه مواد مخد*رة يعني التحاليل القديمة كانت صحيحة .... و التحليل التاني بيقول ان الأدوية اللي بتاخدهم زوجة حضرتك هي حبوب هلو*سة.
صوت ضربة قوية صدرت منه وهو يرفع يده و ينزلها على سطح المكتب في عن*ف صارخا :
- ال**** قدر يلعب صح ازاي انا مخدتش بالي ازااااي !!
تأهب الدكتور يترقب أفعاله و حاول تهدئته :
- اسمعني يا ادم حبوب الهلوسة محطوطة مكان حبوب غير و ديه جر*يمة في الحالة ديه احنا لازم نبلغ لأن ديه محاولة مباشرة لإتلاف عقل الشخص و قت*ل الجنين و انا دلوقتي مضطر اسألك انت هتبلغ ولا.....
قاطعه بعصبية و هو لا يرى شيئا بسببه غضبه :
- طبعا هبلغ انا عارف كويس مين اللي عمل كده في مراتي و هيندمو بس اولا عايز اعرف يارا هتتعالج ازاي و امتى لازم افهم التفاصيل لأن حالتها كل يوم بتسوء عن اليوم اللي قبله !
***** بعد ساعة.
كان في طريقه الى المنزل و شريط كلامه مع الطبيب يمر أمامه لم يجد فرصة للإ*نفجار و إلقاء كل ما تمسكه يده حيث ورده اتصال آخر من الضابط مروان و طلب مقابلته.
اغلق ادم الخط و حدث نفسه :
- النهارده يوم كشف الحقايق خلينا نشوف ايه الجر*يمة الجديدة اللي عملها عمي العزيز و ابنه.
بعد مدة كان يدخل لمكتب الضابط صافحه بجدية و جلس أمامه :
- انت قولتلي من يومين في موضوع عايز تكلمني فيه بخصوص علي و عمر الشافعي بعتقد انك اكتشفت بلاوي كتيرة عنهم صح ؟
رمقه بهدوء قائلا :
- فعلا يا بشمهندس ادم احنا اكتشفنا بلاوي و بما انك اتعاونت معانا كتير من حقك تعرف.
طرق الباب فجأة و دخل ادهم ألقى التحية العسكرية و بادله مروان اياها ب احترام بينما ينقل ادم نظراته بينهما حتى تحدث :
- ادهم ممكن افهم ايه اللي بيحصل هنا و ايه اللي جابك اعتقد انك قولت من قبل ان الجهات العليا رفضو تدخلك في القضية.
طالعه الآخر بنظرات صامتة ثابتة فلقد طلبه الضابط مروان خصيصا لكي يسيطر على ادم بعدما يكشف جرا*ئم عمه و يشك في ذلك لان ما سوف يعرفه بعد دقائق قادر على جعله يحرق علي و عمر وهما حيان !
تنحنح مروان و تكلم :
- بغض النظر عن اختلاس عمر و علي الشافعي لأموال الشركة و استبدال مواد البناء بمواد منتهية الصلاحية اكتشفنا انهم بيتعاملو مع جماعات مشبو*هة يعني هما بيتاجرو بالأسل*حة و الممنو*عات.
لم يبدو على ادم الصدمة و الدهشة على عكس كان متوقعا لهذا الأمر و كأن نجا*سة الدنيا أصبحت قليلة على وصفهما .... تابع مروان بحذر وقد انتبه لتلميحات ادهم وهو يقف أمام ابن عمه مباشرة :
- عايزك تهدى عشان نعرف تشتغل مع بعض زي زمان اي تصرف عدو*اني و متسرع ممكن يكلفنا كتير يا بشمهندس.
- كمل.
همس بها ادم وهو على وشك الإ*نفجار ليهتف الآخر بصلابة :
- احنا لقينا الراجل اللي كان بيسوق الشاحنة اللي خبطت في عربيتك من كام شهر و اعترفلنا انها كانت محاولة قت*ل و علي هو اللي كلفه يعمل كده و كلفه كمان بجريمة قت*ل تانية ..... وفا*ة عمك أحمد الشافعي كان حاد*ث مدبر و علي هو المسؤول عن مو*ته !!!

تعليقات
إرسال تعليق