القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية واصية واجبة التنفيذ الفصل السابع عشر


 


صفعة جديدة تناولتها دون رحمة، و كأن القدر يريد فتح دفاتر الماضى  جديد، تتوالى الصدمات و لا أحد يتأثر سواها، أتقص صفحات الماضى من جديد ؟ أتفتح ما حاولت قفله، لا تسطيع تبرير عاقبة ذاك الأمر و كذلك شُتات الماضى المتناثر، تهرب منه و لكنه يترواح فى المجئ، نظرت ل مروان بصدمة و عبراتها تنهمر بدون وعي، و بدأت الذكريات فى العودة و بدأت تلك الدفاتر تُفتح من جديد، ترتعش يداها و هى تنظر له، و كذلك قدماها و لا تستطيع الحركة، وضعت يداها على أذنيها و هى تصرخ و لا تود التحدث، بات تلك الذكريات تلاحق عقلها، تسارعت الكلمات داخلها و هى تخرج بدون وعي :

- لا ... لا متقتلهوش، سيبه و مش عايزة يحصله حاجة، لا ...لا ..متعملش كدة، سيبه يعيش .


علامات الإستفهام تحول داخل عقله، و بعض الأمور لا تبدو واضحة، اقترب منها و هو يحاوطها بيده و يحاول تهدئتها، بس فترة تهدئتها و لكن الصمت مرسوم على ملامحها، و حالة الجمود على وجهها، عبرات تهبط و بدون دراية، مسح عبراتها بأنامله بحنان و أردف و هى يبتسم لها :

- هديتي  .


حركت رأسها بهدوء و هى الآن فى حالة أشبه بالصدمة، نظرت له و عيناها متعلقة به قائلة : 

- مش عايز تعرف أية إلِ حصل ؟


شعلة الفضول تغمر عيناه و نطق بهدوء :

- بصراحة اة، بس لو مش حاجة خلاص عشان متتعبيش .


اعتدلت فى جلستها و هى تنظر لها و تحاول كتم إنهيارها أمامه، جمعت ذلك الحديث و تحدثت و هى تحاول إخراج صوتها الذى ظهر و كأنه مجروح : 

- هحكيلك كل حاجة، خلاص لازم تعرف .


نظر لها بإنصات فتحدثت هى قائلة :

- من ٦ سنين، كنت أنا و بابا خارجين، و بعدين حسينا أن فى عربية قدامنا و عربية ورانا، اتجاهلنا الموضوع دة، بس لقينا العربيتين، واحدة وقفت قدامنا و الثانية واقفة ورانا، نظر اتنين منها و كتفونا و احنا بنحاول نفك منهم و مش عارفين، و ودونا فى منطقة مقطوعة و نزلزنا و كنا متكتفين على الأرض ...


صمتت قليلا و عاودت البكاء مرة آخرى، و لكن تلك المرة شدد من احتضنها و هو يردد بحنان :

- هش ..... أهدي، فى الوقت إلِ هتعوزي تكملي فيه أنا موجود و معاكِ، يمكن متعيطيش .


مسحت دموعها بشجاعة و أكملت بهدوء :

- كان رابطنا و لابس حاجة على وشه، مشفتهوش خالص، مفيش حتى علامة تميزة، قال لبابا يطلق ماما و دة الشرط بتاعه عشان يسبنا، و هدد بابا بيا و أخواتي، بابا رفض و خلاه مُصر على قراره، بس لقيت الشخص دة اتعصب جامد، و طلع المسدس و هيقتله، أترجيته... بس هو كان رافض، و لما بابا قال كلمته النهائية و أنه مش هيطلقها، ضربه بالنار، ضربه بالنار قدامي و مقدرتش أعمل حاجة، ك..كنت، عاجزة .


لوهلة تبدلت ملامحه للصدمة و هو لا يعلم ماذا يفعل ؟ حسم أمره بأن يهدأ قليلا و يحاول تهدئتها قليلا، بعد قليل... شعر بإنتظام أنفاسها، فتأكد أنها نائمة بالفعل، حملها و توجه بها إلى سريرها، و خرج من تلك الغرفة و هو شارد يجمع أفكاره، أيعقل أن ما قالته صحيح ؟ أم أنها تظن شئ آخر ؟ يبدو أن بعض النقاط مخفية لا تود الإفصاح عنها، و كذلك تلك الخيوط الدفينة التى ظلت عائق دائما، و لكن هل يود القدر أن يفصح عن هوية شخص جديد ؟ أم أن ذاك الشخص مستكين معهم، قادته قدماه حيث مكان زوجة عمه، طرق الباب و على حين ما استمع بأنها تسمح له بالدخول دخل و هو يبتسم بهدوء، تغيرت ملامحها للإستغراب الشديد و لا تعرف ماذا يفعل هنا ؟ ليس من عادته القدوم، تقدم منها و جلس على الكرسي المقابل للسرير و هو يبتسم قائلا : 

- عارف أنك مستغربة أني جيت،  و كمان عاوزة تسألي أنا جيت لية! واضحة فى عينك .


حركت رأسها لهدوء فإكمل هو حديثه : 

- عمي محمد، مات فى حادثة ازاى؟! و ياريت تأجبيني بكل صراحة .


تبدلت ملامحها فى لمح البصر، و تجمعت تلك العبرات فى مقلتايها، و هى لا تدري ماذا تقول ؟! استجمعت شجاعتها قائلة :

- أنا هقولك على كل حاجة عايز تعرفها .


Fadwa khaled. 


__________________________  


فى بيت خالتها ......تجلس بكبرياء على خلاف عاداتها، تشعر بأن ألم الفراق ينهش قلبها، لكن .... الكبرياء هو الأهم، أردفت خالتها بهدوء لتزيل حالة التوتر تلك :

- بقولك يا نسمة، دا حسام أبني جاي الن .......


لم تكمل الجملة حين قطعتها  نسمة قائلة بصرامة :

- خالتو، أنا جاية لحضرتك مش جاية لحسام، و كُنت عايزاكِ أنتِ و ماما فى موضوع، يا ريت بقا تسمعوني كويس .


أنصتت لها خالتها، و أمها رغم استغرابها الشديد من عدم التلميح لها بالحديث، فأكملت هى : 

- بصوا أنا قولت أقولكم أنتوا الاتنين مع بعض، أنا هشتغل فى أمريكا، جالي عقد عمل هناك حلو، و عاية كمان أعمل الماجستير و الدكتوراة هناك .


طالعتها و الدتها بصدمة قائلة بحدة : 

- لا يعني لا .


تنهدت بملل و هى تحاول كتم أعصابها : 

- ماما، بالله عليكِ عايزة أسافر .


" مين عايز يسافر "

أردف بتلك الجملة حسام من خلفها، دقات قلبها بدأت تعلو، و لكن العقل الذى غلب تلك المرة، التفت له قائلة بهدوء :

- أنا عايزة أسافر و مش راضين يسفروني .


انكمشت ملامحه للإستغراب قائلا : 

- تسافري؟ و أنتِ لوحدك؟ خالتو عندها حق .


نظرت له ببرود قائلة : 

- إن شاء الله هسافر يوم الخميس، يعني بعد يومين، و آسفه مش هكمل هنا فى مصر، أنا هكمل برة .


ضحك حسام و هو يقول :

- أية يا دكتورة، عايزة تسافري أمريكا و تتغري علينا، خلاص يا خالتو سيبيها تعتمد على نفسها .


أردفت والدتها و ملامح الحزن محتلة تقسيمات وجهها : 

- هتسيبيني يا نسمة، و هتسافري بعيد عني، لية كدة يا بنتي؟ لية عاوز توجعي قلبي؟


احتضنتها بحنان قائلة :

- مش هبعد عنك متخافيش، أنا هقعد فترة هناك أعمل الماجستير و الدكتوراة و آجي هنا مصر .


و أكملت بمزاح :

- و بعدين يا أنا قاعدة على قلبك، و مربعة كمان، و النت ما شاء الله مقرب المسافات و مقرب كل حاجة،  كل عشر دقايق هتصل عليكِ و أكلمك، متزعليش بقا يا ست ماما .


رسمت والدتها شبح الإبتسامة و هى تعلم بأن ابنتها ما هى سوى مجروحة مما حدث، تنهدت و هى تحاول الإصغاء لأمرها، و فى النهاية وافقت .


Fadwa khaled .


_________________________


يريد أن يكفر غن ذنبه و لكن لا يدري كيف؟ كيف يسامحه البشر على ما ارتكبه ؟ فى بداية الأمر ظهر ليأخذ كل أموال العائلة، و استغل خديجة كواحدة من الناس الأغنياء، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وقع أسير فى حبها، حاول التخلص من ذاك الحب و لكن بدون فائدة، كان يظن أنه يعشق صفية، و كأنها تلك الجوهرة المستكينة فى قلبه، و لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، أنه يعشق خديجة و لا يعشق سواها، فى بداية الأمر حسم أمره بأن يحب صفية، و هو السبب فى مقتل زوجها، و لكن ذاك الزمن قد تغير كثيرًا، ليردد تلك الكلمات التى كانت بمثابة قوى الإفاقه لديه، هبط إلى الاسفل وجد ليلى و سارة و ملك يتسامرون كالعادة، نظر مطولا ليلى و سارة، و شعور التأنيب يظهر على عاتقه و كأن الحزن لم يكن إلا له، ابتسم بسخرية على ما فعل، هو الآن يجلس وسط عائلة متدمرة بسببه، آفاق على صوت ملك القائل بحماسة : 

- أية يا مصطفى، مش هتخرجنا ولا أية ؟ عايزين نعمل فرح للواد ابنك، عايزة أخلص .


ضحك على ما قالت، فابتسمت هى و أكملت : 

- اهوة جيه اهوة، يلا ربنا يجمع جوزينا فى الحلال، و أخد الاوضة أكيد يعني .


أردفت الجملة الآخيرة بهمس لنفسها، فسارع هو بالتحدث بملل : 

- مش هتأخدي الأوضة؛ عشان ببساطة مش همشي و هخليني فوق دماغك .


أنهى تلك الجملة بإبتسامة استفزاز، فسارعت هى التحدث : 

- يا عم هطلعك منها، عشان بصراحة أوضتي صغيرة، و أنا عايزة أوضة برحة كدة .


نظر لها بملل كالعادة، فاستمعت هى لرنين الهاتف، أمسكت هاتفها بصدمة قائلة :

- أية دة، التليفون بيرن .


نظر الجميع لها بصدمة تلك المجنونة، بينما هى انتفضت من مكانها بفرحة و هى تخرج للخارج، فتحت الهاتف لتتحدث مع ذاك، و لكنها استمعت لصوت غريب قائلا بخبث : 

- متعرفيش أن ممكن أبوكِ يكون هو القاتل لخالك، لو مش مصدقة ممكن تروحي تشوفي كدة الفيديو إلِ فى المكتب .


قُطع الخط و تبدلت ملامحها فى ثواني، انطفئت بين ثانية و آخرى، نظر لها أحمد بصدمة من تغيرها الواضح، بينما هى وقع الهاتف من يدها و لم تستطع التحمل أكثر من تلك الصدمة، فاستسلمت للظلام الحالك .


Fadwa khaled. 


___________________________


جلست أمامه و هى تحدثه بهدوء قائلة : 

- لليوم دة بالذات، كان فى إحساس غريب، حاسة ان قلبي وجعني، لقيت محمد بيقول أنه هيروح الشركة زي كل يوم، و المرة دي العربية بتاعة ريم كانت عطلانة، أضطرت تروح معاه، و غير كدة معرفش، ريم طول الوقت ساكتة، و الكل بيقول حادثة، و انة مكنتش فاهمة حاجة، لقيت مدحت جاي و بكل بجاحة بيقولي أنه إلِ قتله و أني ملكه، اللحظة دي طانت صدمة بالنسبة ليا، غير ريم إلِ معرفش أية إلِ حصلها، كانت شقية جدًا أكثر من ملك و ليلى، و بتحب الهزار بشكل كبير، و فى الوقت دة حاولنا أننا نطلع من الحال دة، و خديجة جت نقلت جنبنا عشان كدة العلاقة ما بينا كويسة، بس للأسف مش عارفين نأخد حقه، و لا اقدر أقول كلمة، ولا حتى قدرت أرجع ريم، مقدرتش أعمل حاجة فى حياتي، و دة كله عشان نصيب مليش فيه .


أنهت جملتها و هى تبكي و لا تستطيع التوقف عن البكاء، أردف مروان بهدوء : 

" الحذر لا يمنع القدر " دا قدر و كان مكتوب و لازم نكون مؤمنين بدة كويس، إلِ حصل ملكيش ذنب فيه، بس لازم نلاقى دليل و أوعدك مش هخلي حاحة تمس ريم، و هعرف أقبض على مدحت، أوعدك .


خرج من الغرفة و هو يفكر الآن فى ماذا سيفعل ؟ هبط للأسفل فى وقت سقوط ملك، تقدم الجميع منها و هم يحاولون إفاقتها، بعد العديد من المحاولات افاقت و هى تشعر بأنها ليست بخير، نظرت لوالدها بحزن و هى لا تصدق عقلها على ما يُقال .


أسندتها هند و هى تتوجه بها إلى غرفتها، حاول الجميع الحاق بها، و لكنها رفضت إلا هند، إدخلتها هند إلى غرفتها و من ثم فاض بها الآمر، لم تحتمل أكثر من ذاك، جلستعلى السرير و هى تبكى بحرقة تحت عيون هند المستغربة، باتت تلك المشاعر الغير مرضية تسلل إلى قلبها، اقتربت هند منه بهدوء و هى تمسح دموعها قائلة :

- مالك يا ملك ؟


نظرت لها و هى لا تعلم ماذا تفعل ؟ أتخبرها بتلك الحقيقة، أم تكتم داخلها ؟ تلك الأمور باتت و نازالت غير واضحة، تحاول الإيضاح لعقلها بأن ذاك باطل، و أنه ليس من الممكن فعل ذلك، يبدو أن بعد الحقائق مخفية، احتضنتها هند و هى تحاول أن تهدئها، حتى هدئت قليلا، و لكن استمعت لرنين هاتفها، و لكن تلك المرة أغلقته .


Fadwa khaled. 


_________________________


يشعر بأن الدنيا ليست لها قيمة بدونها، و أن ما يتمناه لا يمكن أن يحدث، لا يعلم ماذا يفعل حيال ذلك الأمر، نفض كل تلك الأفكار من عفله رغم ذاك الصراع المستمر دائمًا، و أمسك هاتفه بكل برود و هو يهاتف أحدهم : 

- عايز رقم ملك العُمري فى نص ساعة .


أغلق الهاتف،  و هو يخرج إلى الخارج، اعترض طريقه والده قائلا : 

- رايح فين ؟


نظر فى ساعته ببرود و خرج دون أن يجيب، ثواني و توجهة إلى سيارته بسرعة و بسرعة البرق ذهب للكريق المطلوب، هبط من سياراته و قابل أحدهما، أعطاه أوراق خاصة .


نظر له بهدوء و من ثم عاود إلى المنزل، التقط هاتفه و بدأ يتصل عليها و لكن دون نتيجة، بينما هى كانت تستمع لصوت رنين الهاتف و تشعر بالخوف الشديد، لحين سئمت من ذلك، فتحت الهاتف و هى تتحدث بغضب :

- أقسم بالله لو مبطلتش اتصالات، لأكون قاتلك، كل إلِ بتقول كذب و مفيش حاجة حصلت، مقتلش حاجة أنتَ كذاب، بابا مقتلش .


نظر أمامه بصدمة، و هو لا يعرف ماذا يفعل ؟ صارت تلك الفتاة مثلهم، و هى كانت تتقن ذاك الدور ببراعة، أيعقل أن ذاك وهمٌ من صنعها .


Fadwa khaled. 

_________________________


صرخات مداوية فى القصر احتلت مسامعهم، صعد مروان بسرعة إلى غرفة ريم، فلم يكن ذاك إلا صوتها، نظر لها ببرهة بصدمة، و تلك الدماء التى حولها .

بينما نظرت هند لها و اختل توازنها و .....



الغصل الثامن عشر من هنا

تعليقات

التنقل السريع