القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية واصية واجبة التنفيذ الفصل الحادي عشر والاخير


 


حرك مدحت المسدس و هو يوجهه فى اتجاه ملك التى كانت تنظر لعمار و لا تراه، بينما مصطفى كان يقف على بعد هو الآخر و يمسك مسدس و مصوب على عمار، دفعت ملك عمار فى لحظة إطلاق الأثنان للطلقات، فتحت عيناها و هى تنظر له بلهفة من أن يكون أصابه شئ قائلة بخوف : 

- أنتَ كويس ؟


حرك رأسه و هو يرى أنه بخير و سرعان ما استكانت عيناها على والدها الذى على الأرض، ركضت له بصراخ و هى تحاول إفقاقته : 

- بابا ...رد عليا .. أكيد مش هيحصلك حاجة، فتح عينك أرجوك ما تسبنيش .... و تمشي، أرجوك .. بابا .


بينما وجه عمار عيناه الناحية الآخرى ليستكين نظره على والده المصاب، تقدم منه و هو يفحص تنفسه و لكن قد فات الآوان .. فقد فارق الحياة، أغمض عيناه بتألم، فمهما حدث يبقى هو والده .


فى تلك اللحظة كان الجميع قادم، نظرت له خديجة بصدمة و هى لا تبدي أي ردة فعل، بينما سارع سامر و أحمد و هما يحاولان إفقاقته، أردفت ملك ببكاء شديد و هى تهزه هزات متتالية و لا تعي ما تفعله مرددة : 

- أصحى ؟ أصحى متسيلنيش و أرجوك أصحى، أنا مليش غيرك أرجوك، أرجوك .


أمسكت يداه و هى تبكي لتشعر بيده الآخرى على رأسها و هو يبتسم لها و يقول فى صوت خافت : 

- مستحقش .. منك كدة ..كل إلِ سمعتيه صح، و الفيديو صح أنا قتلته، أنا مستحقش أنك تبكي عليا .


أغمض عيناه فى ثانية و فارق هو الأخر الحياة، بينما هى تنظر له و لا تعي شئ عن ذاك الذى حدث منذ قليل، تلك الحقيقة المخبته كُشفت بين دقيقة و آخرى، تجمدت مكانها و هى تراقب سيارة الإسعاف و هى تصل لكي تأخذه للمشفي، جلست مكانها و هى تبكي لا تعلم أتبكي على وفاته بتلك الطريقة أم تبكي على إعترافه بأنه هو القاتل، شعرت بيد على كتفها، لتنظر له لتجده عمار .


بعد يوم .. تمر مراسم الوفاة على حالة من الحزن، و الجميع قد استمع لتلك الحقائق الخفية عن مدحت و مصطفى، تجمدت خديجة و هى تستمع لذاك الحديث من الجميع حتى استسلمت للظلام الحالك، كل منهم تغيرت حالته و لا أحد يدري ما يجب أن يحدث بعد، بينما صادف عمار والدته التي ابتسمت له و سرعان ما تذكرها، نظر لها و الدموع تتجمع فى عيناه، بينما هى تحرك رأسها بأنها نعم هى والدته، طالعها بصدمة و أفاق على صوت مروان الذى حمحم بهدوء :

- يمكن تيجي معايا شوية، هفهمك كل حاجة .


توجهوا إلى غرفة هادئة، فأردف مروان بهدوء : 

- دي والدتك .....


كان يقاطع حديثه فتحدث مروان هو : 

- أهدي و هفهمك كل حاجة، كل إلِ شوفته و أنتَ صغير كان صح، و مفيش حاجة غلط فيه بخلاف أن القاتل إلِ بتقول عليه من العيلة مش قاتل بس منفذ .


تقاربت ملامحه للإستغراب فتحدث مروان، أقعد و أنا هفهمك، جلس لينظر له بتنهيدة قائلا : 

- اليوم دة أنتَ مشفتش مين إلِ بيقتل و أنا عارف كدة بس شوفت مقنع ، والدتك يومها اتصابت زي ما شوفت، لكن والدي و جدي عرفوا يأخدوها عشان يعالجوها، و يومها خلوا شخص يوهمك أنها ماتت، عارف أنك عيشت حياة صعبة مع مدحت بس كان لازم أعرفك دة .


نهض و هو يحاول التحكم فى أعصابه و سرعان ما كسر تلك المعدات التى أمامه بغضب و هو يصرخ بغضب : 

- لا بجد ! جاي بكل بساطة تقولي كدة، مش عارف كنت هقولك أية لو مقلتليش، والدتي عايشة و مفيش إنتقام، و بأذي كل إلِ حواليا، أنتَ مش عارف عانيت ازاى فى حياتي، و كل يوم لازم أتألم على إلِ حصل و أني المذنب، مجربتش شعور و أنتَ طفل و تصحي تلاقي نفسك من غير حد أدامك، عارف الشعور دة .


حاول تهدئته و لكنه خرج بسرعة و هو يشعر بالغضب الشديد و يشعر بأنه سيصير له شئ، رمق والدته بنظرة غريبة و هو لا يريد أن يفهقه عن تلك الاقاويل .


جلست والدته على أقرب كرسي و هى تبكي بحرقة و لا تشعر سوى بالخسارة، خرج مروان ليطالعها بحزن و هو لا يعرف ماذا سيقول حيال ذاك الأمر، جلس بجانبها و هو يتنهد بتفائل قائلا :

- متخافيش هيرجع ليكِ تاني .


أخذت تبكي و هى تناجي الله بأن يصلح حالها و يعود لها ابنها بعد تلك الحرقة التي داهمتها .


Fadwa khaled. 

___________________________


نهض من مكانه ليجد ريم تبكي و ذاك الحُزن يُداهمها، تقدم منها و هو مستند على ركبتيه و يمسح عبراتها بحنان مرددًا : 

- متعيطيش تاني عشان عيونك، تمام .


كادت تتحدث ليخبرها هو بهدوء :

- هش .. عرفت أن دي كلها رسايل تهديد كانت بتيجي ليكِ، و عرفت كل حاجة .


سارعت لإحتضانه بسرعة، فشدد هو من احتضانها هامسًا :

- بس يا حبيبتي، متزعليش .


أردفت ببكاء :

- مش عارفة لية كدة ؟! لية الحياة مأزمة معايا ؟ كل مرة يحصلي حاجة أوحش من إلِ قبلها، و هى فترة و هتسيبني زيهم .


أخرجها من أحضانه و هو يمسح دموعها قائلا : 

- مين قالك الكلام دة، بس على العموم أنا مبحبكيش .


تبدلت ملامحا للحزن الشديد و التفتت لتذهب فأمسك هو بيدها قائلا : 

- بعشقك .


التفتت لتبتسم له بحب و سارعات هى بالإعتراف :

- و أنا بموت فيك .


احتضنها و هو يشدد احتضانها، و ها قد أزيح ذاك الحاجز الجليدي المعتصر بينهم .


Fadwa khaled. 

_____________________________


سندت سارة والدتها التى تحاول الصمود و لكن يبدو أنها من أكثر الخاسرين، صدمة أن زوجها قتل من مصطفى الذى كان بمثابة صديق لها فى أيام الجامعة، حاولت الصمود و الهدوء قليلا لترتاح من تلك الأفكار المشتتة، بينما طالعت سارة الحالة حولها، ف ليلى تبكي فى أحضان يوسف و هى ترتجف من تلك المواقف الحادثة، و عمر يقف بجوار أمه التى لا تصدق هى الأخرى، و الوضع متأزم لحد كبير، خرجت إلى الخارج و هى تحاول الصمود قليلا أمام الجميع، شعرت بيد على كتفها لتستدير لتجد عمر، ابتسم له بهدوء لتجده فتح ذراعيها ليضمها، اتجهت إلية و احتضنته و سرعان ما استمعت له حينما تحدث :

- بحبك .


فتحت عيناها بصدمة و هى لا تصدق ماذا يقول ؟ فابتسم هو و هو يكمل : 

- من أول ما شوفتك من و أنتِ صغيرة كدة و أنا بحبك، بس لما مشيتِ و سيبتيني و رجعتي تاني، خوفت لأخسرك، بس كان لازم خلاص أظهر و أقولك كدة، الحياة من غيرك بتبقى صعبة، بالرغم من أنه شهر بس إلِ كنتِ موجودة فيه، و بالرغم من كمية الحوادث الكتير دي بس بردوة بحبك، بحبك أكتر من نفسي .


ابتسمت له و تقول بخجل : 

- و أنا كمان بحبك .


" من يدري، لعل الله يخرج فى طريقك شخصًا لم يكن فى الحسبان،  يخلق لك الراحة و تستكين بمعاشرته، تتهيئ الأزمان لكما، و يظل الحب بينكما "


Fadwa khaled. 

_____________________________


شعور أحمد بالخذلان جعله يجلس وحيدًا و هو لا يصدق كيف تغير الحال فى ثواني معدودة ، شعر بشئ بجواره التفتت ليجد هند ممسكة بكأس من القهوة، أخذه منها فهو كان يحتاج لذلك حقا، جلست بجواره لتبتسم هى قائلة :

- فى حاجات كتير فى خيلتنا مبنكتش متوقعينها بس بتحصل .


نظر لها بشرود قائلا : 

- للأسف الصفعة لما بتبقى من أقرب الناس بتبقى أقوى .


تنهدت و هى تتحدث :

- عارفة أنه بيبقى صعب بس لازم أن احنا نحاول نهون على نفسنا، لازم منزعلش أوى عشان منتهبش، لازم نعرف أن كل حاجة و ليها قدرها، و منطولش أوي عشان الحزن غلط، احنا هنا و احنا عارفين أن الدنيا هتبقى معاندة معانا، بس عارفين أن احنا لازم نصبر، لازم نثبت أن احنا أقوياء مش ضعفاء، و أن احنا هنقدر نكمل، و أن الحياة دي عبارة عن لقطة و لو غمضت عينك هتحس أن خلاص عدا كام سنة فى لمح البصر، محتاج بس تهدى و تظبط أفكارك .


أنهت كلامها و هى تنهض لتذهب و لكنه مسك يدها و ينظر لها بحب :

- شكرًا .


ابتسمت له و هى ترحل و تتركه مع أفكاره  المشتتة .


Fadwa khaled. 

________________________________


* بعد عام *


يمر اليوم بعد اليوم حتى تحول لعام ... يحاول الجميع الإنصات لتلك الحقائق، و ترك الماضي و لكن الحزن يتملك القصر، و لكن ذاك الطفل الذى يدعي زياد صاحب الشهران كان بمثابة فرحة لذاك القصر بإعتباره أول حفيد لتلك العائلة، بالإضافة إلى سارة و ليلى اللتان قريبًا سيرزقان بمولدهما الأول، نسوا تلك الوصية التى كانت هى السبب فى تجمعهم، استمعوا لصوت طرقات على الباب عقبها دخول المحامي، نظر مروان للمحامي بإستغراب  و من ثم أردف : 

- فى حاجة ولا أية ؟


ابتسم هو ينظر لهم بهدوء :

- لقيتكم عديتوا فترة بعد سنة، و حبيت أقولكم أن فى جزء من الوصية لازم يتنفذ .


طالعه مروان بضحك : 

- جزء من الوصية أية ؟ خلاص بقا، مش عايزين الفلوس، مش شايف ريم ما شاء الله معاها زياد، و سارة و ليلى الاتنين حامل، و خلاص نسينان الوصية .


ضحك المحامي و هو يتحدث : 

- بس لسة الوصية ما أكتملتش .


فتح الجميع أعينهم بصدمة و من ثم أردف ليلى بدراما : 

- أبوس إيدك ما تقول مصايب تاني، كفاية إلِ فيا .


بينما ردت سارة : 

- لا .. مش عايزة أسمع، كفاية صدمات. 


جلس بملل و هو يخرج الأوراق، فأردفت خديجة : 

- هو فى أية بالضبط .


أخرج ورقة و أعطاها لمروان، نظر لها بإستغراب قائلا : 

- أية دة .


نهض المحامي و هو يتوجه للباب : 

- دي حاجة من الوصية المفروض جدكم سايبها ليكم بس بعد سنة، و ياريت تقرأوها .


خرج المحامي بينما فتح مروان الظرف، أردفت ريم بإستغراب : 

- أية دة يا مروان. 


فتحه و هو يقول : 

- اقعدوا هقرأه .


اجتمع الجميع حوله،  ففتح الظرف و هو يقرأ المضمون " قولت أكتب عادي ليكم كفاية ألغاز و غموض، عارف أنكم دلوقتي أكيد مرتوا بكتير و أحداث كتير،  و عارف بردوة أنكم حبيتوا بعض "


فى تلك اللحظة نظر الجميع لبعضهم ببسمة حب صافى، فأكمل مروان " عارف يا مروان أنت حفيدي الأول إل مغلبني، متأكد أنك كنت عاوز تنتقم مني، متأكد خالص، و البت ريم بنت حلال معشرتهاش كتير بس قمر من الصور إلِ كنت بشوفها "


ابتسمت ريم على ذاك الحديث " و عمر ما عرفش حسيت أن البت سارة دي إلِ هتربيه، بصراحة يستاهل، خليه يخف شوية، الواد قارفني، و الثنائى المجنون كانت بصراحة فكرة جامدة، هما الاتنين أكيد ضحكة البيت، عارف أنهم مجانين بس خليهم يفرحوكم كدة، و أحمد و سامر و ملك و خديجة و سعاد و صفية أتمنى تبقى حياتكم كويسة طول العمر، عارف أن الفرحة هتملى قلبكم و أتمنى كدة علطول، عايز أقولكم أن الوصية دي قولتها و خليتها واجبة عليكم؛ لأن لو قولتها و خلاص ممكن ماتكونوش نفذتوها، بس دلوقتي أقدر أقول أن أنا هبقي ميت و أنا مرتاح، مرتاح أنكم بقيتوا كويسين و حلوين مع بعض، و تبقوا سند لبعض طول الوقت، بحبكم جدًا " 


أنهى تلك الرسالة، ليطالعه الكثير بفرحة، استمعوا فجأة لصوت سامر الذى يركض بسرعة قائلا بفرحة : 

- هدخل هندسة أخيرًا، هبقا مهندس يا نااااس، هبقى مهندس،  افرحولي نجحت .


بدأت التهاني له و الجميع فرح لأمره، بينما وقف أحمد مرة واحدة و هو ممسك بيد هند قائلا : 

- احم .. بما أن فى فرحة بجد بقا، خلوها فرحتين، فرحة المهندس سامر العُمري، و فرحة جوازي أنا و هند، بقالي سنة يا عالم خاطبها، كتير و الله .


صفرت ملك بحماس و هى تتحدث :

- يا أحمد يا جامد، أخيرا يا ياض نطقت، دي البت خللت جمبك .


 ضحك بغيظ مكبوت قائلا :

- لولا أني فرحان و مبسوط كنت هرد عليكِ .


أدارت وجهها و هى تقلده بتذمر، بينما أردف مروان : 

- فى فردين هيخشوا العيلة معانا .


نظرت له ملك بفضول قائلة : 

- مين يا مروان ؟ هتجيب نونو تاني ألعب بيه .


ضحك بسخرية و هو يطالعها بيأس مجيب :

- لا يا أختي، سيادتك إلِ هتجيبِ بعيد عني، بصي وراكِ كدة .


التفتت لتجد عمار راكعًا على قدميه و هو يمد يده بالخاتم، صرخت و هى تقفز على الأريكة بخوف : 

- يا نهارك أسود، أنتَ قلبت علاء الدنيا ولا أية ؟


ضرب أحمد على جبهته قائلا بيأس : 

- معلش يا بني، مجنونة بقا، قولتلك أجوزك ست ستها بس مرضتش .


نظرت له ملك بشر و هى تتحدث :

- يتجوز مين ؟ دا أنا أقتلكم أنتو الإتنين .


نهض عمار و هو ينظر لمروان بيأس قائلا : 

- حرام عليك يا عم، دبستني فيها، يلا ملناش غير بعض .


نظر لها و هو يحمحم : 

- احم.. احم.. عارف أنك مش هتيجي غير بالطريقة دى، بصي يا ملك يا أختي، تتجوزيني و أفتحلك مشروع الكتاكيت بتاعك .


جلست على الكرسي بإنشكاح قائلة : 

- إذا كان كدة ماشى، كله إلا مشروع الكتاكيت بتاعي .


نظر لهة أحمد و هو يكاد يصاب بالشلل، بينما هى نظر له ببراءة : 

- أية مشروع الكتاكيت .


ركضت بسرعة و هى تحاول أن لا يلحق بها و وقفت قائلة بصوت عالي :

- و الله لأفركشلك الجوازة بتاعتك يا عدو النجاح، بكرة لما تشوف صور الكتاكيت بتاعتي منتشرة فى كل مكان هتقول عاوز تشاركني يا محترم .


أمسكها عمار بإحكام و هو يحاول تهدئتها،  بينما هند كانت تمسك أحمد الذى يتحدث بغضب :

- يا ستي قرفتينا بموضوع الكتاكيت بتاعك،  عليكِ و على كتاكيتك .


تحدثت هند بصعوبة : 

- بطلوا و النبى، و بعدين أنتَ تقيل مش هقدر أشدك أكتر .


ظلوا يتشاجروا كالعادة بينما سامر كان يطالعهم كالعادة ببرود و هو يقول :

- يعني اليوم إلِ أجيب فية النتيجة يتخانقوا، دا دماغهم طايرة بصراحة .


ضحك مروان من خلفه قائلا :

- مبروك يا سامر ولا نزعل منهم هما على طول كدة .


بينما كانت سارة تنظر لعمر بشر قائلة : 

- البت إلِ كانت فى السوبر ماركت إمبارح إلِ لابسه صندل أسود و بنطلون أسود و تيشرت أبيض و توكة حمرا، و روج أحمر بصيت لك لية ؟


فتحت عيناه بذهول ليجيب :

- نعم ! و أنا مطالب مني أعرف بصيت ليا لية ؟ قومي يا سارة يا حبيبتي اتخانقي معاهم .


أردف سارة ببكاء :

- اة قول بقا إني تخينة، و معتدش أتحب .


نظر لها بملل و من ثم ابتسم لها قائلا : 

- فى حد ميعشقش العيون الرمادي، و القمر إلِ قدامي دا أنتِ قمر يا سارة .


ابتسم بخجل قائلة : 

- بتثبتني بس ماشي، بردوة بحبك .


ابتيم لها بحب قائلا :

- و أنا بعشقك .


Fadwa khaled. 

______________________________


نظرت ليلى بتركيز فنظرت بجوارها لترى يوسف ، شهقت بخضة قائلة :

- أية يا أخي حد يخض حد كدة .


ابتسم لها قائلا : 

- سلامتك من الخضة يا قلبي .


ضيقت عيناها بإستغراب و هى تتلمس جبهته قائلة : 

- أنتَ سخن .


أردف برفض :

- لا .. بس أية رأيك نقلب مجانين دلوقتي .


وضعت بداها على رأسها بتفكير لتجيب :

- تيجي نتصور سيلفي كلنا .


ابتسم لها و هو يمسك يدها ليجهز الكاميرا، بينما كانت سعاد تجلس مع صفية و خديجة، فأردفت سعاد ببسمة : 

- مكنتش أصدق أني فى يوم هلاقي ولادي متعلقين لحد بدرجة كبيرة كدة .


ابتسمت صفية و هى ترد : 

- و أنا كمان مكنتش أصدق كدة، الحياة لحد ما أحلوت ربنا ما يحرمهم من بعض أبدا .


ردت خديجة و هى تبتسم : 

- فعلا، ربنا ما يحرمهم من بعض أبدا .


أثناء الحديث استمعوا لدقات الباب لتعلن عن وصول شخص، فتحوا الباب ليتفاجئ الجميع بحسنية والده عمار، ركضت لها ملك بفرحة و هى تحتضنها بشدة، فهى بالرغم من تلك السنة التى مرت و ملك لا تفارقها أبدًا، بينما طالعها عمار بحنان و اشتياق، تقدمت منه و هى تتلمس وجهه و كادت تتحدث لولا عمار الذى احتضنها قائلا : 

- مش هقدر على بعدك، كفاية لحد هنا .


بكت و هى تشدد من احتضانه، بينما دخلت ليلى برفقة يوسف قائلة بصوت عالي : 

- يلا يا جماعة عشان هنتصور صورة عائلية .


أيد الجميع الفكرة و التقطوا صورة جميلة تمثل ذاك التجمع العظيم، صورة تعطينا الأمل و المحبة أكثر من ذاك الكره المنتشر .


" وصية بسيطة تحكمت بحياتنا، رسمت لنا طريقًا إلى الحب و السعادة و الأمل، أظهرت عظمة الحب، و الإحترام و المودة، قد تكون وصية مكتوبة على ورقة، و لكنها عبارة عن قيمة كبيرة فى حياتنا، و ها قد أنتهت رحلتنا مع الوصية، و قد وصلنا لنهاية المطاف، قد تبدو لنا نهاية مثل أي نهاية، و لكن تتسابق لتحقيق ذاك الهدف و هو الفوز بالحب " 


النهايه

تعليقات

التنقل السريع