القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قلبي مسكنك كامله جميع الفصول بقلم مريم سيد


 



مع إشراقة شمس جديدة، في يومًا جديدًا ملئ بأحداثٍ كثيرة تحديدًا بمطار دُبي، حيثُ دَلفت "ليلهَ" المتوجة إلى مصر وطننا العزيزُ 


الموظفة: لو سمحت ممكن أشوف Passport حضرتك يافندم


ليلهَ: إتفضلي


الموظفة: تمام إتفضلي حضرتك في الاستراحة الإقلاع هيتأخر نصف ساعة


ليلهَ: تمام شكرًا ليكي


الموظفة بإبتسامة: العفو يا فندم


ذهبت ليلهَ إلى الشخص الواقف بأنتظارها


ليلهَ: أنا مش عارفة أشكُرك إزاي على وقفتك جنبي، حتى الشُكر مش هيوفي حقك، بس الشُكر واجب بردو، حقيقي شُكرًا على كل حاجة


إياد بإبتسامة: أنا معملتش حاجة، أنا اللي المفروض أشكُرك على كل حاجة ساعدتيني بيها، وياريت أقدر أرُد ولو جُزء صُغير منها


ليلهَ: إبتسمت له بأمتنان


إياد: هنتقابل تاني؟ ولا خلاص بقا هتنسيني عشان ماشية من دُبي، قالها بنبرة تحمل بينَ طياتها المرحُ


ليلهَ بإبتسامة على مزاحهُ: أكيد هنتقابل لو لينا نَصيب، أشوفك على خير 


إياد: إن شاء الله، إنتبهي لنفسك، وإبقي طمنيني عليكي


ليلهَ: وإنت كمان خُد بالك من نفسك، أشوفك على خير


ذهبت " ليلهَ " وظل " إياد " شاردًا ينظُر إلى إثرها وهي تبتعد إلى أن إختفت تمامًا، قطع شِروده صوت "رُقية" سكرتيرته الخاصة...


رُقية: مستر إياد فاضل على الإجتماع رُبع ساعة


إياد: .....


رُقية: مستر إياد حضرتك سامعني؟


إنتبه لها إياد: بتقولي حاجة؟


رُقية: بقول لحضرتك الإجتماع فاضل عليه رُبع ساعة، والموظفين منتظرين حضرتك


إياد: تمام يلا


خرجَ " إياد " من المطار في خطواتًا واسعة وإرتدى تظارتهُ الشمسية، وترجل إلي السياة في شموخٍ وخلفه رُقية التي كانت شبهُ تَركض حتي تلحق بخطواته...


ذهبت " ليلهَ " بعد أن ودعت " إياد " لتنتظر ميعاد الطائرة، وجلست على أحد المقاعد بالمطار، ولا تَعلم ماينتظرها ب مصر، وما تُخبئهُ لها الأيام،ولم يتوقف عقلها عن التفكير فيما هو أتٍ،وبين كل وقتٍ والأخر كانت تتنهد تنهيدة طويلة، وكأنها تُخرج بها طاقتها وخُزلانها.


أفاقت من دوامة ذكرياتها على صوتِ موظفة الاستقبال وهي تُردد


الموظفة: حضرات المسافرين إلى مصر، أرجو التوجه إلي بوابة رقم ستة.


تنهدت ليلهَ بحُزن وأردفت: ست سنين، في حد ممكن يبقى لسة فاكرني.؟هو ممكن يبقى فاكرني.؟


وبعض وقتٍ كانت" ليلهَ " تَجلس على المقعد ب الطائرة، التي وجهتها أرضُ الوَطن... 


إنفرد بِها عقلهِا وشَردَ في ذلك الماضي الذي يُلاحقها دومًا، تنهدت بعُمق وهي تتذكر تِلك اللحظات التي قلبت حياتها رأسًا على عقب في لمحِ البصر، لحظات حولت حياتها كليًا، وسلبت منها كل الأمان، وحولتها من شخصًا مرحًا إلي شخص يحمل عبء الكون فوق عاتقهُ...


أفاقت من دوامة ذكرياتها المؤلمة، على ذلكَ الصوت المُعلن عن هبوط الطائرة بأرض الوطنُ بِسلام، وطلب موظفة الاستقبال من المُسافرين ربط أحزمة الأمان...


في مطار مِصر بعد أن وصلت " ليلهَ "


كانت" ليلهَ " بالمطار لإنهاء الإجرائات، وعند ذلك إنتبهت لصوت فتاة تصرُخ بإسم شخصًا وركضت إليهُ وعانقتهُ، عناقًا طويلًا...


عند ذلك تذكرت " ليلهَ " شيئًا وإبتسمت إبتسامًة حزينه وقالت : ياريتك معايا دلوقتي، ياريت الزمن كان وقف على الوقت واللحظة اللي كنا فيهم مع بعض وإيدينا في إيد بعض، ياريت مكانش في حاجة إسمها فراق...


وعند ذلك صدح صوت موظفة الإستقبال وهي تردد: وصلت الطائرة 155 القادمة من (دُبي) إلى (مصر)


وفجأة توقف "يونس" عندما إستمعَ لصوت الموظفة، بعدما كان ذاهبًا إلى البوابة التي سوف يترجل منها إلى الطائرة المتوجة إلى وجهته، وقف شاردًا حزينًا، يُردد داخله لما فعلتي ذلك.؟ لما حكمتي على قلبينا بألم الإفتراق.؟


ولكنهُ أفاق من شروده وذهب حتى لا يتأخر على موعد الطائرة، وقابل سكرتيرهُ الخاص...


وبَنفس الوقت توقفت "ليلهَ" فهي قد شِعرت بوجوده، شعرت برائحته التي تهواها، وتحفظها عن ظهر قلب، أغمضت عينيها وهي تشعر برائحته تفوح بالمكان من حولها، هي نفس الرائحة لم تتغير بعد مرور كل تلك السنوات.! وكأنها صُنعت خصيصًا لهُ


عِندَ يونس


السكرتير: أستاذ يونس أنا جهزت لحضرتك كُل شئ خاص بالإجتماع والثفقة وفاضل على إمضة حضرتك..


يونس: ممتاز جداً


إكتفى " يونس العامري " بذلكَ الرد ثُم دَلف إلى الطائرة، المتوجهة إلى دُبي، وكان تركيزهُ منصبًا على الاب توب الخاص بهِ، ليُباشر عملهُ من خلالهُ، أو هذا ما كان يُقنع نفسهُ بهِ، ولَكن في حقيقة الأمر أنهُ كان يُشغل نفسهُ عن التفكير بذلك الماضي الذي يأبى عقلهُ وقلبهُ نسيانهُ ودومًا ما يُلاحقهُ، وكأنهم أقسموا على أن يحرموه من راحه بالهُ.!


دلفت " ليلهَ " إلى إحدى المجلات المصممه على أعلى مُستوى، والتي تقع في إحدى المناطق الراقية...


ليلهَ: لو سمحت أنا كُنت جاية عشان مقابلة العمل


الموظفة برسمية: ثواني حضرتك....حضرتك أستاذة " ليلهَ سالم "


ليلهَ: أيوة أنا


الموظفة: تمام إتفضلي المديرة بإنتظارك...


.

عِند " يونس " كان قد وَصلَ إلى دُبى، وقد توجه إلى المُستشفى الخاصة بهِ، كان يونس يجلس في مكتبه، وأمامه كافة الموظفين.


يونس: إحنا هنا Team واحد، ومحدش أحسن من حد، كل واحد ليه دوره اللي منقدرش نستغنى عنه، وكُلنا هدفنا واحد، اللي هو طبعًا إننا نوصل الرعاية الكاملة للمريض بدون أي تقصير مفهوم.


الموظفين: مفهوم يا فندم


يونس: وطبعًا مش محتاجة أقول إن لو أي حد مش مقتدر، وتوجه لهنا نساعدهُ ومنرفضهوش، بل بالعكس إحنا لازم تقدمله الرعاية الكاملة، وعلى أحسن مستوى، وبدون أي مصاريف، ولو سمعت أي تقصير في الموضوع ده إنتوا هتواجهوني أنا...


قال " يونس " ذلك الكلام وهو يُسلط نظره على الموظفين في شيئًا من الحدة والجمود مما أثار الخوف في قلوب الموظفين...


يونس: إتفضلوا كل واحد على شغلهُ حالاً


خَرجَ جميع الموظفين، وعادَ يونس ليُباشر باقي أعمالهُ، وإنقطعَ عن وصلة تركيزه عندما صدح صوتَ الهاتف، فألقي نظرة على إسم المتصل،وما هي إلا ثوانٍ حتي إبتسمَ وأجاب على الهاتف


يونس: ألو يا ياسين 


ياسين: إزيك يا باشا، مش قولتلك أول م توصل تكلمني ولا خلاص نسيت صاحبك وعشرة عمرك..


ضَحك يونس على كلام صديقه ثُم أردف: بس بس إية كُل ده، ده أنا لسه سايبك من كام ساعة بس وأصلًا أنا لسه واصل من شوية وكُنت في إجتماع مع الموظفين، مالك بس متقمص دور أمي ليه...


ياسين بجدية زائفة وهدوء: أنا مش متقمص حاجه أنا فعلاً أمك هههه، وأيوة بردو متصلتش بيا ليه


يونس بضحك: نعم لا بجد نعم.! روح يا ياسين شوف وراك إية الله يرضى عنك.


ياسين: ماشي ياعم، إنت راجع إمته


يونس: بكرة، هظبط شوية حاجات في المستشفي وأرجع


ياسين: تمام يا باشا، خلي بالك من نفسك سلاموز


أغلق يونس الهاتف، وظلَ مبتسمًا، على صديق عُمرهُ، وتسأل ماذا كان سيحدث معهُ إذا لم يكُن معهُ " ياسين "

، فهو قد أزال عن كاهله الكثير، وما الصديق إلا صديقًا يُصادق حُزننا وينتشلنا منهُ ويُخرجنا من عتمتنا إلى نور الحياة...


عِندَ " ليلهَ " دَلفت إلى مُديرة المجلة والتي تُدعى " فريدة  "، وكانت فريدة تجلس على المقعد الخاص بها وهي مولية ظهرها " لليلهَ " التي حمحمت حتى تنتبهُ لها " فريدة "، فإنتبهت لها فريدة وأعتدلت بمقعدها وما هي إلا ثوانٍ حتي صاحت فريدة ب


فريدة بدهشة: مش معقول ليلهَ!!


ليلهَ بصدمة: ......


الفصل الثاني من هنا

تعليقات

التنقل السريع