القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الرهان الفصل الثالث


 أقولكم يا بنات الهانم كانت نايمة فين إمبارح و في حضن مين ليهَا أسبوع؟ 


قربت مني و بهمس_ هه! أقولهم يا حورية ولا تقوليهم انتِ؟


قولت و الدموع بتنزل_بتعملي كل دا ليه؟ انا أذيتكِ في اي يا شيخة.


_علشان أثبت للناس ان مش حجاب و حلال و حرام اللي مش هيخلوكِ تعملي الغلط.


_يعني عايزة إي؟


قربت من وداني و قالت_ تقلعي الحجاب و تلبسي زينّا ، و تبقي فرد من شلتنا و أوعدكِ عمر ما حد هيفتح بؤقه عليكِ بكلمه و إلا....


كنت لسا بشوف لبسهم اللي عبارة عن بناطيل مقطعة و شفافة، بلوزات قصيرة ، شعر ظاهر ، فساتين قصيرة مُلفته. 


اتصدمت من اللي قالته مكنتش عارفة أعمل اي غير أني أمسك حجابي ، و لسا كنت هتكلم لقيت بنتين بيقربوا منّي جامد ، ماسكوا دراعي ، و فجاة لقيتهم خلعوا الخِمار من علي شعري..بهدلوني قدام الكلية كلهَا


واحدة منهم أخدت الخمار بتاعي و لقيتها بتقول لِسها بستهزاء


_نفذنَا الرهان بتاعكِ يا سها ، و نفذت طلبكِ و خلعتلهَا الطرحة بتاعتهَا علشان متستحقش تلبسهَا و تقول قال الله و قال الرسول و هي أصلًا بتزني و بتعملي معاصي و تيجي شريفة لينَا..


و قدام جامعة كلهَا نفذنا اللي طلبتيه بالحرف الواحد.


=عاش يا بنات تربيتي برضوا ، يلا بينا سبوهَا مرمية كدا.


بقيت أجري في الكلية زي المجنونة بدور علي إي حاجة تستر شعري ، مكنتش مصدقة نفسي لما لقيت الخِمار بيتقلع من علي شعري ، زي الشعره من العجينة بكل سهولة كدا! 


ضربات قلبي زادت اوي ، مش عارفة أروح فين ولا أجي منين ، لأول مرة في حياتي كنت أتمني الارض تنشق و تبلعني.


و لسا مستمرة في الجري لغاية ما أستوقفتني عربية جاية بسرعة رهيبة من الجهة التانية ، و علي أخر ثانية غمضت عينيا قولت دِي نهايتي خلاص ، لكن القدر بعتلي نادري..


_حورية! مالك يا حورية في إيه؟ مين عمل فيكِ كدا؟ 


حورية فين حجابكِ ، أنطقي قوليلي مين عمل فيكِ كدا و بهدلكِ ، أنتِ كنت هتموتي نفسكِ يا حورية!.


مفيش غيره اللي سندني ، مفيش غير نادر اللي بيلحقني في كل لحظة ضعف بتيجي عليّا ، الدموع ملياه وشي ، الشهقات كل مالهَا بتعلي و تعلي 


_أنتَ أنقذتني ليه! ليه أنقذتني ما كنت تسبني أموت و أرتاح و الناس ترتاح مني بقاااا.


مفيش كلام هيوصف كمية الوجع و الذل اللي حصلي ،


 غير حضن يشيل كل البهتان اللي جوايا.


لقيت من غير وعي منه و مني رماني في حضنه بقوة ،


 أكنه بيقولي انا معاكِ أطمني يا حورية.


 و قولت بشهقات عالية و صوت مبحوح


_ انا كرامتي أتهانت أوي ، قلعوني خِماري و بهدلوني وسط الخلق في الكلية كلها ، آه يا نادر آه فضلوا يبهدلوا فيا و هزقوني أوي   ، انا كرهت نفسي أوي ، كرهت حياتي بسببهم ، كان لازم تسبني أموت و أستريح و أريحهم مني.


"من غير إي تردد قلع الجاكيت بتاعه و غطا شعري بيه ، و تكلم هو و باصص في عيوني بحزن..


_و حياتكِ عندي لرودلكِ كرامتكِ يا حورية ، و حياتكِ لأخليهم زي ما قلعهولكِ وسط الكلية كلهَا ، هيلبسهولكِ وسط الكلية كلهَا برضوا و هتشوفي بنفسكِ.


كنت لسا هتكلم لقيته مسك إيديا الاتنين وقومني من علي الارض و قال


_بس قبل إي حاجة أحنا لازم نتجوز يا حورية.


بصدمة=نتجوز! نتجوز أزاي؟

_بصي من الأخر انا بضعف لما أشوفكِ كدا و ملمسكيش يا حورية ، أنا غصب عني باخدكِ في حضني لأجل بس أطمنكِ بوجودي معاكِ ، و تعيشي معايا في نفس الشقة ، كل دَا حرام.


فلازم قبل ما أكمل معاكِ او أعمل إي حاجة نتجوز حتي لو الفترة دِي ، و بعدين لو حابة نطلق هطلقكِ عادي.


بس أنا مش هقدر أكمل و انا بشوف دموعكِ بتنزل و مش قادر أعملهم حاجة.


=هنتجوز أمتي؟


_هنكتب كتب كتابنا دلوقتي ، لأجل انكِ تبقي حلالي و أقدر أتصرف في إي موقف يحضلكِ ، و بعدين ربنا يحلهَا لو عايزة تطلقي!


هزيت راسي بمعني موافقة.


_يعني موافقة نتجوز!


انا بحب نادر من زمان اوي ، من ساعة ما كان بيجي مع أخويا عُمر بيتنا و أسمع ضحكهم و هزارهم مع بعض ، دا انا كنت بتمني لو يحس بِحُبي لي ، سبحان الله دلوقتي هو اللي هيتجوزني بنفسه!


_آه موافقة يا نادر نتجوز.


الوضع كان صعب عليا أول ما سمعت المأذون بيقول


"بارك الله لكمَا و بارك عليكمَا و جمع بينكمل في خير."


الجملة دِي كانت كفيلة تخلع قلبي من مكانه ، يعني خلاص بقيت زوجة نادر شريف! حب طفولتي بقي جوزي خلاص!


_كدا هنقدر نتكلم براحتنا ، بصي اول حاجة أنتِ بقيت مراتي.


يعني أنتِ بقيتي شرفي ، و اللي ياجي عليكِ ياجي عليا يا بنت الحلال ، و متقلقيش انا مش همس شعر منَك غير برضاكِي!.


صحينَا الصبح علشان الكلية نادر لبسني الخِمار بأيديه الاتنين وقال بحُب_ خِمار إي اللي يقلعهولكِ ولاد الهبلة دول! هو في جمال كدا بذمتكِ!


كان بيديني باور عالي كل ما يشوف ثقتي مهزوزة قدام إي بنت في الكلية و كل ما يكون قربت أعيط ، يشدني لي و يسندني بِحُب قدام كل البنات.


لغاية ما في يوم و هو و بيوصلني للكلية كُنا ماشيين علي الرصيف فسألته_ نادر هو انتَ بتحبني؟


=لساكِي بتسألي نفس السؤال! مفيش مرة قابلتي ألاجابة قدامكِ!


_يعني بتحبني!


=و مبحبش غيركِ يا حورية من أيام ما كنت بأجي بيتكم ، و أقعد ما أخوكِي عُمر ، كنت بحب أجي بيتكم علشان بس أشوفكِ من بعيد ، كنت بفرح أوي لما بتخبطي و تقولنَا اتفضلوا الشاي!


حقيقي انا بحبكِ من زمان يا حورية ، بس مش عارف انتِ بتحبيني ولا لا!


_هو انا في الحقيقة مبحبكش.


لقيته بصلي بصدمة و قال=مبتحبنيش أزاي! علي العموم عادي انا حبيت أقولكِ مشاعري من ناحيتكِ و هاتي أيدكِ علشان نعبُر الطريق يلا!


هو معطنيش فرصة أكمل كلامي ليه؟


دا انا لسا كنت هقوله إني بعشقه مش بحبه و بس!


و يدوب نزلنَا من الرصيف من هنا و فجاة لقينا عربية جاية علينَا أحنا الاتنين بأقصي سرعة  ، دقات قلبي كانت عالية ، غمضت عينيا و صرخت بكل طاقتي ، لغاية ما لقيت نادر ذقني من جمبه ، و لقيت نفسي مرمية علي الارض بس نادر.


_لااااااااا يا نااااااادر متسبنيش لاااا....

الفصل الرابع من هنا 

تعليقات

التنقل السريع