مريم وعنيها مليئه بالدموع: بابا مات يا نورا
نورا: البقاء لله يا حبيبتي شدي حيلك كده هو في مكان احسن دلوقتي .
مريم: انا مش عارفه هعمل ايه انا حاسه اني تايهه و خايفه و عمي نظراته مش مريحاني .
نورا: استريحي انتي بس الاسبوع ده و متشليش هم الشغل هنا هشيل شغلك الاسبوع ده.
مضي الاسبوع و عادت مريم للعمل خائفه و دوما تسال نفسها ماذا سيحدث خاصه ان العام الدراسي علي وشك ان يبدا و كانت نورا بداخلها نفس القلق علي اولادها و كانت لا تجد الوقت في الجلوس مع محمد فاخبرته ان يوصلها يوميا بعد الشيفت بدلا من حسن خاصه ان سكنهم في منطقه شعبيه و شقه محمد بجانب والدته لتستغل الوقت في التحدث معه و تحاول ان تعلم ما يجول في خاطره.
نورا: اخبارك ايه انهارده يا مريم لو عايزه ترجعي لاجازتك تاني ولا يهمك وانا هشيل الشغل.
مريم: الحمدلله يا نورا ..لا انا محتاجه انزل الشغل بدل ما انا قاعده في البيت و دماغي هتنفجر من التفكير.
نورا: في حاجه حصلت ولا ايه؟
مريم: اللي كنت خايفه منه حصل ،عمي عايز يقعدني من الشغل و حاولت اقنعه اني بخلص الساعه ١٠ يعني مش بتاخر برده مفيش فايده وانا استحاله اسمع كلامه لا ومش بس كده الباشا عايزني اتجوز ابنه .
نورا: هو حتي مش مراعي حرمه الميت و يتكلم في الموضوع ده بعدين.
مريم: لا بعدين ازاي ما لازم دلوقتي علشان منلحقش نفوق وندور علي الورث ،فهو فاكر لما اتجوز امجد هو اللي هيتحكم في كل حاجه.
نورا: طيب و بعدين يا مريم ده طالما حط الموضوع في دماغه .
مريم : والله ما عارفه هعمل ايه ده حتي عمرو جوز اختي كلمهم علشان يقنعهم عمي كلمه بطريقه وحشه و قاله ملكش دخل بالكلام ده و ابنه عاش الدور انه خطيبي خلاص وقال كده للجيران و هو بياخد العزا .
نورا: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يهديهم و يقويكي عليهم .
و قصت نورا ما حدث في غيابها و خوفها علي محمد وبعد ان اقسم علي الانتقام..
مريم: الله يكون في عونه برده ٤ سنين عدت من عمره كان زمانه بيتخرج من كليه هندسه اللي كان بيحلم بيها دلوقتي لولا اللي ربنا ينتقم منهم دول خليكي في ضهره ومتضغطيش عليه هو اكيد مش ناقص ويلا باه جهزي نفسك علشان الشيفت قرب يخلص.
قاطع حديثهم دخول عمها و ابنه امجد الصيدليه
الحاج سليم : هو احنا مش قولنا مفيش شغل تاني .
مريم : حضرتك اللي قولت يا عمي لكن انا موافقتش و بعدين انا مش فاهمه حضرتك مش موافق ليه مع ان الصيدليه جنب البيت .
الحاج سليم: سرمحه بليل و تقوليلي مش موافق ليه
مريم: سرمحه ايه بس حضرتك هو انت شايفني برقص انا قاعده بشتغل في صيدليه محترمه واللي حضرتك جاي تعملي مشكله فيها.
الحاج سليم: مالوش لازمه الشغل ده انتي هتتجوزي امجد و ساعتها يادوب تخلصي السنه اللي باقيه في الكليه و تقعدي في البيت.
بدا بصوت مريم ان يعلو و النقاش بينهم اصبح حاد و حاولت نورا ان تهدا من حاله الوضع لكن فشلت و جاء محمد لكي يرجع مع امه المنزل لكن تفاجا بالوضع بالداخل.
مريم: ابنك ده محدش يقبل بي الراجل الل حد ممشيه ميبقاش راجل و بعدين ابنك ولا عمره حبني و لا كنا بنقبل بعض فجاءه كده داب في غرامي.
الحاج سليم : انتي قليله الادب
و اوشك عمها ان يضربها بالقلم لكن محمد امسك يده بسرعه
محمد: اهدي كده يا حاج و بلاش مشاكل
الحاج سليم بعصبيه شديده :و انت مالك بتدخل ليه كنت اخوها؟
مريم : لا مش اخويا يا عمي ده البشمهندس محمد خطيبي.
سادت علامات الاندهاش علي جميع الوجوه بالصيدليه ومعهم مريم التي تفاجات بما نطق لسانها و نظر لها محمد نظره كلها تساؤلات.
الحاج سليم : خطيبك منين ان شاء الله ابوكي مجابش سيره قبل ما يموت بالموضوع ده.
مريم : ده علي اساس يا عمو انك كنت بتتواصل معانا كل يوم ،احنا منعرفش عنكم حاجه ولا تعرفوا عننا حاجه من سنين و يادوب كلمناكم لما احتاجنا جزء من فلوس بابا في ورث جدو علشان العمليه اللي بابا عملها لولا كده كنا زمنا بناخد عزا بابا لوحدنا و البشمهندس قعد مع بابا قبل وفاته و قرا الفاتحه معاه و قبل ما تسال فين الدبله احنا اشترينا الدهب و حصل اللي حصل ولسه في علبته .
الحاج سليم : استني عليا يا بنت اخويا يلا يا امجد . ذهب عمها و ابنه و هم ينظران لمحمد و كادوا ان يضربوه.
مريم بعد ان ذهبت القوه التي استجمعتها لمواجهه عمها : انا اسفه والله يا نورا علي اللي حصل انا مش مستوعبه بجد ان كل ده حصل .
مازات نظرات الاندهاش تسيطر علي محمد ما قالته مريم لكن لم يستطيع ان يتكلم معها وهي في هذه الحاله فهي كانت كالقطه الصغيره التي تصرخ في وجه اسد و احب ان يذهب من المكان لكي تستجمع شتات نفسها فاستاذن من امه لكي ينتظرها بالخارج لانه شعر انها خجلت بشده منه فهي لم ترفع عينيها من الارض.
مريم : انا مش عارفه انا قولت كده ازاي ؟اعتذريلي بالله عليكي من محمد انا مكسوفه جدا منه و مش عارفه اعمل ايه.
حضنتها نورا و اخبرتها ان تهدا لانها كان ضغطها عالي و بدات ان تشعر بدوخه و لم تستطيع الوقوف ثم خرجوا من الصيدليه.
نورا: محمد وصل مريم للبيت وانا كلمت حسن علشان يجي ياخدني.
نظرت لها مريم باندهاش: لا مالوش لازمه البيت قريب.
نورا: وانا مش هسيبك تمشي بالحاله دي.
ذهبت مريم مع محمد و كانت تسيطر عليها علامات الخجل مما حدث من بضع دقائق و معهم الم راسها فكان السبب في رؤيه ضبابيه لها و كان الطريق مظلم فأوشكت ان تقع لعدم رؤيتها طوبه كبيره امامها لولا يد محمد التي امسكتها حاولت سريعا ان تجمع شتات نفسها و تقف لتترك يده فهي لم تتحمل موقفا محرجا اخر.
محمد : انتي كويسه؟
مريم: اه الحمدلله انا بس مشوفتش الطوبه شكرا
ساد الصمت لثواني لكن قطعته مريم باعتذارها لما قالته في الصيدليه .
محمد: ولا يهمك يا دكتوره
مريم : ممكن تقولي مريم عادي انا اصغر منك بسنه علي فكره .
محمد ابتسم بسمه خفيفه ثم وضع يديه في جيبه و نظر الي الارض فكانت جميع هذه العلامات يفعلها ليكتّف لسانه حتي لا يتحدث لكن لم يستطع .
محمد: انا عايز اقولك بس متاخديش كل حاجه علي اعصابك و اعرفي ان مش كل اللي بيقولك اوامر يبقي انتي مجبره تنفذيها ،ساعات بيبقي اللي قدامك معندوش حاجه اصلا تخليكي تنفذي اللي عايزه فبيقولها كانك تحت امره و كانك معندكيش مهرب تاني يعني من الاخر بيلعب باعصابك لكن هو في الاخر ميقدرش يجبرك.
وصلت مريم لعمارتها و شكرت محمد علي وقته و ودعته ثم صعدت لبيتها و مجرد ما فتحت الباب وجدت امامها شاديه والدتها و اختها و عمرو ينتظروها.
شاديه: ايه اللي عمك قاله في التليفون ده خطوبه ايه و قرايه فاتحه ايه؟
مريم :هفهمك كل حاجه بس المهم دلوقتي انتي رديتي عليه قولتيله ايه؟
شاديه: اتصدمت من كلامه و مقولتش حاجه و لما مردتش قالي هو انا بكلم مين ماانتي اكيد هتبقي في صفها وقالي زي مااخدتي اخويا مننا وبعدتيه عننا و قعد بسببك في القاهره هتمشي البت علي كيفك.
قصت عليهم مريم ما حدث في الصيدليه و بدات دموعها تنهمر مجرد ما تذكرت ان عمها كان علي وشك ان يضربها.
شاديه: اهدي يا بنتي كده و استهدي بالله و بعدين مفكرتيش وانتي بتقولي نهايه الموضوع هتبقي ايه؟
مريم: مفكرتش يا ماما و عمي كان هيفضل يزن في موضوع جواز ي من امجد ده وانا كنت كل اللي بفكر فيه اني اكسب وقت لحد ما نعمل اعلان الوراثه و القضيه اللي علي ارض جدو تخلص و ناخد نصيب بابا لولا كده مش هناخد ولا مليم فان شاء الله لو دخلت عليه موضوع الخطوبه هقعد سنه كده كأني مخطوبه لحد ما كل اللي عايزينه يخلص و بس.
انتهت مريم من كلامها و توجهت لغرفتها لتبدل ملابسها و تستريح ، وعلي الجانب الاخر كان محمد وصل منطقته و كانت ترمقه نظرات فتاه من احدي نوافذ المنزل المجاور.
حامد: بتبصي علي مين؟
ندي : مفيش كنت بشوف الجو كويس ولا ايه
حامد: وحشك حبيب القلب
ندي : قصدك مين؟
حامد : مقصدش يا ندي بس خدي بالك يا بنت الناس احنا مكتوب كتابنا و كمان كام يوم فرحنا و علي العموم يا ندي انا دخلت لما لقيتك اتاخرتي فستاذنت عمو ادخل اقولك اني هروح علشان الوقت اتاخر.
في اليوم التالي استيقظت مريم ووالدتها علي صوت طرق الباب بطريقه شديده ،قامت وهي مفزوعه لتفتح الباب فوجدته عمها و امجد
مريم: صباح الخير في حد يخبط علي حد كده يا عمي.
الحاج سليم: خير و هيجي منين الخير يا بنت اخويا عايزه تتجوزيلي واحد رد سجون و تقوليلي باشمهندس فكراني مش هعرف.
خرجت والده مريم من الغرفه بسبب الصوت العالي و تفاجات مريم لسرعه عمها في تحصيل جميع المعلومات عن محمد فاضطرت ان تكذب مره اخري.
مريم: بابا كان عارف كل حاجه عن محمد لانه كان صاحب والده و كان موافق، و هو مهندس لانه كان مسجل في كليه هندسه ،صح يا ماما؟
دارت نظرات شاديه بين بنتها و الحاج سليم ولا تعلم بماذا تجيب.
شاديه بتردد: صح صح .
الحاج سليم: طيب اسمعوا باه انتم الاتنين لو كلامك صح اعملي حسابك ان الفرح بعد الاربعين بتاع ابوكي.
مريم باندهاش: بس انا لسه عندي اخر سنه في الكليه.
الحاج سليم: مفيش الكلام ده ابقي كملي تعلميك في بيت جوزك و ده اخر كلام عندي غير كده اعرفي ان اتفاق ابوكي معاه ملغي و خصوصا انك عارفه ان ابوكي مكنش هيسمح بكل فتره الخطوبه دي.
تركها عمها قبل ان ترد عليه باي كلمه و اغلق الباب.
امجد: ايه اللي انت قولته ده يا بابا ،انت كده مش هتفشكل الجوازه انت كده هتعجلها.
الحاج سليم: يا بني افهم البت دي في دماغها حاجه ياما بتلعب بينا و عايزه تستغل وقت لحد ما تاخد حقها و ساعتها دي حلها سهل احنا هندخلها الفخ اللي عملته بايدها و نخليها تتجوزه و ساعتها احنا هنتعامل معاه هو ،و الولد ظروفه صعبه اصلا من ساعه ما خرج و كان داخل في قضيه مخد*رات يعني يبيع ابوه بالفلوس،و بعد ما يتجوزها نبقي نعرض عليه فلوس و ساعتها هيبقي تحت امرنا نقوله يطلقها او نقوله يطلع عينها براحتنا و ممكن مش هتتجوزه و ساعتها هتتجوزك لانها عارفه اني مش هغلب في الموضوع ده لكن الاهم من كل ده ان كل حاجه تبقي تحت عنينا علشان انا داخل علي انتخابات مجلس و مش عايز و جع دماغ ،هيقولوا الحاج سليم اكل حق بنات اخوه.
امجد باندهاش: الله عليك يا ابويا ايه الدماغ دي.
الحاج سليم: طاب يلا ياخويا امشي و كفاياك رغي.
ذهب الحاج سليم و ابنه و دخلت مريم غرفتها لتبدل ملابسها و اخبرت والدتها انها سوف تذهب لنورا البيت و سوف يذهبوا للصيدليه معا في المساء.
فتح حسن لمريم الباب و بداوا يهزروا شويه ،كانت العلاقه ما بينهم كويسه و هو بيعتبرها اخته الكبيره و بعدين دخلت نورا عليهم و استاذن حسن للذهاب الي غرفته.
مريم بلهفه : انا لو حكيتلك اللي حصل مش هتصدقي يا نورا ، انا شكلي رايحه في داهيه.
قصت عليها ما حدث بالامس و بدات علامات الاندهاش تظهر علي وجه نورا.
نورا: طيب ما تتجوزيه.

تعليقات
إرسال تعليق